بعد ساعات من انتشار تسريبات وثائق "باندورا" أعاد ناشطو وسائل التواصل الاجتماعي التذكير بما يسمى "لعنة بشار الأسد"، خصوصاً أن الكشف عن الوثائق الجديدة تم بعد ساعات قليلة فقط من المكالمة التي أجراها رأس النظام في سوريا مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي ورد ذكره في تلك التسريبات.
وأعلن الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية، يوم الأحد، نتائج أكبر تحقيق استقصائي عن السرية المالية باسم "وثائق باندورا"، التي تكشف تورط نحو 35 من القادة الحاليين والسابقين، وأكثر من 300 مسؤول حكومي في ملفات الشركات التي تتخذ من الملاذات الضريبية مقراً لها، وذلك بعد تحليل نحو 12 مليون وثيقة أطلق عليها اسم "وثائق باندورا".
وتمكن برنامج بانوراما في "بي بي سي"، وبي بي سي عربي، من تحقيق مشترك مع صحيفة الغارديان البريطانية والشركاء الإعلاميين الآخرين، من الوصول إلى 12 مليون وثيقة من 14 شركة خدمات مالية في دول من بينها جزر العذراء البريطانية، وبنما ودولة بليز وقبرص والإمارات العربية المتحدة وسنغافورة وسويسرا.
ملك الأردن "إذ أصابته لعنة الأسد"
وذكرت وثائق "باندورا" أن الملك الأردني أسس ما لا يقل عن 30 شركة تهرب ضريبي في بلدان أو مناطق تعتمد نظاماً ضريبياً متساهلاً، اشترى من خلالها 15 عقاراً فخماً في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بقيمة تزيد على 106 ملايين دولار، منذ توليه السلطة في عام 1999.
من جانبه، قال الديوان الملكي الأردني في بيان، يوم الإثنين إن "الملك يمتلك عدداً من الشقق والبيوت في أميركا وبريطانيا، وهذا ليس بأمر جديد أو مخفي، ويستخدم الملك بعض هذه الشقق في أثناء زياراته الرسمية..".
وأكّد الديوان الملكي أن هذه "الادعاءات الباطلة تمثل تشهيراً بالملك وسمعة المملكة ومكانتها بشكل ممنهج وموجّه، خاصة في ظل مواقف الملك ودوره الإقليمي والدولي".
ويعدّ الأردن من أفقر دول المنطقة، فلا يملك نفطاً في أراضيه، ولديه شحّ في الموارد المائية، إضافة إلى أن المملكة تعتمد على المساعدات الخارجية لدعم شعبها وإيواء ورعاية ملايين اللاجئين.
وفي ظل الوضع الاقتصادي المتردي يحاول الأردن جاهداً إعادة تعويم نظام الأسد عربياً ودولياً عبر مبادرة حملها العاهل الأردني إلى البيت الأبيض وعرضها على الرئيس الأميركي جو بايدن، تتضمن تقليص عقوبات واشنطن المفروضة على الأسد بما يخدم المصالح الأردنية.
وبعد سلسلة من زيارات التطبيع التي أجراها وزراء ومسؤولون في حكومة الأسد إلى الأردن، أجرى بشار الأسد مكالمة هاتفية علنية هي الأولى منذ عام 2011 مع الملك عبد الله الثاني، وبعد ساعات فقط انتشرت وثائق "باندورا" في وسائل الإعلام.
هذه الحادثة التي قد تشعل أزمة داخلية في الأردن، دفعت ناشطين وصحفيين سوريين وعربا للحديث عن "لعنة الأسد" التي لحقت الأردن من جراء إعادة العلاقات معه رغم جرائم الحرب التي ارتكبها النظام في سوريا على مدار 10 سنوات ماضية، وتدفق مئات آلاف اللاجئين إلى الأردن.
صباح الفضائح يا سيدنا @KingAbdullahII
— أحمد حذيفة (@AhmadTalk) October 4, 2021
ما بعرف لو جلالتها @queenrania عم تطلعك على نقاشات تويتر، بس لو متابعة؛ لازم خبرتك أنو المغردين توقعوا مبكرًا أنو مع أول خطوة باتجاه علاقة مع المتوحش بشار الأسد، لح تصيبك لعنة، لعنة ضحاياه.
وصدقني، فضيحة #وثائق_باندورا هي مجرد بداية.
"بشار الأسد" تعويذة شر مطلق، ثقب أسود لرجس الوجود، والأصنص الأكثر كثافة لقذارة العالم، الاقتراب منه لطخة تمحو الشرف، وتحيته تغطيس يد في جماجم كل أطفال آدم، ومدحه بحرف هو رفع إصبع شيطان في وجه الله
— أحمد أبازيد (@abazeid89) May 21, 2021
كل واحد عم يطبع مع نظام الاسد المجرم راح تجي لعنة من الشعب السوري المظهد مثل الريس السوداني البشير وهله ان شاء الله نشوف هالمنغولي الملك عبدالله ان شاء الله نهاية مثل البشير كمان
— Hseein (@Hseein11) October 3, 2021
عمر البشير.. أول المطبعين المتساقطين
ولم يكن حال الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير أفضل حالاً بعد أن أجرى زيارة إلى دمشق نهاية عام 2018، كأول زعيم عربي يطبع مع بشار الأسد بعد انطلاق الثورة السورية، حيث انطلقت بعد أيام فقط مظاهرات عارمة في مختلف المدن السودانية، وسط أزمات اقتصادية متردية.
ولم يتمكن البشير من فتح باب التطبيع بشكل واسع أمام بشار الأسد رغم الترويج المكثف الذي عمل عليه إعلام النظام، حيث تحرك الجيش السوداني واعتقله مع العديد من رموز حكمه، وأودعهم السجون.
رئيس حكومة أبخازيا.. نهاية مأساوية
ولعل الأسوأ حظاً كان "غينادي غاغوليا" رئيس وزراء "جمهورية أبخازيا" الذي قد لاقى حتفه، عقب زيارة أجراها لدمشق والتقى فيها بشار الأسد في أيلول 2018، وتم التوقيع على ما سمي "معاهدات صداقة" بين الطرفين.
وبعد عودة رئيس الوزراء الأبخازي من سوريا إلى بلاده تعرض لحادث سير أودى بحياته في طريقه من مطار سوتشي إلى جمهوريته الأم، وفق "قناة روسيا اليوم".
وتعد أبخازيا إحدى دول الاتحاد السوفياتي السابق، والمعترف باستقلالها حديثاً، إضافة إلى أن النظام الحاكم يعتبر من الأنظمة الموالية لحكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
جواد ظريف.. استقالة مستعجلة
وفي شهر شباط عام 2019، فاجأ جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني السابق العالم بتقديم استقالته من المنصب، في الوقت الذي كان بشار الأسد يجري زيارة رسمية إلى إيران.
وحينها قال الصحفي الإيراني حسين دليران من وكالة "تسنيم"، المقربة من الحرس الثوري، إن "ظريف لم يحضر اجتماعات المسؤولين الإيرانيين مع بشار الأسد في طهران".
أما وكالة "فارس" الإيرانية" التي تعد شبه رسمية، ومقربة من الحرس الثوري، فنشرت أن مصدراً مطلعاً داخل وزارة الخارجية، قال عن استقاله ظريف من منصبه، إن السبب في استقالته يعود إلى عدم التنسيق معه من كبار مسؤولي رئاسة الجمهورية لحضور لقاء الرئيس حسن روحاني مع بشار الأسد الذي زار طهران حينها".