icon
التغطية الحية

تأثير الصوديوم على البكتيريا المفيدة.. هل يمكن للملح أن يدمر أمعائك؟

2024.06.05 | 14:52 دمشق

gdg
تأثير الصوديوم على البكتيريا المفيدة.. هل يمكن للملح أن يدمر أمعائك؟
The Washington Post- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

هل يضر تناول كمية كبيرة من الملح بأمعائنا؟ يظن بعض العلماء أن ذلك صحيح، فقد تبين لهم بأن النظام الغذائي الذي يشتمل على كمية عالية من الصوديوم يخلف ضرراً على البكتيريا المفيدة في أمعاء الإنسان، بما أن الأمعاء تحوي تريليونات من البكتيريا والفيروسات وغيرها من الميكروبات.

في تلك الدراسات، اكتشف العلماء بأن استهلاك كميات كبيرة من الصوديوم يمكن أن يدمر بعض الميكروبات المفيدة التي تعيش في أمعائنا، في حين أن تخفيف استهلاك الملح يخلف أثراً معاكساً.

وفي دراسة أجريت مؤخراً، تبين بأنه عندما يخفف الناس من كمية الصوديوم التي يتناولونها، فإن البكتيريا الموجودة في أمعائهم تفرز كميات عالية من المركبات المفيدة التي تقلل الالتهابات وتحسن عملية الاستقلاب بطريقة صحية. ويظن بعض الخبراء بأن إحدى الطرق التي تعتمد على نظام غذائي يحتوي على كمية عالية من الصوديوم تسهم في ارتفاع ضغط الدم وذلك عبر تدمير ميكروبات الأمعاء التي تعمل على تنظيم ضغط الدم.

تعقيباً على ذلك يقول كريس دامان وهو مختص هضمية لدى مركز الصحة الهضمية التابع للمركز الطبي بجامعة واشنطن: "عرفنا من خلال الدراسات بأن أقل تغيير طفيف يطرأ على كمية الملح التي نتناولها يمكن أن يؤثر على الميكروبات الموجودة في القولون ومدى قدرتها على إنتاج عناصر صحية تسهم في تنظيم الشهية والأيض"، بما أن الملح يؤثر على صحة تلك الميكروبات ونموها.

يتناول معظم البالغين كميات هائلة من الصوديوم دون أن يدركوا ذلك، ومعظم الصوديوم الذي نتناوله لا يعود مصدره لملح المائدة الذي نضيفه على وجباتنا، لأن نحو 70% من الملح الذي يدخل في نظامنا الغذائي يأتي من الأغذية المصنعة والمعلبة مثل الخبز والبيتزا ورقائق البطاطا واللحوم الباردة، والشوربات الجاهزة، والبرغر. ولذلك توصي الجهات الصحية البالغين بتناول كمية من الصوديوم لا تزيد عن 2300 ميليغرام يومياً، أي بمقدار يعادل تقريباً ملعقتين صغيرتين من ملح المائدة، ومع ذلك مايزال الشخص العادي يتناول نحو 3400 ميليغرام من الصوديوم يومياً.

الملوحة المعوية

قد يتسبب تناول هذا القدر الكبير من الصوديوم برفع ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، بيد أن العلماء شرحوا بأن تناول كمية فائضة من الصوديوم يؤثر بشكل مباشر على ميكروبات الأمعاء، وإليكم بعض الآثار الناجمة عن الإفراط في تناول الملح:

  • نقص في الميكروبات المفيدة: في تجارب سريرية مصغرة، تبين بأن تناول كميات كبيرة من الملح في النظام الغذائي يتسبب بنقص حاد في ميكروبات الأمعاء المهمة مثل العصيات اللبنية التي تلعب دوراً أساسياً في جهاز المناعة ونسبة الالتهابات في الجسم، وقد وُثق هذا الأثر أيضاً من خلال دراسات عديدة أجريت على الحيوانات.
  • زيادة الميكروبات الضارة: تبين للعلماء من خلال دراسات اعتمدت على كم كبير من المراقبة بأن تناول كميات كبيرة من الصوديوم يمكن أن يساعد على ظهور بكتيريا مسببة للأمراض في الأمعاء.
  • تراجع في تنوع الميكروبات: كشفت الدراسات نفسها بأن من يتناولون الملح بكميات كبيرة يضعف لديهم تنوع الميكروبات، وهذا الضعف يرتبط بزيادة نسبة البدانة، وارتفاع ضغط الدم وغير ذلك من الأمراض المزمنة.
  • نقص في الأحماض الدهنية ذات السلاسل القصيرة: تنتج الميكروبات الموجودة في الأمعاء أحماضاً دهنية قصيرة السلسلة وقد كشفت الأبحاث بأن تلك الأحماض مفيدة لصحة الاستقلاب لدينا، ولكن، ومن خلال دراسة عشوائية صادمة أجريت على 145 بالغاً يعانون من ارتفاع ضغط الدم من دون معالجته، طلب منهم اتباع حمية غذائية تقل فيها نسبة الصوديوم، أو تناول حمية غذائية عادية لمدة ستة أسابيع، فتبين للباحثين بأنه عند تناول المشاركين لكمية أقل من الصوديوم، ارتفعت لديهم نسبة الحموض الدهنية ذات السلاسل القصيرة، وانخفض ضغط الدم عندهم، إلى جانب التحسن الذي طرأ على صحة الأوعية الدموية مقارنة بمن تناولوا حمية ترتفع فيها نسبة الصوديوم. وقد بينت النتائج بأن الأمعاء عند التزامنا بالحمية المناسبة سوف تفرز مركبات تسهم في خفض ضغط الدم بحسب رأي هايدونغ سو الذي ترأس كتابة هذه الدراسة، وهو أستاذ في قسم طب الأسرة والمجتمع بجامعة أوغستا بولاية جورجيا.

