وجدت بعض الأسر السورية في بيع المؤونة وسيلة لكسب المال في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية، حتى باتت البازلاء والفول المُفرّز تباع عبر الإنترنت، مع خدمة التوصيل.
أم حمدان من سكان حي مساكن برزة، وهي إحدى النساء العاملات في هذه المهنة، إنها اضطرت إلى العمل بها بعد سحب ابنها البكر إلى الخدمة الاحتياطية في جيش النظام منذ شهر تقريباً، وحاجتها وزوجة ابنها إلى مردود مادي يعيلهم ويساعدهم على تربية أحفادها.
وتابعت: "تقوم زوجة ابني بالترويج للبضاعة عبر مجموعات فيس بوك، وتساعدني في العمل، في حين يقوم حفيدي بتوصيل الطلبات إلى المنازل، وهو ما يمنحنا مصدر دخل جيد"، وتضيف: "أغلب زبائننا من الأسر الميسورة بمناطق مختلفة من دمشق، حتى أننا شحنّا بعض نتاج عملنا إلى محافظات أخرى، مثل اللاذقية، حيث يفضلون البازلاء والفول البلدي من الغوطة".
أم حمدان تبيع كيلو البازلاء بـ 3500 ليرة سورية، وكيلو الفول بـ 2500 ليرة، والفول المسلوق بـ 3000 ليرة، من دون توصيل إلى المنازل، وتفكر بأن تقوم بتوسيع المشروع ليشمل كل احتياجات المنزل من المؤونة، مع توفير فرص عمل لقريباتها.
وبجولة على صفحات فيس بوك، وصل سعر كيلو البازلاء "المفقا" إلى 4000 ليرة، والفول إلى 3000 ليرة، وهو أعلى سعر من دون توصيل إلى المنازل.
وعادة ما يقوم بعض باعة الخضراوات بدمشق، في موسم المؤونة، بتشغيل النساء مقابل أجر مادي معين، للقيام بمهمات تجهيز الفول والبازلاء والملوخية، وتحصل النساء مقابل هذا العمل على دخل لا يتجاوز 100 ليرة سورية مقابل كل كيلو مُنجز، في حين يحصّل البائع بين 50 – 100 ليرة سورية.
ويصل سعر كيلو البازلاء بقشره في السوق إلى نحو 1500 ليرة سورية للنوعية الجيدة، في حين كان سعره العام الماضي لا يتجاوز 700 ليرة للكيلو غرام الواحد، وأما سعر كيلو غرام الفول، غير المقشر، فيصل إلى 600 ليرة، في حين لم يكن يتجاوز سعره العام الماضي 400.
وتحتاج الأسرة المؤلفة من 5 أشخاص وسطياً إلى نحو 40 كيلو ازيلاء، و30 كيلو فول، سنوياً، أي ما مجموعه نحو 80 ألف ليرة سورية، وهو أكثر من راتب موظف حكومي وأكثر من نصف راتب موظف بالقطاع الخاص، ما دفع كثيراً من الأسر إلى اختصار الكميات أو العزوف عن المؤونة نهائياً.
وأكد أمين سر غرفة زراعة دمشق رفعت الطرشان أخيراً، عدم تناسب أسعار المؤونة هذا العام مع القدرة الشرائية لذوي الدخل المحدود، متوقعاً أن تمتنع الكثير من الأسر عن المؤونة هذا الموسم.
وتابع "تقنين الكهرباء يؤثر أيضاً على رغبة المواطنين في شراء المؤونة، بسبب عدم قدرة البرادات على حفظ أو تبريد الخضار".