ملخص:
- انقطاع الكهرباء في لبنان بالكامل، بما في ذلك المرافق الأساسية، بسبب نفاد الوقود.
- مؤسسة كهرباء لبنان أعلنت خروج آخر مجموعة إنتاجية من معمل الزهراني عن الخدمة.
- المطار يعتمد حالياً على المولدات لتوفير الكهرباء وسط الأزمة.
- مؤسسة مياه لبنان الجنوبي حذرت من نقص إمدادات المياه وتدعو لترشيد الاستخدام.
- الأزمة ناتجة عن فشل الحكومة اللبنانية في دفع ثمن النفط العراقي، ما أدى إلى توقف الإمدادات.
أعلنت مؤسسة الكهرباء في لبنان، اليوم السبت، عن انقطاع التيار الكهربائي عن كامل البلاد، بما في ذلك المرافق الأساسية، بسبب نفاد الوقود وخروج آخر مجموعة إنتاجية عن الشبكة.
وقالت المؤسسة في بيان نقلته وسائل إعلام لبنانية، إن آخر مجموعة إنتاجية لمعمل الزهراني المتبقية على الشبكة الكهربائية خرجت ظهر اليوم عن الخدمة بالكامل، من جراء نفاد مخزون المعمل من مادة الغاز أويل، ما أدى إلى توقف تغذية التيار الكهربائي كلياً عن جميع لبنان، بما في ذلك المرافق الأساسية (المطار، المرفأ، مضخات المياه، الصرف الصحي، السجون، وغيرها).
وأوضحت المؤسسة أن هذا القرار جاء "إلحاقاً بالبيانين الصادرين عنها في 7 آب و27 تموز، ولحين تبيان ما ستؤول إليه الأمور في ما يخص مساعي الجهات المعنية لمعالجة مسألة تزويد مادة الغاز أويل لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، سواء من خلال اتفاقية المبادلة العراقية أو غيرها من المصادر، وبعد استنفاد جميع الإجراءات الاحترازية الممكن اتخاذها من قبل المؤسسة لإطالة فترة إنتاج الطاقة بأقصى حدودها الدنيا الممكنة، في ظل الظروف الحالية المختلفة".
وأكدت المؤسسة أنها "ستقوم مجدداً بإعادة تشغيل المجموعات التي وضعت خارج الخدمة قسرياً، بما يتجانس مع الخزين الذي سيتوفر لديها بعد تأمين مادة الغاز أويل، ليتم من ثم إعادة التيار الكهربائي والتغذية تدريجياً إلى ما كانت عليه".
وأضافت: "وعليه، ستبقي مؤسسة كهرباء لبنان جميع المواطنين على اطلاع بأي مستجدات فيما يخص التغذية بالتيار الكهربائي، وذلك عبر بيانات لاحقة بهذا الشأن".
وتعليقاً على هذه الأزمة، أكد المدير العام للطيران المدني في مطار بيروت، فادي الحسن، أن "المطار يؤمّن الطاقة الكهربائية حالياً من المولدات، ونأمل ألا تطول الأزمة".
وحول خطر استمرار انقطاع الكهرباء في المطار، قال الحسن: "لا أريد استباق الأمور، ولا أعتقد أن الأزمة ستبقى على ما هي عليه"، وفقاً لما نقلته صحيفة "النهار" اللبنانية.
تحذيرات من أزمة جنوبي لبنان
عقب إعلان مؤسسة كهرباء لبنان توقف خدماتها بسبب نفاد الوقود، حذرت "مؤسسة مياه لبنان الجنوبي" من أن توقف معامل الكهرباء سيؤثر على قدرة المؤسسة على ضخ كميات كافية من المياه.
وقالت في بيان: "عطفاً على بيان مؤسسة كهرباء لبنان الذي أشار إلى توقف آخر مجموعة إنتاجية في معمل الزهراني عن الإنتاج، ما أدى إلى توقف التغذية بالتيار الكهربائي كلياً على جميع الأراضي اللبنانية بما فيها المرافق الأساسية، تدعو مؤسسة مياه لبنان الجنوبي المواطنين إلى ترشيد استخدام المياه إلى الحدود القصوى بسبب انخفاض مدة التغذية بالمياه".
وأشارت المؤسسة في بيانها إلى أنها "ستبادر إلى تشغيل المولدات لتغطية انقطاع التيار الكهربائي، ولكن ذلك لا يكفي لتوفير الكمية الكافية من المياه لتغذية كل المدن والبلدات التي تقع ضمن نطاق صلاحيات المؤسسة".
أزمة الكهرباء في لبنان
لا تعتبر هذه الأزمة وليدة الفترة الحالية، إذ بدأت منذ نهاية الحرب الأهلية في البلاد أوائل تسعينيات القرن الماضي، وسط غياب للحلول الحقيقية من قبل الحكومة ورفض بعض الدول تقديم المساعدة بسبب تدخل حزب الله في إدارة شؤون البلاد.
وتفاقمت الأزمة بشكل أكبر عقب الأزمة الاقتصادية التي شهدها لبنان أواخر عام 2019، حيث بدأ تقنين التيار بشكل أكبر وانخفضت ساعات التغذية إلى ما بين ساعتين و8 ساعات يومياً.
وسبق أن أوقفت مؤسسة كهرباء لبنان خدماتها عدة مرات ولمدة أسابيع، ما أنعش تجارة الأمبيرات التي يتحكم بها مقربون من قيادات حزب الله وشخصيات حكومية، إذ يتهم اللبنانيون تلك الجهات بمنع حل أزمة الطاقة للإبقاء على الأرباح التي توفرها المولدات لهم.
يشار إلى أن الأزمة الأخيرة سببها فشل الحكومة اللبنانية في دفع ثمن النفط الخام للعراق، ما أدى إلى توقف الإمدادات، علماً أن الطرفين توصلا سابقاً لاتفاق يقضي بتزويد لبنان بمليون طن من النفط الخام سنوياً.