كيف تخفف الملح في وجباتك؟

احذر من الأطعمة المصنعة: تحتوي تلك الأطعمة على نسبة أعلى من الصوديوم مقارنة بالأطعمة التي تتم معالجتها بشكل طفيف مثل الفواكه الطازجة، والخضراوات، واللحوم الحمراء والبيضاء، والبيض، والأسماك، والحليب، والزبادي، لذا فإن الاستعاضة عن الأغذية المصنعة بأطعمة طازجة يعني أنك ستستهلك كميات أقل من الصوديوم.

اقرأ ما كتب على ملصقات الأغذية: إن كنت تتناول أغذية معلبة، فعليك أن تعتاد على التأكد من كمية الصوديوم الموجودة فيها، إذ عموماً تعتبر الأغذية قليلة الصوديوم إن كانت تحتوي على نسبة 5% أو أقل من الكمية اليومية للصوديوم ضمن كل وجبة تقدمها. وعلى النقيض من ذلك، تعتبر نسبة الصوديوم في الطعام عالية إن كان يحتوي على 20% فأكثر من الكمية اليومية للصوديوم ضمن كل وجبة.

اكتشف الوجبة التي تعتبر قنبلة الملح: يتناول البالغون نحو 40% من كمية الصوديوم لديهم من تسعة أنواع من الأطعمة، وعلى رأسها البيتزا، والحساء، واللحوم الباردة، والوجبات الخفيفة اللذيذة مثل رقائق البطاطس والبسكويت والفشار، والبرغر، والبوريتو المكسيكي والتاكو، واللحوم البيضاء، وأطباق المعكرونة، والبيض، والعجة. لذا ما عليك إلا أن تحذر من تلك الأطعمة لأنها تزيد بشكل كبير من نسبة الصوديوم في غذائك.

استخدم بدائل الملح: لا يعتبر الملح سيئاً بحكم طبيعته، كما يخبرنا دامان من جامعة واشنطن، إذ نحتاج للملح في غذائنا، لكن المشكلة تكمن في تناولنا لكميات كبيرة منه، ومن الطرق المتبعة للتخفيف من آثار الملح على الصحة زيادة تناول البوتاسيوم، إذ في دراسة تحليلية موسعة نشرت في نيسان الماضي تبين بأن من استعاضوا عن ملح المائدة ببدائل عنه تحتوي على كلور البوتاسيوم وكلور الصوديوم (بدلاً من كلور الصوديوم بمفرده) باتوا أقل عرضة للموت المبكر بسبب مرض قلبي أو غير ذلك من الأسباب مقارنة بمن يستخدمون الملح العادي. كما كشفت دراسات أخرى بأن الاستعاضة عن الملح العادي ببدائل الملح التي تحتوي على بوتاسيوم يسهم في خفض ضغط الدم.

تناول كميات أكبر من الأغذية الغنية بالبوتاسيوم: لابد من التركيز على إضافة الأغذية التالية الغنية بالبوتاسيوم إلى نظامك الغذائي وهي: الخضراوات الورقية، البطاطس الحلوة، الفاصولياء، العدس، الحمص، اليقطين، والفواكه مثل الأفوكادو، والموز والبرتقال والمانجو والكيوي والبرقوق والزبيب والتمر والمشمش المجفف.

استخدم التوابل: إذ بدلاً من إضافة نكهة إلى طعامك عبر رش ملح المائدة، جرب استخدام مسحوق الثوم والفلفل الأسود وبذور السمسم وغيرها من الأعشاب والتوابل والمنكهات الأخرى. 

المصدر: The Washington Post