ملخص:
- رحّلت السلطات الألمانية 787 سورياً خلال النصف الأول من 2024، من دون إعادتهم إلى سوريا.
- عمليات الترحيل تمت إلى دول أخرى بسبب عوائق قانونية تمنع إعادتهم إلى بلدهم الأصلي.
- تباينت سياسات الترحيل بين الولايات الألمانية، ما صعّب تحديد أعداد دقيقة للسوريين الملزمين بالمغادرة.
أفادت وسائل إعلام ألمانية أن السلطات رحّلت 787 سورياً إلى خارج البلاد خلال النصف الأول من عام 2024، وذلك في إطار سياساتها المستمرة لترحيل الأجانب غير المؤهلين للبقاء في ألمانيا.
ولفتت إلى أن عمليات الترحيل لم تشمل إعادة هؤلاء الأشخاص إلى سوريا، بل تم نقلهم إلى دول أخرى، ضمن ترتيبات ثنائية أو أوروبية، نظراً للعوائق القانونية والسياسية التي تمنع ترحيلهم إلى بلدهم الأصلي.
وأكدت أن عمليات ترحيل السوريين أثارت جدلاً في الأوساط السياسية الألمانية، خصوصاً في ظل صعوبة تحديد أعداد دقيقة لأولئك الملزمين بالمغادرة، مع تباين السياسات بين الولايات الألمانية واختلاف معايير تصنيف الأشخاص كمرتكبي جرائم أو غيرهم.
وتعاني السلطات من صعوبة جمع البيانات بسبب تعدد الجهات المسؤولة وتداخل صلاحياتها، مما يزيد من تعقيد مسألة الترحيل وتطبيق القوانين بشكل موحد.
وطلبت صحيفة "فرانكفورتر" معلومات من وزارات الداخلية في جميع الولايات الألمانية الـ16، لكن الإجابات جاءت متباينة، إذ لم تقدّم أي ولاية تقريباً أرقاماً دقيقةً حول عدد السوريين المؤهلين للترحيل.
قدّمت بعض الوزارات تقديرات مبهمة، في حين فضّلت ولايات أخرى مثل بريمن وبرلين عدم الكشف عن الأعداد حفاظاً على السرية ومنعاً لتعريض الإجراءات القانونية للخطر، وفقاً لوسائل الإعلام.
السوريون ليسوا الوحيدين
أثارت جريمة طعن في مانهايم على يد طالب لجوء أفغاني جدلاً واسعاً حول ترحيل مرتكبي الجرائم من الأجانب أيضاً.
وفي نهاية آب (أغسطس)، نظمت الحكومة الألمانية رحلة ترحيل إلى كابول، على متنها 28 أفغانياً مداناً بجرائم. ورغم أن الرحلة كانت الأولى من نوعها إلى أفغانستان، أكدت وزيرة الداخلية نانسي فيزر أن هناك رحلات أخرى ستنطلق قريباً، كما يجري البحث في إمكانية ترحيل بعض المدانين من السوريين إلى بلدهم الأصلي.
وبلغ عدد الأفغان المرحّلين من ألمانيا 740 أفغانياً، ولكن هؤلاء أيضاً تم نقلهم إلى دول أخرى، وليس إلى بلدانهم الأصلية.
السوريون في ألمانيا
منذ بدء توافد السوريين إلى ألمانيا، سجلت البلاد العديد من جرائم القتل التي ارتكبها سوريون لدوافع عديدة، كان أبرزها وآخرها عملية الطعن التي تبناها تنظيم الدولة (داعش) في مدينة زولينغن غربي ألمانيا، وأدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص (رجل وامرأتان)، حيث شكلت نقطة تحول وصعّدت الخطاب ضد اللاجئين.
تشير أحدث البيانات من المكتب الفيدرالي للإحصاء إلى أن نحو مليون سوري يعيشون في ألمانيا. متوسط عمر السوريين في ألمانيا هو 25 عاماً، 39 بالمئة منهم ذكور و37 بالمئة منهم قاصرون.
وصلت الغالبية العظمى من هؤلاء السوريين إلى ألمانيا في عام 2015. وعلى الرغم من التدابير المتخذة مثل اتفاقية اللاجئين مع تركيا، لا يزال السوريون يتدفقون إلى ألمانيا، حيث بلغ عدد السوريين الذين تقدموا بطلبات لجوء في النصف الأول من عام 2024 نحو 37 ألفاً و633 سورياً.