icon
التغطية الحية

بينهم أطفال.. "قسد" تعتقل مدنيين بسبب "تصوير القصف التركي" في الحسكة

2024.10.31 | 10:56 دمشق

آخر تحديث: 31.10.2024 | 10:56 دمشق

قسد
"قسد" تدهم منازل المدنيين في شمال شرقي سوريا
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

اعتقلت استخبارات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في الحسكة، عدداً من المدنيين، بينهم طفلان، على خلفية توثيقهم للقصف الجوي التركي الذي استهدف مواقعها في شمال شرقي سوريا.

وأفاد ناشط حقوقي لـ موقع تلفزيون سوريا -فضّل عدم كشف اسمه- بأنّ "قسد" اعتقلت طفلة تبلغ (14 عاماً) ووالدها وشقيقها، بعد تصوير الطفلة -باستخدام هاتفها- للقصف التركي على مقر عسكري لـ"قسد" في مدينة عامودا بريف الحسكة.

وأضاف المصدر أن "قسد" دهمت منزل العائلة بعد انتشار الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، واحتجزت ثلاثة أفراد، ولم تكشف عن مكان احتجازهم أو توجّه إليهم أي تهم، مكتفية بإبلاغ ذويهم أنّ السبب يعود إلى "تصوير القصف على موقع عسكري".

وقد انتشرت خلال الأيام الماضية عدة مقاطع فيديو وصور توثق استهداف الطائرات التركية لمواقع عسكرية ونفطية ومرافق بنية تحتية في المنطقة، من بينها فيديو نشره الناشط الإعلامي (هاوار هبو)، وهو الفيديو الذي ظهر فيه صوت الطفلة التي اعتقلت لاحقاً.

كذلك، اعتقلت "قسد" مواطنين آخرين في مدينة القامشلي، على خلفية نشرهم مشاهد توثّق استهداف طائرات مسيّرة تركية لمركز أمني وموقع للتجنيد تابعين لـ"قسد".

وقال المصدر الحقوقي، إنّ عدداً من السكّان خضعوا للتحقيق والتهديد من قبل "قسد"، بسبب تصويرهم ونشرهم لمشاهد القصف التركي في المنطقة، مشيراً إلى اعتقال طفلين آخرين في ريف عامودا وبلدة تل تمر، قبل أن يُفرج عنهم لاحقاً بعد مسح المشاهد المصور من هاتفهما.

قسد" توجه إعلامها للتركيز على استهداف البنية التحتية

كشف مصدر مقرب من "قسد" لـ موقع تلفزيون سوريا، أنّ مؤسسات "قسد" الإعلامية تلقّت توجيهات حازمة بتسليط الضوء في خطابها الإعلامي على استهداف تركيا لمرافق البنية التحتية والأحياء المدنية، وتفادي نشر صور أو معلومات حول المواقع العسكرية التي تعرّضت للاستهداف.

وأشار المصدر إلى أن "إعلام قسد يتجاهل ذكر القتلى من القوات العسكرية، بما فيهم القياديون من الجنسيات غير السورية"، مضيفاً أنّ "قسد" تنقل قتلاها وجرحاها إلى مشافٍ عسكرية مغلقة أمام الإعلام، وتلزم كوادرها الطبية بعدم الكشف عن أي تفاصيل حول هويتهم ومناصبهم.

وأكّد المصدر أن الانتشار الواسع للصور ومقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، التي توثق استهداف المسيرات التركية لمواقع عسكرية، أثار استياء استخبارات "قسد" التي تكرّس إعلامها  للتركيز على الأضرار المدنية فقط.

"أربعة أيام من القصف المتواصل"

واصلت طائرات حربيّة ومسيّرات تابعة للجيش التركي، استهداف مواقع لـ"قسد"، ومنشآت نفطية في مناطق شمال شرقي سوريا، منذ ليلة الأربعاء الماضي.

ويوم السبت الفائت، شنّت طائرات تركية غارات متتالية بالصواريخ على مقر قوات الأمن الداخلي (الأسايش) في مدينة عامودا، إلى جانب استهدافها لموقع عسكري لـ"قسد" في قرية "جولي" بريف المدينة.

واستهدفت الطائرات التركية بأربع ضربات على الأقل حقل "تل عدس" النفطي في ريف المالكية، ما تسبّب في اندلاع نيران بخزّانات النفط داخل الحقل ومستودع عسكري وموقع آخر في المنطقة.

كذلك، استهدفت طائرة مسيرة مستودع أسلحة يتبع لقوات "الدفاع الذاتي" في مدينة القامشلي، وموقعاً للإنشاءات العسكرية (تنفيذ الأنفاق) في بلدة تل تمر.

وخرجت 30 منشأة حيوية عن الخدمة بينها محطات للنفط والغاز والكهرباء وعدد من المعامل والشركات التجارية من جراء القصف التركي المكثّف، خلال الأيام الأخيرة، وفق ما نقلته وكالة "ANHA" المقرّبة من "قسد".

وكانت وكالة "الأناضول" التركيّة نقلت، مؤخّراً، عن مصادر أمنية أنّ "جهاز الاستخبارات التركي سيواصل عملياته من دون انقطاع حتى تحقيق الهدف المخطط له ضد التنظيم الإرهابي".

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنّ بلاده ستجتث "الإرهاب" من جذوره، مشدّداً على أنه "إن كان ذلك في سوريا فسنفعل ما تقتضيه الضرورة"، مؤكّداً أنّ "الهجوم الإرهابي" الذي استهدف شركة صناعات الطيران والفضاء التركية (توساش) في العاصمة أنقرة، يوم الأربعاء الماضي، جرى عن طريق تسلل المنفذين من سوريا إلى الأراضي التركية.

وأوضح أردوغان أنّ تركيا نفّذت عمليات على 40 موقعاً طوال الليلة التي أعقبت الهجوم على شركة "توساش" في أنقرة، وقد "كبدت الإرهابيين خسائر فادحة".

يشار إلى أنّه ومنذ مطلع العام الجاري، بدأت آثار الغارات الجوية التركية على مواقع ومؤسسات "قسد" تلقي بظلالها على الوضع الاقتصادي وواقع الخدمات في شمال شرقي سوريا، إذ شهدت المنطقة أزمة حادة في المحروقات تكاد تكون الأسوأ على الإطلاق، بالنظر إلى حالة الشلل التي أصابت جميع القطاعات.