ملخص:
- وفاة شاب سوري وعائلته غرقاً في نهر "درينا" الحدودي بين صربيا والبوسنة.
- الشاب لقي حتفه بعد محاولة ثانية للوصول إلى أوروبا هرباً من الحرب والفقر.
- الحادثة وقعت بعد انقلاب قارب يحمل 30 مهاجراً ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص.
- مخاطر الغرق والموت تلاحق اللاجئين السوريين في رحلات البحر المحفوفة بالمخاطر.
- النظام السوري والسياسات القمعية يدفعان السوريين للهجرة عبر قوارب الموت.
فارق شاب سوري وزوجته وطفلته الحياة غرقاً في نهر "درينا" الحدودي بين صربيا والبوسنة، في أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا هرباً من ويلات الحرب والفقر بحثاً عن حياة أفضل.
ونعى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الشاب أحمد إبراهيم هلال، وزوجته خديجة نجيب شعبان، وطفلتهما لانا، إثر غرقهم يوم الخميس الفائت على حدود صربيا الغربية، في حين نجا ثلاثة من أفراد العائلة (طفلتان وطفل).
وينحدر هلال من مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، وهذه المرة الثانية التي يحاول فيها الوصول إلى أوروبا، إذ نجا في عام 2018 من الموت بعد غرق مركب مهاجرين كان على متنه قبالة الشواطئ القبرصية.
ويوم الخميس الفائت، أفاد مسؤولون في كل من البوسنة وصربيا بمقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص بعد انقلاب قارب كان يقلّ نحو 30 طالب لجوء في نهر "درينا" الحدودي بين البلدين.
وانتشلت السلطات الصربية جثث عشرة طالبي لجوء لقوا حتفهم في أثناء محاولتهم عبور النهر على الحدود الغربية لصربيا مع البوسنة، بينما تمكن 18 طالب لجوء من النجاة، بينهم 16 سورياً ومصريان.
وفي بادئ الأمر، أفاد وزير الداخلية الصربي إيفيكا داتشيتش بأن 18 مهاجراً، بينهم ثلاثة أطفال، تمكنوا من العبور إلى البوسنة، من بين 25 شخصاً كانوا على متن القارب عندما انقلب، لكنه قال في وقت لاحق إن عدد الضحايا وصل إلى عشرة، مما يشير إلى أن هناك المزيد من المهاجرين على متن القارب عندما انقلب.
وقال داتشيتش: "تم العثور على جثة طفل رضيع يبلغ من العمر تسعة أشهر، وكان الطفل مع والدته التي تم انتشال جثتها من النهر في وقت سابق من يوم الخميس"، وفق وكالة "أسوشيتد برس".
من جانبه، قال مسؤول الطوارئ البوسني بوريس ترنينيتش في وقت سابق إن "هناك نحو 30 شخصاً على متن القارب، تمكن 15 منهم من الوصول إلى بر الأمان".
رحلة الموت إلى أوروبا
يواجه اللاجئون السوريون مخاطر جسيمة في أثناء محاولاتهم الوصول إلى أوروبا، حيث يعتبر البحر الأبيض المتوسط أحد أخطر المسارات التي يسلكها السوريون في رحلاتهم المحفوفة بالمخاطر.
وتتفاقم هذه المخاطر عند استخدام قوارب غير آمنة ومكتظة، وغالباً ما تكون متهالكة، ما يزيد من احتمالات الغرق، علماً بأن تلك القوارب تشغلها شبكات تهريب البشر التي تستغل حاجة اللاجئين الماسة للفرار من ظروفهم الصعبة، دون أخذ سلامتهم بعين الاعتبار.
ويشكل الغرق والموت الخطر الأكبر على هؤلاء اللاجئين، حيث تشير التقارير إلى وقوع آلاف الضحايا في البحر المتوسط خلال السنوات الأخيرة، وغالباً ما يفقد اللاجئون حياتهم بسبب تدهور ظروف الطقس وانقلاب القوارب نتيجة حمولة زائدة أو تلف في المعدات.
ويلعب النظام السوري دوراً رئيسياً في دفع السوريين إلى ركوب البحر هرباً من أوضاع البلاد المتدهورة، إذ تجبرهم سياسات القمع والحرب المستمرة والانهيار الاقتصادي على الهجرة قسراً بحثاً عن ملاذ آمن.
ورغم وعيهم بالمخاطر الشديدة المرافقة لرحلة الهروب عبر البحر، يجد اللاجئون أنفسهم مضطرين للمغامرة بحياتهم لعدم وجود خيارات أخرى أمامهم.
كما يفاقم غياب ملاذ آمن للسوريين في الداخل أو دول الجوار من هذه الأزمة، فالمدن السورية التي تعاني من دمار واسع وتدهور الخدمات الأساسية لم تعد قادرة على استيعاب السكان أو توفير الأمن لهم.
حتى المجتمعات المضيفة في دول الجوار، مثل لبنان والأردن وتركيا، تعاني من اكتظاظ وظروف معيشية غير ملائمة، ما يدفع السوريين للبحث عن فرصة للعيش في أوروبا رغم المخاطر الهائلة.
من جهة أخرى، فشل النظام الدولي في توفير حلول دائمة وفعالة لحماية هؤلاء اللاجئين وإعادة توطينهم، مما يدفع المزيد منهم للبحث عن طرق خطرة وغير قانونية للوصول إلى بر الأمان.
كما أن استجابة الحكومات الأوروبية للأزمة لا تزال محدودة، حيث تركز معظمها على منع تدفق المهاجرين بدلاً من معالجة جذور المشكلة أو توفير قنوات هجرة آمنة.