دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إيجاد طريقة لفعل شيء ما واتخاذ إجراءات لمساعدة الناس والأطفال في سوريا، مضيفاً "هذه مسؤوليتنا وعار علينا إذا لم نوفِ بها".
جاء ذلك خلال كلمته في جلسة الإحاطة والمشاورات التي يعقدها مجلس الأمن الدولي الإثنين، حول الوضع الإنساني في سوريا، برئاسة الولايات المتحدة الأميركية.
وأشار بلينكن إلى أن هذا الشهر يوافق الذكرى السنوية العاشرة للثورة السورية، مبيناً أنه "بعد عقد من الصراع الذي عانى فيه الشعب السوري، ما زال الوضع خطيراً، فهناك ما يقدر بنحو 13.4 مليون شخص (اثنان من كل ثلاثة سوريين) بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، أي 60 في المئة من السوريين معرضون لخطر الجوع.
وأوضح أنه بينما يجتمع مجلس الأمن كل شهر لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا، فإن هذه الأعداد تتزايد وأن "كل رقم من هذه الأرقام يمثل حياة أفراد من البشر، كما يستمر استهداف الأشخاص الشجعان الذين وضعوا حياتهم على المحك في محاولة لمساعدة الشعب السوري".
وقال بلينكن: في 21 من آذار، قصف نظام الأسد مستشفى الأتارب للجراحة غربي حلب، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص، بينهم طفلان (أبناء عم 10 و12 عاماً)، كما أصيب في الهجوم 15 شخصاً بينهم طبيب أصيب بشظية في عينه ولن يبصر مرة أخرى.
وأضاف: "لقد قصف نظام الأسد هذا المشفى من قبل في العام 2014، وتمت إعادة بنائه مرة أخرى تحت الأرض، وتمت مشاركة إحداثيات المستشفى من قبل الأمم المتحدة وفق آلية عدم التضارب، وعرف النظام هذه الإحداثيات وقام بقصفه مرة أخرى، وكان المشفى يقدم خدمات طبية لـ 3650 شخصاً كل شهر".
وبيّن أنه في اليوم نفسه الذي قصف فيه نظام الأسد المستشفى، كانت الضربات الجوية الروسية تقصف قرب المعبر الحدودي الوحيد المصرح به من الأمم المتحدة مع سوريا، ما أسفر عن مقتل مدني، وتدمير الإمدادات الإنسانية، "الأمر الذي يعرّض الطريقة الأكثر فعالية لإيصال المساعدات إلى الشعب السوري للخطر".
ودعا بلينكن أعضاء مجلس الأمن إلى إيجاد قيم إنسانية مشتركة لاتخاذ قرار مجدٍ من شأنه تخفيف المعاناة عن الشعب السوري. وأضاف "لديّ طفلان صغيران، وأظن أن العديد من أعضاء هذا المجلس لديهم أطفال صغار أو أحفاد، إنني أفكر في طفليّ عندما أفكر في الأطفال السوريين، وأنتم فكّروا في أطفالكم، وانظروا في قلوبكم، ثم تحدثوا إلى زملائكم، وعلى الرغم من اختلافاتنا، علينا أن نجد طريقة لفعل شيء ما لمساعدة الناس، هذه مسؤوليتنا وعار علينا إذا لم نوفِ بها".
وأكد أنه "بينما تركز جلسة اليوم على الأزمة الإنسانية في سوريا، من المهم أن نلاحظ أن الحل الوحيد الطويل الأمد لهذه المعاناة هو من خلال تسوية سياسية وحل دائم للنزاع، على النحو المبين في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".
وحث وزير الخارجية الأميركي مجلس الأمن الدولي على إعادة فتح المعابر والسماح بوصول المساعدات للسوريين شمال غربي البلاد.
وطالب بعدم تسييس المسألة الإنسانية في سوريا، وأضاف "دعونا نعيد الترخيص للمعبرين الحدوديين اللذين تم إغلاقهما (اليعربية الحدودي مع العراق، وباب السلامة الحدودي مع تركيا) ونعيد ترخيص المعبر الحدودي الوحيد الذي لا يزال مفتوحا (معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا)".
وأكد على ضرورة ضمان حصول السوريين على المساعدات التي يحتاجون إليها، من خلال المعابر الحدودية باعتبارها "الطريقة الأكثر فعالية"، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي سبب وجيه لإبقاء المعابر مغلقة.
وأضاف بلينكن أنه "من المهم الاتفاق بأن الحل الوحيد للوضع في سوريا هو الحل السياسي الذي ينهي النزاع"، مبيناً أن "نظام الأسد لن يلبي الاحتياجات الإنسانية للسوريين، وعلى المجتمع الدولي أن يقوم بذلك".