يعاني السوريون في مصر من صعوبات كبيرة باستخراج جوازات السفر من قنصلية النظام بالقاهرة، مما يعيق تجديد إقاماتهم الرسمية، وسط غياب الحلول البديلة.
الأسبوع الماضي، أعلنت السفارة التابعة لنظام الأسد في القاهرة، عبر منشور على صفحتها في موقع "فيس بوك" التوقف عن استخراج جوازات السفر (المستعجل والعادي)، مبررة ذلك بسبب بعض الإجراءات الفنية، من دون أن توضحها.
وأضافت سفارة النظام أنه سيتم الإعلان عن موعد استئناف طلبات الجوازات عبر منشور آخر في وقت لاحق، من دون نشر أي مواعيد حتى اللحظة.
وإلى حين صدور "المنشور الآخر" الذي ينتظره العديد من السوريين يبقى مصير أوراقهم الثبوتية في مصر معلقاً من دون حل.
يعيش في مصر نحو مليون ونصف المليون سوري بحسب تصريحات الحكومة المصرية، منهم نحو 150 ألف فقط، مسجلون في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، والغالبية العظمى منهم يحملون الإقامة التي تحتاج إلى جواز سفر.
يذكر أن معظم السوريين يلجؤون في خارج البلاد إلى إرسال أوراقهم إلى قنصلية النظام في سلطنة عُمان عبر البريد العالمي السريع "DHL" لاستخراج وتجديد جواز السفر، بعد امتناع سفارات النظام في العديد من الدول عن إجراء ذلك.
تأخير تسليم الجوازات
يتطلب جواز السفر العادي عادة مدة زمنية تتراوح ما بين شهر إلى شهر ونص للحصول عليه بعد التقديم، ولكن في الآونة الأخيرة امتد تأخير تسليم جوازات السفر إلى نحو ثلاثة أشهر، مما أدى إلى "كسر" إقامات عدد كبير ممن قدموا على الجوازات.
ولا يقصد بـ "كسر الإقامة" إلغاؤها من قبل السلطات المصرية وإنما يترتب على صاحبها دفع غرامات مالية.
التعليق "المؤقت" لإصدار الجواز وتجديدها فضلاً عن تأخير تسليم الجوازات من قبل سفارة النظام أثار غضب وقلق السوريين في مصر، وعبر العديد منهم عن استيائهم عبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين السفارة بتسريع عمليات تسليم الجوازات.
تقول سلمى خالد، قدمت طلباً لتجديد جواز سفري، في شهر أيار/مايو الماضي، ولم أستلمه إلى لحظة نشر هذا التقرير، وتضيف، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، كان من المفروض أن أستلمه قبل موعد انتهاء إقامتي في منتصف الشهر آب/أغسطس الجاري.
وبسبب هذا التأخير ستضطر سلمى عند تجديد إقامتها إلى دفع غرامات لأنها "كُسرت"، فضلاً عن الرسوم التي دفعتها لتجديد الجواز في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة وانخفاض الدخل الذي يعاني منهم معظم السوريين في مصر.
عند التخلف عن تجديد الإقامة، يتوجب على السوري دفع غرامة قيمتها 1600 جنيه لأول ثلاثة أشهر تأخير، ومن ثم يدفع 500 جنيه غرامة لكل شهر تأخير بعد الأشهر الثلاثة الأولى.
وتأخير تسليم الجوازات جعل العديد من السوريين مجبرين على دفع غرامة التخلف عن تجديد الإقامة (الكسر)، ما يعتبر عبئاً يضاف على عبء تأمين رسوم تجديد الجواز الباهظة مقارنة بمستوى الدخل في سوريا ومصر وبأسعار استخراج الجواز عالمياً.
تبلغ كلفة منح أو تجديد الجواز 300 دولار أميركي ضمن نظام الدور العادي، و800 دولار للمستعجل، وفقاً لتسعيرة النظام المعلنة.
بدوره، سامي صابوني، سوري صدمه إعلان السفارة تعليق إصدار الجوازات على الرغم من أنه ينتظر منذ ثلاثة أشهر استلام جوازه الجديد.
ويقول، كان من المفترض أن أستلم الجواز في مدة تتراوح ما بين 30 و45 يوماً، ولكنني أنتظر منذ ثلاثة أشهر ولم يتم التسليم بعد.
ويضيف، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، حصلت على "فيزة عمل" في إقليم كردستان (أربيل) ولكن الأمر متوقف على الحصول على الجواز.
