قام عميل للاستخبارات الكندية بتهريب شاميما بيغوم مع صديقتيها إلى سوريا بحسب ما أوردته تقارير، إذ هربت بيغوم من شرقي لندن إلى سوريا وهي ما تزال طالبة في المدرسة بعمر الخامسة عشرة برفقة صديقتيها كاديزا سلطانة وأميرة عباسي وذلك لتقمن بالانضمام إلى ما يعرف باسم تنظيم الدولة قبل سبع سنوات من اليوم.
إلا أن شاميما أنكرت تورطها في أي نشاطات إرهابية، وقد طعنت بقرار حكومة بلدها القاضي بتجريدها من الجنسية، في حين وردت أنباء عن مقتل سلطانة بغارة روسية، أما عباسي فقد أصبحت في عداد المفقودين.
وبحسب ما أوردته شبكة بي بي سي وصحيفة تايمز فإن محمد الرشيد الذي كان عميلاً مزدوجاً يتعاون مع الكنديين، التقى بتلك الفتيات في تركيا قبل أن يأخذهن إلى سوريا في شباط 2015، كما أكدت كلتا الوسيلتين الإعلاميتين بأن الرشيد كان يقدم المعلومات للاستخبارات الكندية في أثناء تهريبه للأشخاص لينضموا إلى تنظيم الدولة.
إلا أن ناطقاً باسم الحكومة البريطانية أعلن بأن السياسة التي تنتهجها بلاده منذ أمد بعيد تقضي بعدم التعليق على العمليات الاستخبارية أو الأمور التي تتصل بالأمن.
"لم نكن نفقه شيئاً"
وفي مدونة صوتية ستنشرها بي بي سي قريباً تحت عنوان: "لست بوحش"، نُقل عن بيغوم قولها: "الرشيد هو من نظم الرحلة بكاملها من تركيا إلى سوريا... إذ لا أعتقد أنه كان بوسع أحد دخول سوريا وقتئذ من دون مساعدة المهربين. كما أنه ساعد الكثير من الأشخاص على القدوم... كنا نفعل كل ما يطلبه منا لأنه كان يعرف كل شيء، أما نحن فلم نكن نفقه شيئاً".
في شباط 2019، تم العثور على بيغوم وهي حامل في شهرها التاسع، وذلك في أحد مخيمات النازحين بسوريا، إلا أنها جردت من جنسيتها البريطانية بعد فترة قصيرة لأسباب أمنية.
لكنها قررت أن تطعن بقرار وزارة الداخلية القاضي بتجريدها من الجنسية، كما طالبت بالسماح لها بالعودة إلى المملكة المتحدة لتتابع الطعن في الحكم من هناك.
وفي تموز 2020، أصدرت محكمة الاستئناف حكمها الذي يقضي بأن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها لبيغوم أن تطعن في الحكم بطريقة عادلة وفعالة تتمثل بالسماح لها بالعودة إلى المملكة المتحدة لتواصل الطعن من هناك.
غير أن وزارة الداخلية البريطانية عارضت ذلك القرار وطعنت به أمام المحكمة العليا بعد أربعة أشهر على صدوره، حيث حكمت تلك المحكمة في شباط 2021 بعدم جواز دخول بيغوم إلى المملكة المتحدة لتستأنف الطعن في الحكم.
ثروة لمكافحة الإرهاب
وفي الصيف الماضي، وخلال مقابلة أجريت معها، ذكرت بيغوم بأنها ترغب بالعودة إلى المملكة المتحدة لتواجه الاتهامات التي ظهرت ضدها، كما ناشدت رئيس الوزراء البريطاني بشكل مباشر ليسمح لها بالعودة لأنها أصبحت بمنزلة ثروة يمكن استغلالها لمكافحة الإرهاب، وأضافت بأنها غرر بها حيث تم إقناعها بالهرب إلى سوريا عندما كانت طفلة حمقاء يؤثر بها كل شيء على حد وصفها، كما حكت كيف تزوجت من هولندي اعتنق الإسلام اسمه ياغو ريديجك بعد عشرة أيام من وصولها إلى مناطق تنظيم الدولة.
وسبق أن ذكرت لصحيفة التايمز بأنها غادرت الرقة في كانون الثاني 2017 برفقة زوجها وولديها، إذ كان عمر ابنتها وقتئذ عاماً واحداً، وابنها ثلاثة أشهر فقط، لكنهما توفيا.
أما طفلها الثالث فقد فارق الحياة في مخيم الروج في آذار 2019 بعد ولادته بفترة قصيرة.
المصدر: بلومبيرغ