البث المباشر
يبدو أن مشاهد فرار الشبان الروس من بلادهم عقب إعلان رئيسهم فلاديمير بوتين "التعبئة الجزئية" واستدعاء قوات الاحتياط، قد شكلت صدمة عنيفة وفضيحة مدوية لم تكن بحسبان الكرملين.
وفي محاولة لتدارك حالة الرفض والهرب التي أفرزها إعلان بوتين التعبئة في الجيش الروسي من خلال استدعاء 300 ألف جندي احتياط، أصدرت الحكومة الروسية أمس الخميس قراراً يكفل وظائف الشبان الروس الذين تم استدعاؤهم للخدمة ضمن صفوف الاحتياط، وحقهم في العودة إلى أعمالهم بعد تسريحهم من الخدمة.
وبحسب ما نقل موقع "روسيا اليوم"، فقد ورد في قرار الحكومة أن "المواطنين الذين سيتم استدعاؤهم للتعبئة سيتمكنون من الاحتفاظ بسريان عقود عملهم والعودة إلى وظائفهم لشغلها على الحقوق نفسها بعد تسريحهم"، مضيفة أنها أدخلت "التعديلات اللازمة على تشريعات العمل ووقع رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين على القرار".
إضافة إلى ذلك، أصدرت وزارة الدفاع الروسية بدورها بياناً تضمّن "إيضاحات" حول التعبئة الجزئية التي أعلن عنها بوتين أول أمس الأربعاء في إطار الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا.
وقالت الوزارة إنه "سيتم استدعاء الرماة ومن خدموا في سلاح الدبابات والمدفعية والسائقين والميكانيكيين"، مضيفة أنه "لم يتم تحديد ترتيب استدعاء المواطنين الروس من الاحتياط ولكن تعطى الأولوية لأصحاب التخصصات العسكرية".
وأشارت إلى أن أحد العوامل الرئيسة في التعبئة "وجود خبرة قتالية لدى المواطنين الروس الذين تم استدعاؤهم"، زاعمة أنه قرابة 10 آلاف شخص حضروا خلال اليوم الأول من التعبئة الجزئية إلى مراكز التجنيد "طوعاً" وفق البيان.
كما لفتت الوزارة إلى أنه سيحصل المواطنون المستدعون على بدل خدمة وفقاً لأجورهم حسب رتبهم العسكرية ووظائفهم.
الروس يفرون من "التعبئة الجزئية" ونفاد تذاكر السفر
وبعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية والاستدعاء الفوري لـ300 ألف جندي من قوات الاحتياط، نفدت تذاكر الرحلات الجوية المغادرة من روسيا بعد أن سجّلت أسعاراً خيالية بسبب تسابق المواطنين الروس على حجزها.
وأثار إعلان الرئيس الروسي الذي أدلى به في خطاب تلفزيوني صباح أول أمس الأربعاء بشأن التعبئة الجزئية (وهو الأول في روسيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية) مخاوف من عدم السماح لبعض الرجال في سن التجنيد بمغادرة روسيا.
وأظهرت بيانات "غوغل تريندس" ارتفاعاً حاداً في عمليات البحث على "أفياسيل"، وهو الموقع الأكثر شعبية في روسيا لشراء تذاكر الرحلات الجوية. وفق ما ذكرت وكالة (رويترز).
ونفدت تذاكر الرحلات الجوية المباشرة من موسكو إلى إسطنبول في تركيا ويريفان في أرمينيا، وهما وجهتان تسمحان للروس بالدخول بدون تأشيرة، يوم الأربعاء، وفقا لبيانات شركة أفياسيل.
ولم تعد هناك أماكن متوفرة في بعض الرحلات غير المباشرة أيضاً، مثل الرحلات من موسكو إلى تفليس، مع وصول كلفة أرخص الرحلات الجوية من موسكو إلى دبي إلى أكثر من 300 ألف روبل (خمسة آلاف دولار)، وهو خمسة أضعاف متوسط الأجور الشهرية تقريباً.