الأغلى والأضعف عالمياً
يعد جواز السفر السوري من الأضعف والأغلى على مستوى العالم، ولا تقل كلفة استخراجه عن نحو 300 دولار أميركي في حين ترفض معظم الدول منح حاملي الجواز السوري تأشيرة دخول إليها.
يحتل جواز سفر سوريا في عام 2023 المرتبة 111 وفقاً لمؤشر " Guide Passport Index" لترتيب جوازات السفر، وهو ثاني أدنى مرتبة في العالم وأفضل من جواز السفر الأفغاني فقط الذي يحتل المرتبة الأخيرة.
وكانت الحكومة السورية قد أعلنت عن جواز سفر جديد، ورقي ولكن يحتوي على شريحة ذكية "سيم كارت" تخزن فيه المعلومات الخاصة بصاحب الجواز.
كما أن الصورة الشخصية تطبع بالليزر مما يسهل إجراءات السفر، ويمكّن حامليه المرور عبر البوابات الإلكترونية من دون الاضطرار للوقوف في طوابير الانتظار الطويلة في المطارات.
أثار "الجواز الجديد" المرتقب سخرية العديد من السوريين في مصر عبروا عنها في تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، مطالبين السفارة بتسليم الجواز المتأخر تسليمه قبل البحث عن شكل جديد للجواز.
ومن جهة أخرى يخشى السوريون أن هدف "الجواز الجديد" رفع رسوم التقديم عليه وهي بالأصل مرتفعة مقارنة بكلفة استخراج جواز السفر عالمياً.
ما بين الإقامة الرسمية و "الكرت الأصفر"
تتنوع طرق حصول السوري على إقامة رسمية في مصر، ما بين دراسية أو استثمارية أو سياحية أو زواج، ولكل طريقة منها شروطها الخاصة وكذلك الرسوم.
كما يحمل السوريون المسجلون في "المفوضية العليا لشؤون اللاجئين"، والذين لا يتجاوز عددهم 200 ألف من أصل نحو مليون ونصف المليون سوري في مصر، وثيقة تعرف بـ "الكرت الأصفر" لا تغنيهم عن الحصول على الإقامة الرسمية.
وعلى حاملي "الكرت الأصفر" التقديم للمفوضية للحصول على طلب تصريح إقامة وحجز موعد في إدارة الهجرة والجوازات والجنسية في حي العباسية بالقاهرة.
عادة، لا يستغرق الحصول على الإقامة أكثر من شهر من تاريخ التقديم، وغالباً ما تكون مدة الإقامة ستة أشهر، في حين تبلغ رسوم الإقامة للاجئ 100 جنيه مصري (أي ثلاثة دولارات تقريباً)
أما السوري الذي لا يرغب بالحصول على "الكرت الأصفر"، فتتنوع الطرق الأخرى للحصول على الإقامة الرسمية وهي أنواع.
الإقامة الدراسية السنوية
هي إقامة تمنح للطلاب السوريين لمدة سنة وتتجدد مع بداية العام الدراسي كل سنة، من شروطها إحضار بيان قيد من المدرسة أو الجامعة للطالب المسجل، ويتم الحصول عليها خلال ثلاثة أسابيع من التقديم.
تبلغ رسومها نحو 620 جنيها للإقامة العادية، أما المستعجلة فيضاف 200 جنيه للمبلغ ويستغرق استخراجها نحو ثلاثة أيام، في حين العادية ثلاثة أسابيع.
كما يحصل ذوو الطالب على إقامة" مرافق للطالب" سنوية أيضا، ويمكن لإخوة الطالب أيضا الحصول على إقامة سياحية بناء على إقامته السنوية الدراسية.
الإقامة السياحية
هي إقامة تمنح للسوريين الذين لا يستطيعون الحصول على إقامة دراسية، مدتها ستة أشهر، يستغرق استخراجها نحو ثلاثة أسابيع.
من شروطها الحصول على عقد إيجار منزل مصدق من الخارجية، بالإضافة إلى أحدث فواتير "الكهرباء والماء".
تبلغ رسومها 620 جنيها ولا يمكن أن تكون مستعجلة.
إقامة الزواج
تمنح إقامة الزواج للسوريين والسوريات المتزوجين من مصريين، شروطها فقط إحضار عقد الزواج ووجود الزوج أو الزوجة المصريين، وتمنح لمدة تتراوح ما بين سنة إلى ثلاث سنوات.
إقامة استثمارية
تتراوح مدتها ما بين سنة وسبع سنوات وذلك وفقاً لنوع الاستثمار وحجمه.