كان وقع الخبر صادماً على مخيم "الخليفة" الواقع قرب بلدة "معارة الإخوان" بريف إدلب، بحسب "ثلجي الخليفة"، وهو من سكان المخيم، حين أُبلغ سكانه بتوقف نشاط برنامج "الغذاء العالمي" في المخيم.
أكثر من 120 عائلة من المخيم كانت تتلقى المساعدات من "برنامج الغذاء" على مدار سنوات، وتعتمد عليها بشكل رئيسي في إطعام أفراد أسرتها، إلا أنها في شهر كانون الأول الماضي، كانت على موعد مع آخر سلة غذائية مكوّنة من "الرز والبرغل والمعكرونة والسكر والزيت والحمّص والعدس الأسود"، قبل أن يستأنف البرنامج نشاطه في المنطقة قبل أيام ولكن بشروط صارمة تستثني كثيرا من العائلات المحتاجة للدعم.
وتراجعت كمية السلة الغذائية على مراحل وفقدت جزءاً قيماً من كميتها، إلا أن غيابها تماماً اليوم عن المشهد الإنساني لدى آلاف العائلات في المنطقة "خلق صدمة قاسية على السكان وأنا منهم ـ يقول ثلجي ـ لأنها المعيل الوحيد لنا من بعد الله".
"ثلجي" تتكون عائلته من 7 أفراد، جميعهم يقطنون في خيمة بعد تهجيرهم من ريف مدينة معرة النعمان الشرقي، خلال الحملة العسكرية الأخيرة للنظام وروسيا.
يقول لموقع تلفزيون سوريا: "تركنا كل شي في قريتنا، وأراضينا التي هي مصدر رزقنا.. واليوم تشكل السلة سنداً معيشياً لنا وتكاد تكون هي المعيل الوحيد لنا"
وعائلة "ثلجي" واحدة من 200 ألف عائلة حُرمت من مساعدات "برنامج الغذاء العالمي" في منطقة شمال غربي سوريا، ضمن شكل تدخله الجديد في المنطقة الذي يستهدف العائلات ضمن معايير إنسانية عالية وقاسية.
وطرأ تغيير جذري في شكل التدخل الإنساني لـ"برنامج الغذاء العالمي" في منطقة شمالي غربي سوريا، وذلك عقب إعلان البرنامج في نهاية العام الماضي، انتهاء برنامج مساعداته في جميع أنحاء سوريا، ومواصلته في دعم الأسر المتضررة من خلال "تدخلات طارئة أصغر وموجهة أكثر".
نسبة الانخفاض 75 في المئة
يقول طارق العلي، وهو مدير الشؤون الإنسانية في إدلب إن "التدخل الجديد يغطي نحو 30 ألف عائلة في المنطقة، بعد أن كان يصل لأكثر من 260 ألفاً، وهي نسبة انخفاض تبلغ 75 في المئة".
ويخضع التدخل الجديد لدعم الأسر لـ 6 معايير رئيسية، وفقاً لـ"العلي"، وهي:
- المعيار الأول: أن يكون رب الأسرة أنثى عزباء أو فاقدة للمعيل
- المعيار الثاني: أن يكون معيل الأسرة طفلاً بعمر 17 عاماً أو أقل
- المعيار الثالث: نسبة إعالة عالية ضمن الأسرة (أي أن عدد الأفراد الذين بحاجة لإعالة أكبر من عدد البالغين القادرين على إعالة الأسرة)
- المعيار الرابع: أن يكون عدد الأفراد المُعالين أكبر من عدد أفراد الإناث البالغين
- المعيار الخامس: وجود طفل غير مصحوب أو أكثر (منفصل عن ذويه) ضمن أفراد الأسرة
- المعيار السادس: وجود شخص واحد أو أكثر من ذوي الإعاقات الشديدة أو الأمراض العقلية الشديدة أو الأمراض الزمنة التي تؤثر على الوظائف الأساسية وتتطلب عناية يومية مستمرة.
ويشترط أن يتحقق في المستفيد ما لا يقل عن ثلاثة معايير من هذه المعايير الستة.
يقول "العلي" لموقع تلفزيون إن"العائلات المحرومة من برنامج الغذاء، في معظمها هي عائلات مهجرة بفعل الحملات العسكرية للنظام السوري وروسيا، وهي تفتقد لأدنى مقومات المعيشة إلى جانب غياب فرص العمل والدخل الثابت، لذلك نلتمس اليوم أثراً بالغ السلبية على سكان المنطقة وقاطني المخيمات على وجه التحديد".
ويعتبر أن هذه الشروط باتت تنطبق فقط على "العائلات التي تحتاج إلى رعاية اجتماعية شديدة، في حين أن معظم السكان اليوم في المنطقة يستحقون هذا النوع من المساعدات، فضلا عن أن 13 عاماً من الحرب حولت العائلات إلى فئة شديدة الفقر".
ويشير إلى أن "وزارة التنمية والشؤون الإنسانية تكثف تواصلها مع باقي شركاء العمل الإنساني في محاولة لتسديد النقص الحاصل على مستوى المساعدات الإنسانية".