البث المباشر
شهدت مدينة ليماسول جنوب غربي جزيرة قبرص اليونانية، مطلع الشهر الجاري، سلسلة من الهجمات التي استهدفت طالبي اللجوء من قبل محتجين مناوئين لوجود اللاجئين والأجانب على حد سواء.
تسببت هذه الهجمات العنيفة بأضرار مادية للمحال التجارية والمطاعم، لعدد من الأجانب المقيمين في المدينة وبينهم سوريون، فضلاً عن الحرائق الناجمة عن استخدام المهاجمين لقنابل المولوتوف، كما تخللها اعتداءات جسدية على شبان من جنسيات مختلفة بينهم سوريون أيضاً، وفقاً لما ذكرته وكالة "مهاجر نيوز" في تقرير لها.
ونقلت الوكالة عن أحد الشهود المتضررين وهو شاب سوري في الثلاثينيات من عمره، أن المحتجين على وجود اللاجئين والأجانب في المدينة والذين شاركوا في المظاهرة بلغ عددهم نحو 300 شخص وحملت شعار "اللاجئون غير مرحب بهم".
وأشار الشاب وهو يتحدث عن اليوم الذي خرجت فيه المظاهرة، إلى أنه "بعد ظهر يوم الجمعة، علمنا بخروج مظاهرة، واحتراما لتعليمات الشرطة قررنا كما غيرنا من المحال المجاورة، إغلاق المطعم والخروج منه، لكن قرابة الساعة التاسعة مساء عدت أنا وصاحب المكان بعد أن تلقينا اتصالا لتحذيرنا من نيران كانت على وشك أن تلتهم المكان، وبالفعل، عند وصولي كان الدخان يملأ الصالة".
سوريون يريدون العيش حياة طبيعية وبسلام
وأعرب الشاب لـ"مهاجر نيوز" عن خوفه إزاء العنف الذي حصل، لافتاً إلى أنها المرة الأولى التي يشهد فيها حادثة عنف كهذه، خلال فترة إقامته في قبرص والتي تبلغ 5 سنوات، إن كل ما يريده هو العيش بسلام.
وفي السياق ذاته، رصدت مهاجر نيوز أضراراً حلت بصالون حلاقة يديره شاب سوري، حيث تعرض لهجوم بزجاجة مولوتوف، ما أسفر عن اشتعال النيران في المكان واحتراق المعدات، الأمر الذي كبده خسائر مادية قُدرت بنحو 4 آلاف يورو، إلا أن ما حصل لم يوقفه عن متابعة حياته، قائلاً "المهم أن نكمل حياتنا بشكل طبيعي".
قبرص تدعو لمراجعة تصنيف سوريا كدولة "غير آمنة"
وفي أعقاب هذه الهجمات كان وزير الداخلية القبرصي "كونستانتينوس يوانو" قد دعا الاتحاد الأوروبي في منتصف الشهر الجاري، إلى مراجعة تصنيف سوريا كدولة "غير آمنة ولا يمكن إعادة اللاجئين إليها"، وفقاً لم نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال في مؤتمر صحفي حينئذ إن"هناك بالفعل منطقتين تعترف بهما وكالة اللجوء بالاتحاد الأوروبي على أنهما منطقتان آمنتان، لذلك يجب الآن أيضاً الاعتراف بذلك على مستوى الاتحاد الأوروبي، مما يسمح لنا بترحيل الأشخاص أو إعادتهم إلى سوريا".
