تداول ناشطون وصفحات إخبارية سوريّة على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الثلاثاء، نسخة مصوّرة لـ أسئلة امتحان مادة (التربية الإسلامية) لـ طلاب المرحلة الابتدائية في تركيا، أُدرِج فيه السوريون كأحد الاحتمالات عن سؤال "مَن رمى النبي محمد (صلى الله عليه وسلّم) بالحجارة"؟.
وجاء السؤال وفق الصيغة الآتية: مَن رمى الرسول محمد بالحجارة؟ وحصر الإجابات في أربعة احتمالات هي: أهل مكة، أهل المدينة، أهل الطائف، (السوريون).
وأثار إدراج السوريين كأحد احتمالات أجوبة السؤال المذكور حفيظة الكثير مِن اللاجئين السوريين الذين اعتبروه تحريضاً على كراهيتهم وبمثابة عنصرية بحقّهم، في ظل تزايد موجة الكراهية - نوعاً ما - تجاه اللاجئين السوريين المقيمين على الأراضي التركيّة.
اقرأ أيضاً.. اعتداء وكتابة عبارة طائفية على سيارة إعلامي سوري في غازي عنتاب
اقرأ أيضاً.. معلمون سوريون متطوعون يُفصلون من العمل في تركيا.. ما الحكاية؟
ما حقيقة السؤال العنصري بحق السوريين في تركيا؟
في البداية أثار تداول نسخة صورة السؤال العنصري حالة جدل بين السوريين في تركيا، خاصّة بعد ادّعاء البعض منهم أنّ الصورة معدلة رقمياً (فوتوشوب) أي أنّها مزوّرة وليست صحيحة.
إلاّ أنّ العديد مِن الناشطين السوريين تواصلوا مع جهات رسميّة تركيّة للتأكّد مِن حقيقة السؤال المطروح والسبب الدافع لذلك، وتبيّن وجود السؤال فعلاً - بصيغته المذكورة حرفياً - ولكن في مدوّنة تعليمية تركيّة غير رسميّة، يُدرج فيها المدرّسون الأتراك نماذج امتحانية لا تُرسل عادة للجهات الحكومية المعنيّة بأمور التعليم.
وأكّد القائمون على موقع المدوّنة، أن طرح السؤال لم يكن دافعه عنصرياً أبداً، وأنّه مجرد احتمال لا أكثر، قبل أن تعدّل احتمالات السؤال لاحقاً ويُحذف احتمال كلمة "السوريين" مِن الخيارات الأربعة، ووضع "اليمنيين" بدلاً عنها، ولم يلقَ ذلك ترحيباً أيضاً، لـ يقيّد القائمون على المدّونة الوصول إليها بشكل كامل.
اقرأ أيضاً.. ما أوضاع طلاب المدارس السوريين في تركيا؟
من جانبه أصدر الناشط التركي جلال ديمير - رئيس مخيمات نزّب للاجئين السوريين في غازي عنتاب والمسؤول في هيئة الإغاثة الإنسانية التركيّة "IHH" - توضيحاً بخصوص السؤال العنصري بحق السوريين، نشره على حسابهِ الرسمي في "فيس بوك".
وقال "ديمير" - مؤكّداً صحة السؤال الوارد - إنّ "اللجنة المشتركة تواصلت مع الأستاذ المسؤول عن المدوّنة التعليمية (غير الرسميّة) وقال إنّ الأسئلة أخذها مِن كتاب يُدّرس في ألمانيا للطلاب الأتراك"، مضيفاً أنّ "الأستاذ قدّم اعتذاره لأنه لم ينظر للأمر بهذه الحساسية وقد غيّر السؤال"، وفقاً لـ قوله.
اقرأ أيضاً.. "الائتلاف": نسعى لوضع برنامج اندماج بين السوريين والأتراك
وكان العديد مِن السوريين - معظمهم مهجّرون - قد عبّروا عن استغرابهم في وصول أثر خطاب الكراهية والتحريض ضدهم إلى القائمين على تدريس مادة التربية الإسلامية، التي لا يمكن لـ منهاجها أن يُحرّض ضد مهجّرين مِن بلادهم وغالبيتهم (مسلمون).
يقيم في تركيا - حسب إحصاءات إدارة الهجرة التركية - نحو أربعة ملايين سوري معظمهم يخضعون لـ قانون "الحماية المؤقتة" وينتشرون في جميع الولايات التركية، خاصة الولايات القريبة مِن الحدود مع سوريا "غازي عنتاب، أنطاكية، أورفا"، إضافةً لـ وجود عدد كبير منهم في ولاية إسطنبول غربي تركيا.