أثار انتشار بعوض "كيولكس تارساليس" حالة من القلق في الأوساط الصحية بألمانيا، بعد أن تم رصده كناقل رئيسي لفيروس غرب النيل، الذي شهد هذا العام انتشاراً ملحوظاً في البلاد
وعلى الرغم من صغر حجم هذه الحشرة، إلا أن قدرتها على نشر الفيروسات لمسافات بعيدة تزيد من مخاوف المسؤولين والجهات المعنية في ألمانيا.
وبحسب شركة "أزيليس" الأميركية لتوزيع المبيدات، يُعرف بعوض "كيولكس تارساليس" بقدرته على الطيران لمسافة تصل إلى 15 ميلاً من موقع تكاثره، مما يجعله ناقلاً فاعلاً لفيروسات خطيرة، منها فيروس غرب النيل.
ويكمن خطر فيروس غرب النيل، الذي تنقله هذه الحشرة، في إمكانيته التسبب بأمراض عصبية حادة، ما يزيد من المخاوف بشأن انتشاره، ويدفع مسؤولي الصحة إلى تكثيف المراقبة والمكافحة.
إصابات فيروس غرب النيل في ألمانيا
أعلن معهد "روبرت كوخ" الألماني لمكافحة الأمراض عن تسجيل 26 حالة إصابة بفيروس غرب النيل هذا العام، جميعها انتقلت من بعوض محلي، من بينها 13 حالة لمتبرعين بالدم لم تظهر عليهم أعراض.
وبحسب تقارير المعهد الألماني، تضمنت الحالات أربع إصابات وصفت بأنها خطيرة جداً، مما يزيد من حدة القلق حول سرعة انتشار الفيروس.
وخلال السنوات الماضية، رصد المعهد 7 حالات في عام 2023 و17 حالة في عام 2022، إلا أن الأعداد الحقيقية قد تكون أكبر بكثير، إذ تُقدّر نسبة الحالات غير المسجلة بنحو 80% من الإصابات، وذلك نظراً لعدم ظهور أعراض على معظم المصابين.
مخاطر العدوى وأعراضها
يشير معهد "روبرت كوخ" إلى أن نحو 20% من المصابين يظهرون أعراضاً خفيفة مثل الحمى والطفح الجلدي، والتي غالباً ما تمر من دون تشخيص دقيق، في حين تتزايد خطورة المرض لدى كبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، إذ تتطور العدوى في 1% من الحالات إلى أعراض عصبية شديدة.
وبحسب المعهد، ينتقل الفيروس بشكل أساسي عبر بعوض "كيولكس"، الذي ينتقل بين الطيور البرية، مما يتيح له نقل العدوى إلى البشر وبعض الثدييات الأخرى، ويجعله الناقل الرئيسي للمرض في ألمانيا.