ملخص:
-
مفاوضات غزة "على وشك الانهيار" وتواجه عقبات كبيرة، خاصة بعد تجديد نتنياهو شروطا تعرقل التقدم.
-
تعنت نتنياهو عبر تمسكه بشروط ترفضها حماس، مما يعقد التوصل إلى صفقة، ويصر على عدم الانسحاب من محو ر فلادلفيا وممر نتساريم.
-
تصريحات نتنياهو أثارت استياءً داخل الأوساط الإسرائيلية، حيث تتهمه بعض الأطراف بنسف الفرصة الأخيرة لاستعادة الأسرى المحتجزين في غزة.
قالت صحيفة "بوليتيكو" إن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة "على وشك الانهيار"، ويأتي ذلك في أعقاب تجديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "شروطًا" يصفها مسؤولون في تل أبيب بأنها "تعرقل مسار التقدم".
ونقلت الصحيفة الأميركية عن 4 مسؤولين، اثنان أميركيان وآخران إسرائيليان، لم تسمهم، قولهم إن المفاوضات التي جرت بوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر "وصلت إلى طريق مسدود".
وقال المسؤولون إن المقترح الأميركي الأخير هو "الأقوى حتى الآن"، ويتكيف مع مطالب كل من حماس وإسرائيل، وفق ادعائهم.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال فشلت المفاوضات، والتي من المتوقع أن تستضيف القاهرة نهاية هذا الأسبوع جولة جديدة منها، لن يكون هناك بديل فوري يمكن أن يمنع من اتساع الصراع إقليميا.
وكانت العاصمة القطرية الدوحة قد استضافت، يومي 15 و16 من آب/أغسطس الجاري، جولة محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، دون تحقيق انفراجة. قدمت واشنطن خلالها مقترحا لـ "سد الفجوات" يجري التفاوض بشأنه.
ومن المتوقع أن تستأنف المفاوضات في القاهرة يوم الجمعة المقبل أو في وقت متأخر من يوم الخميس، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
تعنت نتنياهو
ورغم حديث الإدارة الأميركية عن مضي محادثات الدوحة في "أجواء إيجابية"، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن تمسك حكومته بشروط ترفضها حماس بشكل مطلق. كما حذر وزير دفاع إسرائيل يوآف غالانت، ورئيس الموساد دافيد برنياع، في وقت سابق، من أن هذه الشروط ستعرقل التوصل إلى الصفقة.
وكشفت تسريبات إعلامية أن نتنياهو أقر، خلال لقاء عقده أمس الثلاثاء مع ممثلي عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، بأنه "غير متأكد من إمكانية إبرام اتفاق مع حماس من عدمه".
وجدد نتنياهو خلال اللقاء رفضه الانسحاب من محور فيلادلفيا (محور صلاح الدين) على الحدود بين غزة ومصر وممر نتساريم الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين، وذلك على الرغم من حديث الوسطاء عن التقدم في مفاوضات التهدئة وتأكيد واشنطن أن نتنياهو وافق على الأفكار المطروحة.
وقال نتنياهو إن إسرائيل لن تغادر تحت أي ظرف من الظروف محور فيلادلفيا وممر نتساريم رغم الضغوط الهائلة التي تتعرض لها للقيام بذلك.
وشدد نتنياهو بقوله: "إن فيلادلفيا ونتساريم هما أصول استراتيجية، عسكرية وسياسية على حد سواء".
وأضاف نتنياهو: "لست متأكدا من أنه سيكون هناك اتفاق مع حماس، لكن إذا حدث ذلك فسيكون اتفاقًا يحفظ مصالحنا".
"نتنياهو ينسف الصفقة"
أثارت تصريحات نتنياهو ردود فعل داخل الأوساط الإسرائيلية التي تتهمه بنسف إمكانية "الفرصة الأخيرة" لاستعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة.
يُذكر أن تصريحات نتنياهو جاءت بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، استعادة جثث 6 من المحتجزين في غزة منذ 7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عبر عملية مشتركة مع جهاز الأمن الداخلي "الشاباك".
الأمر الذي أثار غضبا واسعا في صفوف عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، والتي حملت في بيان حكومة نتنياهو المسؤولية عن وفاة ذويهم في القطاع، معتبرة أنه كان من الممكن إنقاذ حياتهم لولا التأخير في عقد صفقة مع حماس.
طالب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أمس الثلاثاء، بوقف محاولات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "تخريب" محادثات التوصل إلى صفقة مع حركة حماس بشأن وقف الحرب وتبادل الأسرى.
وقال لابيد، في تدوينة نشرها عبر منصة "إكس"، "يجب أن تتوقف كل محاولات نتنياهو لتخريب المحادثات" مع حماس.
وأضاف زعيم المعارضة الإسرائيلية: "يجب إبرام صفقة الآن قبل أن يلقى جميع المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) حتفهم".
بدورها، ردت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين على تصريحات نتنياهو، واتهمته بـ "نسف" إمكانية التوصل إلى صفقة و"التخلي الكامل" عن المحتجزين في قطاع غزة.
وقالت الهيئة إن "تصريحات نتنياهو تشكل عمليا نسفا للصفقة".
وأضافت الهيئة في بيان جديد: "لم يفهم نتنياهو أن التخلي عن المختطفين يؤدي إلى قتلهم في الأسر".
وأشارت إلى أن "المختطفين لا يعانون فحسب، بل يموتون أيضا. ولا أمل ولا بطولة في الصمود الذي سيؤدي إلى استمرار موتهم جميعا".
وختمت هيئة عائلات الأسرى بالقول: "لقد تخلت الحكومة الإسرائيلية عن المختطفين في 7 من أكتوبر، وتتخلى عنهم الآن نهائيا".
حماس تنتقد التراجع
في حين قالت حماس إن ما أُبلغت به قيادة الحركة عن نتائج اجتماعات الدوحة لوقف إطلاق النار يعد تراجعا عما تم الاتفاق عليه في 2 من تموز/يوليو الماضي، استنادًا إلى مقترح الاتفاق الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية أيار/مايو الماضي.
وانتقدت حماس التصريحات الأميركية التي تتهم الحركة بعرقلة المفاوضات، ووصفتها بأنها تضليل وانقلاب على ما تم الاتفاق عليه قبل نحو شهرين.
منذ 320 يوما، تشن إسرائيل، بدعم أميركي، حربا على غزة خلّفت أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب، متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.