كشف تحقيق جديد أن الجنرال الروسي المشرف على الحرب ضد أوكرانيا استفاد من الصفقات المربحة التي شملت أعمال زوجته ومناجم الفوسفات السورية ومدفوعات مشبوهة من رجل الأعمال المرتبط بالكرملين جينادي تيمشينكو.
الاستنتاجات التي توصل إليها محققون من مؤسسة الناشط الروسي المعارض المسجون ألكسي نافالني، تضيف إلى الصورة العامة للجنرال سيرغي سوروفيكين، الذي قاد العمليات الروسية في سوريا، والذي نال لقب "الجنرال هرمجدون" لسمعته الوحشية هناك.
بعد يومين من ترقيته لقيادة الحرب الروسية المتعثرة على أوكرانيا، أطلق الجنرال سيرجي سوروفيكين العنان لوابل من الضربات الجوية على البلاد.
اقرأ أيضا: صاحب ماض دموي في سوريا.. من هو سوروفيكين القائد الجديد للغزو الروسي؟
عين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوروفيكين القائد العام للقوات الروسية في أوكرانيا في 8 تشرين الأول، في محاولة من الكرملين ووزارة الدفاع لإعادة الجهود الحربية إلى مسارها بعد انتكاسات عديدة.
في 9 تشرين الثاني، أعلن سوروفيكين ووزير الدفاع سيرغي شويغو انسحابا من الضفة الغربية لنهر دينيبر في منطقة خيرسون، وهو الأحدث في سلسلة من الخسائر الكبيرة في ساحة المعركة التي شجعت القوات الأوكرانية.
يسلط التحقيق الذي صدر في 10 من تشرين الثاني الضوء على الجهود المستمرة التي يبذلها شركاء نافالني، الذين تابعوا مشاريعه حتى بعد سجنه العام الماضي.
الجنرال سوروفيكين ومناجم الفوسفات السوري
أصدرت منظمة مؤسسة مكافحة الفساد التي أسسها نافالني العديد من التقارير الاستقصائية التي تبحث في أصول الثروة والممتلكات بين الأشخاص المقربين من بوتين. وقد حظرت المنظمة في روسيا العام الماضي، وأُجبر العديد من رفاق نافالني على الفرار من روسيا إما قبل أو بعد غزو أوكرانيا في 24 من شباط الماضي.
ويقول التحقيق إن سوروفيكين ربما يكون قد استفاد مالياً أثناء وبعد فترة قيادته للقوات الروسية في سوريا، بسبب ترتيب معقد شارك فيه جينادي تيمشينكو، رجل الأعمال المرتبط بالكرملين الذي حقق المليارات من تجارة النفط والطاقة من خلال شركة " Gunvor".
ووفقًا لوزارة الخزانة الأميركية، فإن أعمال تيمشينكو "مرتبطة بشكل مباشر ببوتين" و"لدى بوتين استثمارات في Gunvor وقد يكون لديه إمكانية الوصول إلى أموال Gunvor"."
بموجب الترتيب المفصل من قبل محققي نافالني، تمكنت شركة إنشاءات مملوكة لتيمشينكو تدعى Stroytransgaz من الوصول إلى عمليتين سوريتين لتعدين الفوسفات بالقرب من تدمر تسمى الشرقية وخنيفس.
بدأت شركة Stroytransgaz في استخراج الفوسفات - الذي يستخدم في الأسمدة، من بين أمور أخرى - في صيف عام 2017، بعد نحو عامين من تكثيف روسيا لتدخلها العسكري في سوريا لدعم نظام بشار الأسد.
في كانون الأول نفسه، ظهر سوروفيكين الذي تولى القيادة العامة للحملة الروسية السورية في أوائل عام 2017، على التلفزيون الروسي وهو يطلع بوتين على السيطرة على المنطقة الشرقية وخنيفس في حين قام بوتين بزيارة غير معلنة لسوريا.
ترك سوروفيكين قيادته للحملة السورية بعد ذلك بوقت قصير، عندما عينه بوتين قائداً أعلى للقوات الجوية الروسية والتي تشمل القوات الجوية.
سجلات عائلة سوروفيكين بحماية الكرملين
وفقًا لمحققي Navalnyدفعت شركة تابعة لشركة Stroytransgaz تدعى STG Logistika 104 ملايين روبل في شكل قروض لشركة أخشاب تدعى Argus SFK في 2020-2021 - نحو 2 مليون دولار بناءً على أسعار الصرف في ذلك الوقت.
أُسِّست الشركة التي يقع مقرها في منطقة سفيردلوفسك في روسيا من قبل زوجة سوروفيكين إلى جانب ابنة رجل شغل منصب الحاكم الإقليمي، ألكسندر ميشرين.
بالإضافة إلى ذلك وفقًا للتحقيق منحت زوجة أحد كبار المديرين في Stroytransgaz أيضًا Argus SFK قرضًا بقيمة 25 مليون روبل (نحو 412000 دولار).
يدعي فريق نافالني أن القرض كان بمنزلة دفعة مخصصة لسوروفيكين للأعمال التجارية التي أجريت خلال العملية السورية.
لم تستجب وزارة الدفاع الروسية ولا شركة Stroytransgaz أو شركات Timchenko القابضة لطلبات التعليق.
ويبدو أن النتائج التي توصل إليها محققو نافالني تستند في جزء كبير منها إلى سجلات الشركة والعقارات.
في وقت سابق من هذا الشهر، قيد السجل الوطني الروسي للممتلكات بشكل مفاجئ الوصول إلى سجلات عائلة سوروفكين وأقاربها وأعلن أنها سرية.
يذكر أنه تم القبض على نافالني نفسه في موسكو في كانون الأول 2021 عند عودته من ألمانيا، حيث عولج من التعرض لغاز أعصاب من الحقبة السوفييتية كاد يقتله. ويقول إن الأدلة تظهر أن التسمم نفذ من قبل عملاء خدمة الأمن الفيدرالي بناء على طلب بوتين. وحكمت السلطات الروسية على نافالني بالسجن لمدة عامين ونصف العام لمخالفته القانون.