البث المباشر
دخلت مستشارة رئيس النظام السوري لونا الشبل إلى قلب القصر الجمهوري، وتعاملت بشكل يومي مع أبرز أمراء الحرب وتدخلت في عملهم وقامت بتسييرها في بعض الأحيان باسم القصر. علاقات الشبل ساعدتها على الدخول في كثير من الاستثمارات والصفقات، حيث كونت علاقات خاصة مع مسؤولين روس، منهم الناطق باسم الكرملين وزوجته، لكنها حرصت دائماً على ألا تكون في الواجهة بحسب مصادر إعلامية مقربة من القصر الجمهوري.
فضيحة ناش كراي
لعل أبرز ما أثير حول الشبل هو امتلاكها لمطعم "ناش كراي" في دمشق، وهو مطعم فاخر افتتح عام 2022 ويقدم الوجبات الروسية. صحيح أن المطعم غير مسجل باسم لونا الشبل، لكن الفضيحة بدأت عندما وزعت الشبل دعوات الافتتاح للضيوف.
ونشرت لما الرهونجي التي تقدم نفسها على أنها خبيرة تجميل وأزياء، على إنستغرام حينها تسجيلات فيديو عديدة حينها من المطعم، وجهت في أحدها تحية شكر "للمدام لونا الشبل على الدعوة الكريمة، مطعم بياخذ العقل، إنشالله آية الرزق" وهذا ما أثبت ارتباط مستشارة رئيس النظام بالمطعم.
ويعد المطعم استثمارا عائليا وليس ملكا لـ الشبل فقط، لأن محمد عمار ساعاتي ابن زوجها الثاني (عمار ساعاتي)، نشر من مكتب فخم عليه لابتوب وكأس من البيرة، ستوري يعتذر بها من زبائن ناش كراي لأن الأماكن محجوزة جميعها لفترة معينة. وسبق ذلك صورة له مع لونا الشبل في مكتب بالمطعم.
في العودة للتدقيق بملكية المطعم، نجد أن الشبل أو زوجها أو ابن زوجها لم يتركوا أي إثبات ورقي رسمي واضح لملكية المطعم، لكن كل التصرفات والصور والفيديوهات تثبت أنهم يديرون المكان فبالتأكيد لن تعمل الشبل وابن زوجها كمسوقين أو موظفين لدى شخص ما.
واجهة الشبل وساعاتي الاقتصادية
وبالبحث تبين أن في الواجهة بملكية المطعم يتربع أحد أقارب مدير أملاك القصر يسار حسين إبراهيم، وهو علي نجيب إبراهيم. وفي تحقيق للغارديان عام 2022 تبين أن هذا الشخص قام بتأسيس شركات وهمية لمساعدة النظام في الالتفاف على العقوبات الغربية.
الدكتور في الاقتصاد، كرم شعار، وهو مدير الأبحاث بمركز السياسات والعمليات، ومدير برنامج سوريا في مرصد الشبكات الاقتصادية والسياسية نشر على صفته في فيس بوك عند افتتاح المطعم، مؤكداً أنه من أملاك شخص يدعى علي نجيب إبراهيم مع شخصية أخرى تدعى فداء جبر سليمان.
الشعار قال لموقع الحرة سابقاً، إنه هناك حلقة من الأشخاص الموجودين في القصر الجمهوري النشطين اقتصاديا بشكل كبير جداً واصفاً علي نجيب إبراهيم، بأنه شريك يسار ولونا الشبل وزوجها عمار ساعاتي.
يعتمد النظام بحسب صحيفة الغارديان على تشابكات في ملكيات الشركات، وهذا بالفعل يشبه المتاهات، لكن من السهل أن يتم إثبات إسم او إسمين مكررين بأغلب الشركات وهؤلاء هم إما شخصيات وهمية لا وجود لها ومجرد أسماء للاستخدام الإعلامي فقط لذر الرماد بالعيون بحسب بعض خبراء الاقتصاد، أو هم بالفعل واجهات للشخصيات البارزة والمحيطة بالقصر يتم التخفي ورائها مقابل بعض الامتيازات.
