icon
التغطية الحية

بعد 13 عاماً .. تأكيد مقتل المفكر الإسلامي عبد الأكرم السقا في سجون النظام

2024.08.22 | 13:10 دمشق

آخر تحديث: 25.08.2024 | 12:30 دمشق

عبد الأكرم السقا
نجل الشيخ عبد الأكرم السقا يلعن وفاة والده تحت التعذيب في سجون النظام
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص: 

  • الشبكة السورية لحقوق الإنسان تدين مقتل المفكر الإسلامي المعاصر، عبد الأكرم السقا تحت التعذيب في سجون النظام السوري بعد اعتقاله وإخفائه قسرياً لمدة تقارب 13 عاماً.
  • الشيخ السقا كان مفكراً إسلامياً معاصراً ومؤسساً لعدة مؤسسات دينية وتعليمية في مدينة داريا بريف دمشق.
  • اعتقلته قوات النظام السوري في يوليو 2011 وأدرج لاحقاً على أنه متوفى في السجل المدني دون توضيح سبب الوفاة أو تسليم جثمانه.
  • السقا كان يعاني أمراضاً متعددة قبل اعتقاله، وترجح الشبكة وفاته بسبب التعذيب والإهمال الطبي.

دانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان حادثة مقتل عبد الأكرم السقا تحت التعذيب في سجون النظام، بعد اعتقاله وإخفائه قسرياً قرابة 13 عاماً، وتسجيله على أنه متوفى في دوائر السجل المدني التابعة للنظام السوري.

الشيخ السقا هو مفكر إسلامي معاصر ومن المفكرين الإسلاميين المجددين، أسس الجمعية الخيرية والثانوية الشرعية في مدينة داريا غربي محافظة ريف دمشق، ومن أبناء مدينة داريا، وُلد في عام 1944، واعتقلته عناصر قوات النظام السوري في 14 تموز 2011 إثر مداهمة منزله في مدينة داريا.

ومنذ ذلك الوقت تقريباً، كان في عداد المختفين قسرياً، نظراً لإنكار النظام السوري احتجازه أو السماح لأحد، ولو كان محامياً، بزيارته.

من هو "عبد الأكرم السقا"؟ 

عُرف السقا بنشاطه التوعوي المجتمعي، وكان إماماً وخطيباً في مسجد أنس بن مالك في مدينة داريا. كما أنشأ فيه معهد الأسد لتحفيظ القرآن الكريم عام 1988، وكان من أوائل المعاهد في سوريا، وبقي مديراً له حتى نهاية عام 2000.

كما أنشأ داراً للطباعة والنشر والتوزيع عرفت باسم "دار السقا" في مدينة داريا، ونشر فيها عدداً من الكتب العلمية والثقافية والاجتماعية والفكرية.

ومع انطلاق الثورة السورية في آذار 2011، شارك في التظاهرات السلمية المناهضة للنظام السوري في مدينة داريا، وكان له شعبية بين السكان.

ولهذا، كان هو وأمثاله هدفاً استراتيجياً ونوعياً للنظام السوري، الذي سخَّر كامل طاقته لملاحقتهم واعتقالهم دون أي مسوغٍ قانوني، وإخفائهم قسرياً في مراكز احتجازه.

وفي 20 آب الحالي، حصلت عائلة السقا على بيان وفاة من دائرة السجل المدني في مدينة داريا، يوضح أنه مسجل فيه على أنه توفي في 3 تشرين الثاني 2014، دون أي تفاصيل أخرى عن سبب الوفاة، أي أنه قد توفي بعد قرابة ثلاثة أعوام ونصف من تاريخ اعتقاله.

وأكدت الشبكة أن عبد الأكرم كان يحتاج إلى الرعاية الصحية وتلقي الأدوية بسبب معاناته من أمراض متعددة قبيل اعتقاله، مرجحة بشكلٍ كبير وفاته بسبب التعذيب وإهمال الرعاية الصحية، وأن قوات النظام السوري لم تعلن عن الوفاة حين حدوثها، ولم تُسلِّم جثمانه لذويه.

كما شددت على أن النظام السوري لا يزال حتى الآن لا يسلم الجثامين إلى أهلها كي يتم دفنها في مقابر لائقة، وبدون تسليم الجثمان لا تعتبر هذه الوثيقة كشفاً كاملاً عن الحقيقة.

وكحال عشرات آلاف العائلات السورية، لم تتمكن عائلته من اتخاذ أية إجراءات قانونية لمعرفة أسباب وفاته أو مجرد الحصول على جثمانه، لأن النظام السوري يرفض تسليم الجثامين بشكل قاطع.

ومنذ مطلع عام 2018، سجلت الشبكة قيام النظام السوري بتسجيل مختفين قسرياً على أنهم متوفون في دوائر السجل المدني، واستعرضت في تقارير سابقة تفاصيل هذه المعلومات.

وما تزال أسر ضحايا المختفين قسرياً تتلقى نبأ وفاة أبنائها المختفين عبر دوائر السجل المدني حتى اليوم، وقد بلغ عدد الحالات الموثَّقة لديها حتى لحظة إصدار هذا البيان 1634 حالة، بينهم 24 طفلاً، و21 سيدة (أنثى بالغة)، و16 حالة من الكوادر الطبية، وجميعهم لم يُذكر سبب الوفاة، ولم يسلم النظام الجثث للأهالي أو حتى يُعلمهم بمكان دفنها.

وأكدت الشبكة أن النظام السوري يتحمل مسؤولية كشف مصير المختفين قسرياً لديه بشكل ملزم وجدي، وإجراء تحقيقات مستقلة بإشراف أممي تكشف حقيقة ما تعرضوا له من انتهاكات، ومحاسبة المسؤولين، وتسليم رفات من توفي منهم لدفنها بشكل كريم وفقاً للآلية التي اتبعها عبر دوائر السجل المدني، والتي لم يقم النظام السوري عبرها بإيضاح مصير المختفين قسرياً بشكل نهائي بل تشكل إدانة له؛ فهو من قام باعتقالهم وإخفائهم ثم أنكر مسؤوليته عن ذلك ثم سجلهم كمتوفين في دوائر السجل المدني.

وأكدت أن جريمة الاختفاء القسريم ما تزال مستمرة، ووفقاً للقانون الدولي، سوف يبقى هؤلاء في عداد المختفين قسرياً والمتهم الرئيس بإخفائهم هو النظام السوري.

وطالبت الشبكة بفتح تحقيق فوري مستقل في جميع حوادث الاعتقال والتعذيب التي وقعت، وبشكلٍ خاص في هذه الحادثة الهمجية، والتي تثبت مجدداً وحشية النظام السوري، وتؤكد المطالب العادلة للشعب السوري بضرورة تغيير النظام المتوحش إلى نظام سياسي يحترم حقوق الإنسان، ويدافع عن الشعب السوري.

وأعلنت عائلة الشيخ عبد الأكرم السقا، أمس الأربعاء، وفاته في سجون النظام السوري بعد 13 عاماً من اعتقاله، وقال ابنه جلال السقا، عبر "فيس بوك" إن والده المعتقل منذ يوليو/ تموز 2011، جرى تثبيت وفاته في السجلات المدنية نهاية عام 2014.