قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، يوم الخميس، إن كل التطورات في الملف السوري تسير بالاتجاه الخاطئ، أمنياً وإنسانياً وحقوقياً واقتصادياً وسياسياً.
وأضاف، خلال إحاطة أمام أعضاء مجلس الأمن في نيويورك حول الوضع في سوريا، أنه لا توجد طريق عسكرية لإيجاد حلول للتحديات التي لا تُعد ولا تُحصى، معتبراً أنه لن يكون هناك انفراجة سوى بحل سياسي شامل.
ودعا بيدرسون إلى "البناء على ترتيبات الهدنة الحالية و"السعي إلى وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، فضلاً عن حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وتطبيق الإجراءات ضد الجماعات الإرهابية المدرَجة في قائمة مجلس الأمن بشكل حازم وفقاً للقانون الدولي الإنساني"، وفق تعبيره.
وأشار إلى "استمرار ورود تقارير مقلقة عن الاعتقالات التعسفية والاختطاف، فضلاً عن التعذيب، بما في ذلك العنف الجنسي في أماكن الاحتجاز بعدة أجزاء من سوريا".
أكثر من 100 ألف مختف قسريا بسوريا
وذكر أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 100 ألف شخص لا يزالون محتجزين تعسفياً أو مختفين قسرياً أو مفقودين، معرباً عن أسفه لعدم وجود تقدم في شأن عمليات إطلاق سراح محتجزين على نطاق واسع، أو توافر معلومات حول مصير المفقودين والوصول إلى أماكن احتجازهم.
وبحسب آخر إحصائية سنوية نشرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن ما لا يقل عن 156757 شخصاً، بينهم 5235 طفلاً و10205 سيدات (أنثى بالغة) لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، منهم 136192 شخصا بينهم 3696 طفلاً، و8497 سيدة على يد قوات النظام السوري.
نصف السوريين مشردون أو منفيون
وقال إن نصف عدد سكان سوريا قبل الحرب لا يزالون يعانون من التشرد أو النفي، مبيناً أنهم "لا يعودون بعدد كبير، وعندما يسألون عن السبب، فإنهم يشيرون إلى مخاوف تتعلق بالحماية وسبل العيش، ومن الواضح أنه لا يتم التعامل مع هذه المخاوف بشكل كافٍ".
وتطرق بيدرسون إلى الحراك الشعبي في شمالي وجنوبي سوريا خلال الفترة الماضية بالقول: "لا يزال المتظاهرون يخرجون إلى الشوارع في بعض المناطق للتعبير عن المظالم التي لم تُعالَج، بما في ذلك هذا الشهر في شمال سوريا ودرعا".
تقسيم سوريا
وتابع: " كلما طال أمد هذا الوضع الراهن، أخشى أن تنجرف المناطق المختلفة إلى مزيد من التباعد، مما يؤدي إلى تعميق التحديات التي تواجه استعادة سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها"، مشيراً إلى أن هناك قلقاً "عميقاً بين السوريين بشأن تأثير تقسيم سوريا تحت سلطات مختلفة لمدة جيل كامل تقريباً".
وختم بالقول: "السنوات الأخيرة من الدبلوماسية تظهر أنه لا يمكن لأي جهة فاعلة أو مجموعة من الجهات الفاعلة أن تقترب بمفردها من حل هذه الأزمة". ولذلك "كلما سارع جميع اللاعبين إلى قبول ذلك وأصبحوا مستعدين للجلوس إلى الطاولة، كان ذلك أفضل للشعب السوري المتعب الذي طالت معاناته".
بيدرسون في دمشق
وكان بيدرسن قد زار سوريا يوم الأحد الماضي والتقى وزير خارجية النظام فيصل المقداد وأبلغه بضرورة استمرار اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، وذلك بعد أن كان النظام وروسيا قد طلبا تغيير المكان.
وأشار آنذاك إلى أنه قال للمقداد: "طالما ما من اتفاق بين المعارضة والحكومة، يجب أن نستمر في الاجتماع في جنيف وتطوير اللجنة الدستورية وعمل اللجنة بطريقة يمكن أن تمنح الأمل للشعب السوري".
وكانت موسكو قد أعلنت أنها لم تعد تعتبر سويسرا مكاناً محايداً لعقد الاجتماعات، وإثر ذلك لم يقبل النظام السوري الحضور إلى جنيف لعقد الجولة التاسعة من اجتماعات اللجنة الدستورية، بناء على دعوة كان قد وجهها قبل أشهر.
ووجه بيدرسن دعوات لاجتماع اللجنة الدستورية في جنيف، نهاية نيسان المقبل، وناشد "الأطراف الدولية الرئيسية لدعم جهود الأمم المتحدة كميسّر والامتناع عن التدخل في مكان اجتماع السوريين".