ملخص:
- السلطات البلغارية والمجرية والتايوانية تحقق في توريد أجهزة "البيجر" التي انفجرت في لبنان، وسط شبهات بتورط شركات من هذه الدول.
- الشركات المعنية تنفي مسؤوليتها عن تصنيع أو تصدير الأجهزة، والتحقيقات جارية لكشف ملابسات الحادثة.
أطلقت السلطات تحقيقا دوليا موسعا لكشف ملابسات توريد أجهزة "البيجر" التي انفجرت في لبنان، موقعة عشرات الضحايا.
تتجه الشبهات نحو شركات مسجلة في بلغاريا والمجر وتايوان، حيث تنفي هذه الشركات تورطها المباشر في تصنيع أو تصدير الأجهزة. يهدف التحقيق إلى تتبع سلسلة التوريد وكشف الحقيقة حول دور هذه الشركات في نقل الأجهزة إلى حزب الله، وسط توتر دولي وإقليمي حول القضية.
وأعلنت السلطات البلغارية الخميس فتح تحقيق في احتمال ضلوع إحدى الشركات في تسليم حزب الله الأجهزة من نوع "بيجر" التي انفجرت في لبنان موقعة 12 قتيلا وآلاف الجرحى.
وقالت وكالة الأمن القومي في بيان "تجري عمليات تدقيق مع سلطات الضرائب ووزارة الداخلية لتحديد الدور المحتمل لشركة مسجلة في بلغاريا في توريد معدات اتصالات لحزب الله".
في المقابل استبعدت أن تكون الأجهزة دخلت بشكل قانوني إلى الاتحاد الأوروبي عبر بلغاريا لأن الوكلاء "لم يسجلوا أي رقابة جمركية على البضائع المذكورة".
وكانت الوكالة ترد على مقال لموقع تيليكس المجري نقل عن مصادر لم يكشف هويتها أن شركة نورتا غلوبال التي تتخذ مقرا في صوفيا استوردت أجهزة البيجر التي انفجرت ونظمت تسليمها إلى حزب الله.
وكانت شركة غولد أبولو التايوانية التي وردت علامتها التجارية على هذه الأجهزة ألقت الأربعاء مسؤولية التصنيع على شريكتها المجرية BAC Consulting.
لكن بحسب بودابست فإن هذه الشركة المجرية هي "وسيط تجاري من دون موقع إنتاج أو عمليات في المجر".
وأكد المتحدث باسم الحكومة المجرية زلتان كوفاكس عبر منصة إكس الأربعاء أن "الأجهزة المعنية لم توجد يوما على الأراضي المجرية" مشيرا إلى أن "هذه المسألة لا تطرح أي خطر على الأمن القومي".
وسجلت الشركة التي أسسها النروجي رينسون خوسيهفي نيسان/أبريل 2022، السنة الماضية إيرادات بنحو 650 ألف يورو لقاء خدمات استشارية في الإدارة لعملاء خارج الاتحاد الأوروبي بحسب إقرارها الضريبي.
نفي تايواني ومجري
من جانب آخر، نفت شركتان من تايوان والمجر ورد اسماهما في القضية أي مسؤولية عن تصنيعها. إذ إن مجموعة "غولد أبولو" Gold Apollo التي تظهر علامتها التجارية على الأجهزة، نفت أي مسؤولية في التصنيع، قائلة إن شركة "بي إيه سي" BAC المجرية المتعاونة معها هي التي صنعت هذه الأجهزة المستهدفة.
وأوضحت "غولد أبولو" في بيان أنه "بموجب اتفاقية تعاون، نسمح لشركة +بي إيه سي+ باستخدام علامتنا التجارية لبيع المنتجات في مناطق معينة، ولكن تصميم المنتجات وتصنيعها يقعان حصرا على عاتق +بي إيه سي+" التي تتخذ مقرا في العاصمة المجرية بودابست.
وبعد ساعات قليلة، تعمّق الغموض في المسألة مع إصدار السلطات المجرية بدورها نفيا.
وكتب الناطق باسم الحكومة المجرية زولتان كوفاكس على منصة "إكس" أن هذه الشركة "وسيط تجاري من دون موقع إنتاج أو عمليات في المجر".
وأشار إلى أن "الأجهزة المعنية لم توجد يوما على الأراضي المجرية"، و"هذه المسألة لا تطرح أي خطر على الأمن القومي".
كذلك، نفت رئيسة الشركة كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو في مقابلة مع قناة "إن بي سي" الأميركية، أي دور للمجموعة المجرية في تصنيع أجهزة الاتصال، رغم تأكيد التعاون مع "غولد أبولو".
وقالت عبر الهاتف "أنا لا أصنّع هذه الأجهزة، بل يقتصر دوري على الوساطة. أنتم على خطأ".
تأسست شركة "بي إيه سي كونسلتينغ" BAC Consulting عام 2022، وهي مسجلة في بودابست، ويقع مقرها في مبنى من طابقين على مشارف العاصمة، وهي تابعة لشركة توفر عناوين تجارية، بحسب امرأة كانت حاضرة في المقر صباح الأربعاء.
ويبدو أن بارسوني أركيدياكونو هي الموظفة الوحيدة في الشركة، بحسب وثائق قانونية اطلعت عليها وكالة فرانس برس وتُظهر أيضا أن مبيعاتها السنوية تبلغ 210 ملايين فورنت (592 ألف دولار) مع أرباح تناهز 50 ألف دولار.
وتقول "بي إيه سي" على موقعها الإلكتروني الذي لم يعد موجودا على الشبكة لكنّ وكالة فرانس برس تمكنت من الاطلاع على نسخة مؤرشفة منه، إنها "تعمل على المستوى الدولي كعنصر فاعل للتغيير من خلال شبكة من المستشارين".
وتقدّم رئيسة الشركة نفسها على أنها "مستشارة استراتيجية للمنظمات الدولية".
- تحقيق في تايوان -
وفي تايوان، نفت مجموعة "غولد أبولو" معلومات أوردتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تفيد بأنها قامت بنفسها بتصنيع أجهزة الـpagers من طراز "إيه آر 924" وبيعها لحزب الله.
وشددت على أن "شركتنا توفّر فقط ترخيص العلامة التجارية ولا تشارك في تصميم هذا المنتج أو تصنيعه".
وقال مدير الشركة هسو تشين-كوانغ للصحفيين في تايبيه في وقت سابق الأربعاء "هذه ليست منتجاتنا (...) من البداية إلى النهاية".
بدورها، أعلنت النيابة العامة التايوانية فتح تحقيق في الموضوع. وقالت في بيان "أوكلنا الأمر إلى المدعي العام التابع لفريق الأمن القومي.. سنوضح الحقائق في أقرب وقت وإذا وجدنا أي إجراءات غير قانونية فستتم معاقبتها بشدّة وفقا للقانون".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسؤولين أميركيين ومسؤولين آخرين أن المخابرات الإسرائيلية تمكنت من اعتراض أجهزة الـpagers قبل وصولها إلى لبنان، وأخفت كميات صغيرة من المتفجرات وجهاز تفجير بجوار البطارية.
مع ذلك، وفق الصحيفة الأميركية، تسببت رسالة يبدو أنها وردت من قيادة حزب الله في إطلاق الجهاز صفيرا لثوانٍ الثلاثاء قبل الانفجار.
وتتماشى هذه المعلومات مع نظرية طرحها الثلاثاء خبراء رجحوا أن تكون الاستخبارات الإسرائيلية قد نجحت في اختراق السلسلة اللوجستية لحزب الله للتخطيط لهذا الهجوم.