وباعتبار علي نجيب إبراهيم شريك لونا الشبل وعمار ساعاتي، فهذا يقودنا للكثير من الاستثمارات إلى جانب مطعم ناش كراي الذي فُضح أمره، فقائمة شركات علي نجيب إبراهيم الذي لا تُعرف له صورة ولا هوية ولا تاريخ تجاري، تكاد لا تنتهي بحسب ما هو موثق في موقع "من هم"، وهي كالتالي:
شريك مؤسس في (شركة البرج الذهبي للاستثمار، وشركة سيليس للاستثمار وشركة سبيس تل وشركة تيلي سبيس، وشركة سواري للاستثمارات السياحية، وشركة يو تل، وشركة أثر، وشركة ثلج، وشركة كريستال الوطنية، وشركة لوما، وشركة روز ماونتن).
وهو شريك مؤسس أيضاً في (شركة فليم، وشركة سول للتجارة والاستثمار، وشركة إنفينيتي سكاي لايت، وشركة ناش كراي، وشركة ترابيست، وشركة جينيروس، وشركة سوبر براندي، وشركة البنان، وشركة فريدوم، وشركة أوبال بلانيت).
منتجع وعقارات في روسيا
قالت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا، إن أبو علي خضر وشركاءه عمار ساعاتي ولونا الشبل حولوا مبالغ مالية كبيرة إلى الخارج، وكانوا يمارسون أنشطة اقتصادية من دون علم الأسد. أي أن هناك ارتباطات أخرى للشبل وزوجها بأعمال أبو علي خضر الواسعة جداً.
وقالت المصادر إن لونا كانت تسجل ممتلكات باسم زوجة أخيها في روسيا ودبي من أموال أنشطتها التجارية، وكانت صفقات البيع تُسجل بمبالغ أكبر من قيمة العقارات لإخراج الأموال من سوريا، كذلك أثارت لونا استياء الدائرة المقربة من الأسد بعلاقتها الخاصة مع مسؤولين روس، منهم الناطق باسم الكرملين وزوجته.
مصادر أخرى أكدت للموقع بأن لونا تملك وزوجها منتجعاً في سوتشي الروسية. لكن لم تكن لديهم أي نية للهرب والاستقرار هناك قبل مقتلها، إلا بعد سوق التهم لأخيها الضابط العميد ملهم بأنه يتخابر مع إسرائيل وساعد في استهداف القنصلية الإيرانية في نيسان الماضي، والتضييق على زوجها بالحد من صلاحياته في الجامعات السورية بعد اقصائه من رئاسة اتحاد الطلبة، ثم انهاء خدمته في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق وتصفية حقوقه.
وسبق ذلك إقصاء الشبل وساعاتي من اللجنة المركزية لحزب البعث في أيار الماضي بحادثة أثارت الكثير من الشكوك عما يدور في القصر الجمهوري وذلك بعد أقل من شهر من تفجير القنصلية الإيرانية بدمشق.
شركة عائلية
وبما أن للشبل وساعاتي وضع خاص لقربهم من القصر قد يدفعهم للتخفي خلف أسماء ما، بل اتضح وجود ارتباطات عمل بين عائلة الشبل وساعاتي عبر الأشقاء، حيث يشارك شقيقها أيهم الشبل، شقيقة زوجها عنان محمد ساعاتي في شركة اسمها الغسق للاستثمار والتجارة مناصفةً وهي شركة تأسست عام 2020 تعمل في الاستيراد والتصدير ودخول المناقصات والمزايدات.
يذكر أن لونا الشبل وزوجها عمار مدرجان على قائمة العقوبات الأميركية عام 2020، وقالت حينها وزارة الخزانة إن الشبل لعبت دورًا فعالًا في تطوير رواية الأسد الكاذبة بأنه يحكم السيطرة على البلاد وأن الشعب السوري في حالة ازدهار تحت قيادته. وبينما كان عدد لا يحصى من السوريين يئنّون تحت وطأة الجوع والفقر في الحرب التي استمرت عقدًا من الزمان، كانت الشبل تنظّم التقاط صور لبشار الأسد بين السوريين "المبتهجين".
وعن ساعاتي قال وزارة الخزانة الأميركية إن له الفضل في فكرة إنشاء ميليشيا "كتائب البعث"، وهي مجموعة من الطلاب المتطوعين المقاتلين الذين كانوا يرفدون قوات النظام السوري.
