يشهد العالم انتخابين مصيريين يوم الأحد على طرفي قارة آسيا، أحدهما في تركيا والآخر في تايلاند، بينما تتفاقم أزمة سقف الدين في الولايات المتحدة الأميركية، وتناقش مجموعة السبع قضايا عالمية من أوكرانيا إلى الصين خلال قمتها في اليابان، وهي جملة من الأحداث السياسية التي يتوقع الخبراء في وكالة "بلومبرغ" المتخصصة بالاقتصاد، أن تؤثر بشكل كبير على الأسواق العالمية هذا الأسبوع.
الانتخابات في تركيا
انطلقت في عموم تركيا، صباح يوم الأحد، عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية، والدورة الثامنة والعشرين للانتخابات البرلمانية، في منافسة محتدمة بين حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، وحلف المعارضة بقيادة زعيهما كمال كليتشدار أوغلو.
ويتوقع الخبراء أن تؤثر نتائج الانتخابات بشكل كبير على مستقبل الاقتصاد التركي الذي تبلغ قيمته 900 مليار دولار، وتعتمد شدّة الانخفاض المتوقعة في قيمة العملة، وسرعة استقرارها إلى جانب الأصول التركية الأخرى في وقتٍ لاحق، على التغييرات التي ستطرأ على السياسة الاقتصادية للبلاد عقب الانتخابات.
الانتخابات في تايلاند
بدأت الانتخابات العامة في تايلاند، يوم الأحد، في منافسة محتدمة بين أحزاب المعارضة وأحزاب أخرى متحالفة مع قادة الجيش المؤيدين للملكية، للفوز بأغلبية البرلمان.
ويتصارع في تايلاند تياران منذ عام 2001، الأول بقياد رجل الأعمال تاكسين شيناواترا الذي وصل إلى السلطة بفضل برنامج مناصر للفقراء ومؤيد لقطاع الأعمال، ما أثار الخلافات مع النخبة المدعومة من الجيش، حتى انقلب عليه الأخير عام 2006 ما دفع شيناواترا للفرار إلى المنفى، وواجه شقيقه الذي رأس حكومة أخرى المصير نفسه بعد 8 سنوات.
وفي عام 2020 شهدت البلاد احتجاجات مؤيدة للديمقراطية ودعت إلى إصلاح النظام الملكي، وهي الانتخابات الأولى من نوعها منذ تلك الاحتجاجات.
النمو الاقتصادي في آسيا
ستكشف الصين يوم الثلاثاء أرقاماً متعلقة بنموها الاقتصادي، من المتوقع أن تُظهر نمواً سريعاً في الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في نيسان، بالإضافة إلى تسارع الاستثمار في الأصول الثابتة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام.
وتأتي هذه الأرقام بالمقارنة مع عام 2022، حين جرى إغلاق مدينة شنغهاي وتقييد الحركة في أماكن أخرى من الصين لمواجهة تفشي وباء كورونا، لكن من المرجح أن تكون البيانات الشهرية الحالية "أقل جاذبية"، حيث ينازع الاقتصاد الصيني لتوفير القوة الدافعة التي تحتاج إليها الأسواق، بحسب "بلومبرغ".
ومن المحتمل أن يتوقف البنك المركزي الصيني عن ضخ السيولة الشهرية في النظام المالي للبلاد، لأول مرة منذ عام، حيث تدرس بكين أثر "التحفيز النقدي" الذي انتهجته لتقليل الضغط على اقتصادها الذي يشهد ضعفاً نسبياً.
لكن من المتوقع أن تشهد دول أخرى في آسيا، مثل تايلاند واليابان، تحسناً في نموها الاقتصادي، ويُرجح أن يوقف البنك المركزي الفلبيني دورة رفع أسعار الفائدة مؤقتاً، ومن المنتظر الإفراج عن بيانات تجارية أخرى من الهند ونيوزيلندا وماليزيا.
قمة مجموعة السبع
اختتم كبار القادة الماليين في مجموعة السبع اجتماعاتهم التي استمرت لثلاثة أيام في اليابان، متعهدين بتقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا وفرض عقوبات جديدة على روسيا.
كما تعهدوا بضبط التضخم، ومساعدة البلدان التي تعاني من ديون مرهقة، وتعزيز الأنظمة المالية، وأعربوا عن التزامهم بالتعاون لبناء سلاسل توريد أكثر استقراراً وتنوعاً لتطوير مصادر الطاقة النظيفة. وسيجتمع قادة مجموعة السبع في هيروشيما يوم الجمعة، لمحاولة بناء استراتيجية أكثر تماسكاً بشأن العلاقات مع الصين.
وتتألف مجموعة السبع من دول إيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وكندا واليابان وبريطانيا، يشكلون ما نسبته قرابة 38 في المئة من الناتج الإجمالي العالمي.
أزمة سقف الديون الأميركية
تتفاقم أزمة تحديد سقف الدين في الولايات المتحدة الأميركية مع اقتراب موعد سداد الديون لأكبر اقتصاد في العالم، ما يدفع بوزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين للتحذير من أن رفض الكونغرس لرفع سقف الدين البالغ 31.4 تريليون دولار سيؤدي إلى كارثة اقتصادية ومالية.
ويستمر الخلاف بين الرئيس الأميركي جو بايدن وحزبه الديمقراطي، وبين معارضيه الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب برئاسة كيفن مكارثي، بشأن الموافقة على رفع سقف الدين من دون شروط، بينما يصرّ الجمهوريون على إقرار تخفيضات شاملة في الموازنة للموافقة.
وتأجل الاجتماع بين بايدن ومكارثي وزعماء آخرين في الكونجرس إلى هذا الأسبوع، لإكمال المفاوضات حول سقف الدين.
ويحذر صندوق النقد الدولي، من أن تخلف واشنطن عن سداد ديونها، سيكون له تداعيات خطيرة على الاقتصادين الأميركي والعالمي، تشمل اضطرابات في الأسواق العالمية وارتفاع تكاليف الاقتراض المحتملة وزيادة أسعار الفائدة.
توترات سياسية وأمنية في باكستان
دعا رئيس الورزاء الباكستاني السابق عمران خان، مناصريه إلى تنظيم مظاهرات جديدة في عموم البلاد، وذلك غداة الإفراج عنه بكفالة يوم الجمعة، بعد اعتقاله خلال مثوله يوم الثلاثاء الماضي أمام محكمة في إسلام آباد في قضية فساد.
وأدى توقيف خان إلى نشوب مواجهات عنيفة بين أنصاره والقوى الأمنية، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، من جراء قطع الطرق وإضرام النيران في عدة مؤسسات رسمية وتخريب منشآت للجيش.
التضخم يصل إلى القهوة
وأخيراً، وصل التضخم إلى المحرك الحقيقي للاقتصاد العالمي؛ القهوة سريعة التحضير، بسبب نقص حبوب بن الروبوستا الأرخص ثمناً في العالم. ويهدد الارتفاع العالمي لأسعار القهوة الإنتاجية الصباحية لملايين العمّال حول العالم.