ملخص:
- مدينة الحسكة تعاني من أزمة خانقة في توزيع البنزين، مما يجبر السائقين على الانتظار لساعات طويلة.
- السائقون يشتكون من تأثير الأزمة على حياتهم اليومية ودخلهم، حيث لا تكفي الكميات المخصصة للعمل.
- الانتظار الطويل أمام محطات الوقود يؤدي إلى تفاقم معاناة السائقين، في حين يتوفر البنزين في السوق السوداء بأسعار مرتفعة.
- "الإدارة الذاتية" تعزو الأزمة إلى تدمير منشآت نفطية واستخدام آليات بدائية في تكرير النفط.
- مدينة الحسكة تعاني أيضاً من أزمة في النقل العام بسبب إيقاف توزيع المازوت "المدعوم" على شركات النقل.
تعاني مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا من أزمة خانقة في توزيع البنزين، حيث يضطر السائقون للوقوف لساعات طويلة أمام محطات الوقود في انتظار دورهم لتعبئة مخصصاتهم.
ويشتكي السائقون من التأثيرات السلبية لهذه الأزمة على حياتهم اليومية، إذ باتوا مجبرين على التوقف عن العمل لعدة أيام بسبب قلة الكميات المقدمة لهم، وفقاً لما نقله موقع "نورث برس" المحلي.
وأكد عمر خطاب، وهو سائق سيارة أجرة في الحسكة، أن الكمية المخصصة له لا تكفي سوى ليومين في ظل الحركة المرورية داخل المدينة، مضيفاً أن الأزمة الحالية تؤثر بشكل كبير على دخل السائقين اليومي، حيث يضطرون للانتظار لساعات طويلة للحصول على الوقود.
أزمة الجودة والانتظار الطويل
يتحدث السائق عبد الوهاب فرج عن طول مدة الانتظار أمام محطات الوقود، مشيراً إلى أنه يقضي أكثر من خمس ساعات أسبوعياً للحصول على حصته من البنزين.
وأوضح أن الوقوف لوقت طويل يؤثر على قدرته على العمل وتوفير احتياجات أسرته، كما اشتكى من توفر البنزين في السوق السوداء بأسعار مرتفعة، مما يثير التساؤلات حول كيفية توفره هناك رغم الأزمة في المحطات.
توزيع غير عادل وضغط على المحطات في الحسكة
من جانبه، أوضح عمار العرجا، وهو سائق آخر في المدينة، أن تخصيص كمية بنزين قليلة يزيد من الضغط ويؤدي إلى تشكّل طوابير طويلة من السيارات.
وأشار إلى أن بعض السائقين يضطرون للنوم أمام المحطات لضمان الحصول على حصتهم في وقت مبكر من اليوم التالي.
وفي سياق الحلول، دعا السائقون إلى ضرورة توزيع كميات البنزين على أكثر من محطة في اليوم الواحد لتجنب الازدحام أمام محطات معينة. كما طالبوا بتحسين جودة البنزين القادم من مدينة الشدادي، والذي أكدوا أنه يضر بمحركات السيارات ويؤثر على الأداء والمصروف الخاص بها.
"الإدارة الذاتية" تبيّن أسباب الأزمة
عزا الرئيس المشارك لـ"لجنة المحروقات في الحسكة"، آلان أحمد، أزمة البنزين إلى خروج عدة منشآت نفطية عن الخدمة بسبب القصف التركي، بالإضافة إلى استخدام آليات بدائية في تكرير النفط.
وأضاف: "كمية البنزين المخصصة لمدينة الحسكة بشكل يومي لا تكفي لتغطية احتياجات المحطات، والتي يبلغ عددها 6 محطات من أصل 24 محطة في المدينة. ونحن، بحسب كمية المادة المخصصة لنا، نقوم بتقسيمها على هذه المحطات".
ووفقاً لأحمد، فإن مادة البنزين تأتي إلى الحسكة من مصدرين: الأول من مدينة الشدادي، والثاني من مدينة المالكية. وأضاف: "كل منطقة ترسل إلينا مادة البنزين حسب الكمية المتوفرة لديها، والتي تتناسب مع الكمية العامة التي نقوم بطلبها، والمادة القادمة من كلا المصدرين لا تلبي احتياجات المدينة".
يُشار إلى أنه إلى جانب هذه المشكلة، تعاني مدينة الحسكة من أزمة في النقل العام بسبب إيقاف "الإدارة الذاتية" توزيع المازوت "المدعوم" على شركات النقل، مما أدى إلى تراجع عدد الرحلات إلى باقي المدن والمحافظات.