أجرت موسكو، خلال الفترة الماضية، عدة تغييرات على مستوى قادة عملياتها العسكرية في أوكرانيا، كان آخرها تعيين قائد قواتها السابق في سوريا سيرغي سوروفيكين قائداً للغزو.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية قبل يومين عن تعيين سوروفيكين قائداً للقوات الروسية في أوكرانيا وذلك في أعقاب ماتردد عن عزل قائدي منطقتين من المناطق العسكرية الروسية.
ويُتهم سوروفيكين، الذي قاد القوات الروسية في سوريا لمدة 9 أشهر - وهي أطول مدة يبقى فيها قائد عسكري في هذا المنصب –بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات في سوريا، بحسب تقرير سابق نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش.
من هو سيرغي سوروفيكين؟
ولد سيرغي سوروفيكين في عام 1966 بمدينة نوفوسيبرسك بسيبيريا، وترأس الجيش الجنوبي لروسيا في حزيران الماضي.
وبحسب موقع "ميدل ايست آي"، سبق لسوروفيكين أن شارك في حرب أفغانستان أواخر ثمانينيات القرن الماضي، كما أنه شارك في حرب الشيشان خلال تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الثالثة، "ما جعل سمعته تسوء بسبب وحشيته وانعدام الرحمة في قلبه".
وأضاف الموقع أن "تلك الوحشية تجلت بأوضح صوره خلال الحملة على سوريا، حيث اشتهر هذا الرجل بقصف الأحياء المدنية عقب تدخل موسكو لدعم حلفائها الصامدين في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم بشار الأسد ونظامه".
وتعرض سوروفيكين للسجن قبل أن يتم إطلاق سراحه دون أن توجه له أي تهمة، وذلك بعدما قام جنود يعملون تحت إمرته بقتل ثلاثة محتجين في موسكو خلال الانقلاب الفاشل على الرئيس السوفييتي ميخائيل غورباتشوف في آب عام 1991.
وفي عام 1995 صدر حكم بحقه مع وقف التنفيذ، ثم ألغي فيما بعد، وذلك لتورطه في تجارة الأسلحة بطريقة غير قانونية.
وبحسب المصدر "صار سوروفيكين يتدرج في المناصب العسكرية ضمن هيئة الأركان ووزارة الدفاع في روسيا بعد عام 2008، وذلك بعدما استغل ذلك الجنرال الطموح الإصلاحات العسكرية التي أجريت في ذلك العام، والتي تطلبت قسوة قلب ووحشية تجلت بطرد الجنود القدماء الذين لم تعد ترجى منهم أية فائدة، إلى جانب تأسيس آلة حرب وقتال على استعداد لخوض أي معركة في أي لحظة. بيد أن استعداده لتنفيذ الأوامر قد تفوق على تاريخه الجنائي المريب".
"حياته مليئة بالوحشية وارتكب فظائع في #سوريا"..
— أخبار سوريا - SyriaNews (@Syriatvnews) October 9, 2022
تعرف إلى "سيرغي سوروفيكين".. جنرال #روسيا الجديد لغزو #أوكرانيا #تلفزيون_سوريا #أخبار_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/ehEfWawkYc
الإبادة في سوريا
وأشار المصدر إلى أن سوروفيكين أشرف على القوات الروسية في سوريا خلال المرحلة التي امتدت بين عامي 2017 و2020، أي في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة هيومن رايتس ووتش بأن القادة الروس من أمثاله يتحملون مسؤولية انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت خلال الحملة على إدلب بين عامي 2019-2020.
في تلك الفترة "استخدمت قوات الأسد التي كانت تحارب إلى جانب القوات الروسية الذخائر العنقودية، والأسلحة الحارقة والبراميل المتفجرة على المناطق المأهولة ما تسبب بتدميرها بشكل ساحق، وقد قتل في تلك الهجمات ما لا يقل عن 1600 مدني وتسببت بنزوح نحو 1.4 مليون آخرين".
"في الوقت الذي لم يستخدم فيه الجنرالات الروس الذين عملوا في سوريا، من أمثال سوروفيكين، تلك الأساليب الوحشية، نجدهم قد ساعدوا القوات الموالية للنظام على تنفيذها بشكل فعال".
إلا أن السفير الأميركي السابق ماثيو بريزا لا يظن بأن خبرة سوروفيكين في القتال ستفيده في أوكرانيا، ولهذا يقول: "لقد كان لتجربة روسيا في سوريا تأثير سلبي على تفكير الكرملين ووزارة الدفاع، وذلك لأن الأسلوب الذي اتبعته روسيا للقتال في سوريا يقوم على إبادة مدينة بعد مدينة، وحي إثر حي، ومبنى بعد مبنى، ولا يستثني البنية التحتية المدنية، وهذه جرائم حرب، ولذلك أعتقد بأن روسيا ترغب بتجنب ذلك في هذه المرة".
تقدم أوكراني في المعارك
وجاء القرار بتعيين سوروفيكين وسط تقدم للقوات الأوكرانية، حيث استعاد الجيش الأوكراني وفي وقت سابق من الشهر الجاري السيطرة على 5 مناطق سكنية من القوات الروسية شرقي البلاد.
ونجح الجيش الأوكراني في استعادة السيطرة على 4 مناطق في خيرسون، وواحدة في خاركيف، خلال هجوم نُفذ ضد القوات الروسية بهدف "تحرير مناطق خاركيف وخيرسون ودونيتسك".
وأعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، استعادة أكثر من 450 وحدة سكنية في خاركيف اعتبارا من أيلول الماضي.