تشهد محافظتا درعا والسويداء سلسلة من عمليات الخطف المتبادلة والمطالب المالية والثأرية، حيث يواجه الأهالي تهديدات مستمرة من العصابات المسلحة، في ظل غياب الأمن وتزايد التوترات بين المناطق.
وقالت شبكة "درعا 24" إن مسلحين مجهولين اختطفوا الشاب محمد أحمد الراوشدة، وهو طالب كلية الطب، في أثناء عودته مع عائلته إلى بلدته إبطع بريف درعا. وأفادت مصادر محلية بتلقيه تهديدات من عصابة تبتزه للحصول على فدية مالية.
وفي حادثة أخرى، احتجز مسلحون من قرية مسيكة في منطقة اللجاة شابين من ريف السويداء الغربي، رداً على احتجاز حركة "رجال الكرامة" لشاب من مسيكة أصيب بجروح إثر إطلاق نار. وتشير مصادر إلى ارتباط بعض عمليات الخطف بتصفية حسابات وثأر عشائري، فضلاً عن أنشطة مشبوهة تشمل تجارة المخدرات.
هروب ودفع فدية
في السياق نفسه، تمكن المواطن عماد النمر، من عشائر السويداء، من الهروب من خاطفيه شرقي درعا بعد يوم من اختطافه. وقالت مصادر محلية إن الخاطفين ينتمون إلى مجموعات مسلحة مرتبطة بلواء الثامن. بحسب شبكة "درعا 24".
وفي الريف الشرقي من درعا، أُطلق سراح الشيخ نواف حسين النعمات بعد اختطافه لمدة تسعة أيام، إثر دفع فدية مالية. وكان الشيخ اختطف أثناء سفره مع عائلته، حيث طالب خاطفوه بمبلغ 50 ألف يورو خُفّض لاحقاً بعد مفاوضات طويلة.
كما شهد الريف الشمالي من درعا إطلاق سراح الشاب يامن المطلان، البالغ من العمر 17 عاماً، بعد دفع فدية مالية، بينما ما يزال الشاب مرعي الحسن مختطفاً لدى عصابة أخرى تطالب بفدية تبلغ 30 ألف دولار، وهي مبلغ تعجز عائلته عن توفيره.
مجموعات الخطف في درعا
تبرز عدة مجموعات كأدوات رئيسة للنظام في تأجيج الفوضى، وتنفيذ عمليات الخطف والاغتيالات والسلب والنهب، من بينها مجموعة محمد علي الرفاعي، المكنى بـ "أبي علي اللحام" في بلدة أم ولد، والتي تتعاون مع مجموعات من عشائر البدو في درعا والسويداء.
كما تنشط في منطقة اللجاة عدة عصابات، أبرزها مجموعة عطا السبتي المرتبطة بتنظيم "داعش"، ومجموعة عبد الله وفهد العلي المرتبطة بالمخابرات الجوية، ومجموعة هاشم البيدر التي تعمل بتوجيهات من الأمن العسكري، ومجموعة محمد علوان المسؤولة عن خطف السائقين الأردنيين في آب الماضي.
وتسلط عمليات الخطف المتكررة والفدية الباهظة الضوء على معاناة أهالي الجنوب السوري، الذين يعيشون تحت ظل تواطؤ أمني يعمق من جراح المنطقة ويدفع بأهلها نحو صراعات داخلية لا تنتهي.