بدأت القوات البولندية ببناء سياج من الأسلاك الشائكة على طول الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، لمنع تدفق المهاجرين الذين يحاولون العبور إلى الاتحاد الأوروبي.
ويبلغ ارتفاع السياج 2,5 متر ويصل طوله إلى 180 كيلومتراً، ما يوازي نحو نصف الطول الإجمالي للحدود بين البلدين التي تغطيها الأحراج، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وشوهد عشرات الجنود وهم يعملون على السياج، أمس الجمعة، بالقرب من بلدة كرينكي الحدودية، حيث انقسمت مواقف السكان بشأن الجدار الجديد.
وخلال الأشهر الأخيرة، عبر آلاف المهاجرين ومعظمهم من الشرق الأوسط، أو حاولوا العبور من بيلاروسيا، إلى دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي الأعضاء هي لاتفيا وليتوانيا وبولندا في الأشهر الأخيرة.
ويشتبه الاتحاد الأوروبي في أن النظام البيلاروسي هو الذي يشجع تدفق المهاجرين، كشكل من أشكال الانتقام من العقوبات التي فرضها عليه، وفق الوكالة.
ووصفت بولندا ودول البلطيق ذلك بأنه "هجوم هجين على الاتحاد الأوروبي بأكمله"، وتعهدت بإغلاق الحدود لمنع دخول المهاجرين، مما أدى إلى مواجهات.
وقال حرس الحدود البولنديون إنهم صدوا 3059 محاولة لعبور الحدود منذ بداية شهر آب الجاري، بما في ذلك 55 محاولة في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
كما عززت بولندا في الأيام الأخيرة وحدتها العسكرية ليصبح عددها 2000 جندي على طول الحدود الشرقية، لمساعدة حرس الحدود.
وأوضح بيان صادر عن وزارة الدفاع البولندية أن معظم طالبي اللجوء الذين يدخلون بولندا عبر بيلاروسيا بطرق غير قانونية هم من سوريا والعراق وأفغانستان، مشيراً إلى أن "أولوية الحكومة هي سلامة المواطنين البولنديين".
وشهدت الدول المحيطة ببلاروسيا أخيراً عدداً من الإجراءات المتعلقة بمنع المهاجرين من الوصول إلى أراضيها.
وكانت ليتوانيا، الجارة لبيلاروسيا والعضو في الاتحاد الأوروبي، قد أعلنت عن البدء ببناء سياج حدودي مع جارتها، فضلاً عن منع المهاجرين القادمين بشكل غير قانوني من طلب اللجوء، معتبرة أنه عليهم طلب تأشيرات من سفارتها في بيلاروسيا أو العبور عبر المعابر الشرعية.
يشار إلى أن "المجلس الأطلسي" نشر مطلع الشهر الماضي تقريراً سلّط فيه الضوء على الخطوات التي ينفذها الرئيس أليكساندر لوكاشينكو في بيلاروسيا ضد الاتحاد الأوروبي، عبر إغراق دول جواره، وهي لاتفيا وليتوانيا وبولندا، بالمهاجرين القادمين من سوريا والعراق وإيران عبر أراضيه، وذلك رداً على العقوبات القاسية التي فرضتها الكتلة أخيراً على مينسك.