أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس السبت، استهداف مواقع لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ردّاً على استهدافها مشفى في منطقة عفرين شمال غربي حلب، في حين نفت "قسد" مسؤوليتها عن الهجوم.
وقالت الوزارة في بيان نشر على حسابها في "تويتر" إن عناصر "قسد" المتمركزين في منطقة تل رفعت شمالي حلب، قصفوا برشقات مدفعية وصاروخية، أمس، مشفى "الشفاء" في مدينة عفرين، ما أوقع عشرات الضحايا المدنيين.
وأكّدت الوزارة التركية في بيانها أنّ قواتها استهدفت على الفور مواقع تابعة لـ"قسد"، رداً على الهجوم، من دون ذكر معلومات عن خسائر في صفوف "قسد".
وأشار البيان إلى أنّ تركيا أبلغت الجانب الروسي بالهجوم "الدنيء" الذي نفّذته "قسد" ضد المدنيين بشكل مباشر في عفرين، مردفةً "يجب أن يعلم الإرهابيون -أعداء الإنسانية- أنهم سيدفعون بالمثل ثمن هذه الهجمات".
تركيا تدين هجوم "قسد" على مشفى في عفرين
مِن جانبه دان متحدث الرئاسة التركية إبراهيم كالن، هجوم "قسد" على المشفى في عفرين، مشدّداً أن "التزام الصمت أمام هذا الهجوم يعني التواطؤ مع الجريمة".
وقال "كالن" - في تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر" - إنّ "وحدات حماية الشعب (YPG) ذراع المنظمة الإرهابية (PKK) أظهرت مرة أخرى وجهها الوحشي".
كذلك دان متحدث حزب "العدالة والتنمية" التركي (الحاكم) عمر جليك، استهداف "قسد" لـ مستشفى "الشفاء" في عفرين، موضحاً أنّ "YPG أثبت مرةً أخرى أنه عدو للإنسانية"، مطالباً الدول الداعمة له بذريعة محاربة تنظيم الدولة (داعش)، بإنهاء هذا الدعم.
"قسد" تنفي مسؤوليتها عن مجزرة عفرين
نفت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مسؤوليتها عن المجزرة التي وقعت في مدينة عفرين، مساء أمس السبت، من جرّاء قصف صاروخي أوقع ضحايا مدنيين بينهم كوادر طبيّة ونساء وأطفال.
وجاء في بيان لـ"قسد" - نشرته عبر معرفاتها - "نشرت بعض وسائل الإعلام أخباراً غير صحيحة حول عملية استهداف لمركز مدينة عفرين ونُسبت إلى قواتنا. إننا في قوّات سوريا الديمقراطية نؤكد على أنه ليس لدينا أيّ وجود في تلك المناطق، وندعو كافة وسائل الإعلام إلى الالتزام بالمصداقية في نشر الأخبار التي تخصّ قواتنا".
وبحسب ما ذكر الباحث في مركز "جسور" للدراسات عبد الوهاب عاصي، فإنّه مِن المحتمل أن يكون نظام الأسد قد وفّر غطاءً أو دعماً لوجستياً لـ"قسد"، مِن أجل تنفيذ الهجوم على عفرين.
وقال "عاصي" - عبر تغريدة على حسابه في "تويتر" - إن "النظام وحلفاءه معنيون باستهداف مدينة عفرين، بهدف الضغط على تركيا قبيل القمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والتركي رجب طيب أردوغان، وإعلان الاستعداد للتخلي عن أي التزام أو تفاهم سابق مع أنقرة".
وكانت مدينة عفرين قد تعرّضت، مساء أمس السبت، لقصفٍ صاروخي "عنيف" استهدف الأحياء السكنية ومشفى "الشفاء"، ما أدى إلى مقتل 17 مدنياً - بينهم أفراد مِن الكوادر الطبيّة وفرق الإنقاذ - إضافة إلى جرح نحو 20 مدنياً، بينهم متطوعون في "الخوذ البيضاء".
يشار إلى أنّ القصف على مدينة عفرين، يتزامن مع حملة التصعيد العسكري لـ روسيا ونظام الأسد على محافظة إدلب، حيث قضى قرابة 20 مدنياً وعسكرياً، خلال الأسبوع الفائت، بسبب عودة القصف البري والجوي على منطقة جبل الزاوية في الريف الجنوبي، فضلاً عن حركة نزوح واسعة شهدتها المنطقة.