أقرّت "هيئة تحرير الشام" ببراءة عبد القادر الحكيم الملقب "أبو عبيدة تلحدية"، الذي كشف موقع تلفزيون سوريا عن مقتله تحت التعذيب داخل سجون الهيئة، وتحكم بدفع 47 كيلو فضة دية لأهله.
وكان أحد عناصر هيئة تحرير الشام المعتقلين بتهمة العمالة لصالح جهات خارجية (فيما يعرف بملف العملاء)، ذكر اسم "أبو عبيدة تلحدية" خلال التحقيقات، ليتم اعتقاله في أواخر شهر أيار 2023.
وتداولت حسابات على تلغرام بياناً يحمل توقيع أعضاء اللجنة القضائية التي شكلت للنظر في ملابسات مقتل الحكيم الذي كان عنصرا في "جيش الأحرار" العامل ضمن "الجبهة الوطنية للتحرير" في محافظة إدلب.
وجاء في البيان أنه "بعد النظر في قضية مقتل عبد القادر الحكيم تبين عدم صحة الإجراءات المتبعة في الدعوى لدى التحقيق في جهاز الأمن العام"، مشيراً إلى "هدر الاعترافات كونها انتزعت تحت الضغط والإكراه"، مع الإقرار ببراءته من التهم المنسوبة إليه.
كما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اتفاقا أبرم بين جهاز الأمن العام التابع لهيئة تحرير الشام وورثة عبد القادر الحكيم يفضي إلى دفع 47.6 كيلوغرام من الفضة تقدر قيمتها بالدولار الأميركي لورثته، على أنّ يتنازل ورثةُ الحكيم عن الدعوى المقدمة أمام اللجنة القضائية.
ما تفاصيل الحادثة؟
وكان مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا، من داخل "جيش الأحرار"، أكد مقتل عبد القادر الحكيم تولد 1994، إثر التعذيب داخل سجون الهيئة.
وأشار المصدر إلى أن "الحكيم" ينحدر من قرية البوابية بريف حلب، وكان يقطن ضمن تلحدية جنوبي المحافظة.
وبحسب المصدر، فإن أحد عناصر هيئة تحرير الشام المعتقلين بتهمة العمالة لصالح جهات خارجية، ذكر اسم "أبو عبيدة تلحدية" خلال التحقيقات، ليتم اعتقاله في أواخر شهر أيار 2023.
وقُتل "الحكيم" تحت التعذيب على يد الأمنيين في "هيئة تحرير الشام"، في شهر أيلول 2023، من دون إعلام فصيله أو أهله بنبأ موته.
وأضاف المصدر: "بعد اجتماع مع الهيئة، أبلغونا رسمياً بمقتله بعد مماطلة لأشهر بإخبارنا عن حاله، في حين رفض أهله إقامة بيت عزاء حتى يتم تسليم الجثة لهم".
وأردف: "مطلبنا الأول ومطلب أهله بالوقت الحالي، تسليم الجثة، لكن الهيئة تماطل حتى الآن، ومطلبنا الثاني، تشكيل لجنة شرعية مستقلة يُسلّم المحققون لها، وتحكم بالأمر لنعلم من المتسبب بمقتله ومن أمر باعتقاله".
ملف العملاء داخل "تحرير الشام"
وفي 27 حزيران 2023 تفرد موقع تلفزيون سوريا بالكشف عن أزمة العملاء داخل الهيئة، بعد أسبوع من التحقق ومقاطعة المصادر الموثوقة. إذ كشف تقرير نُشر في الموقع عن قيام هيئة تحرير الشام بحملة دهم واعتقال سرية طالت عدداً من القياديين البارزين في "جهاز الأمن العام" التابع لها في عدة مناطق بإدلب، بتهمة العمالة لروسيا والنظام السوري والولايات المتحدة.