اغتال مجهولون القيادي السابق في المعارضة خلدون الزعبي، بشكل مباشر بالقرب من حاجز السكة القريب من حي الضاحية في درعا، خلال عودته من مفاوضات مع النظام، ما أدى إلى مقتله ومقتل أربعة من رفاقه وإصابة آخرين، في حين اتهم ناشطو المحافظة النظام بالوقوف وراء عملية اغتياله، وشبهوها بنفس عملية اغتيال القيادي السابق في الجيش الحر أدهم الكراد.
وجرت عملية الاغتيال خلال عودة الزعبي من اجتماع دعاه إليه رئيس فرع الأمن العسكري بمدينة درعا لؤي العلي، للتفاوض بشأن المنطقة الغربية من درعا، والتحقق من تنفيذ بنود الاتفاق الذي أنهى التصعيد العسكري في مدينة طفس قبل أيام، وفق ما نقل موقع "تجمع أحرار حوران"، مساء أمس.
وقتل في عملية الاغتيال إلى جانب الزعبي، يزن الرشدان، ومحمود الرمضان، ومحمد الصلخدي، وجميعهم من طفس، بالإضافة إلى "خليف" وهو عسكري منشق من ريف حماة، فضلاً عن إصابة 5 آخرين، أبرزهم القيادي محمد جاد الله الزعبي المنحدر من اليادودة، وجميع القتلى والمصابين يتبعون لمجموعة الزعبي.
قرار الاغتيال صدر قبل نهاية الاجتماع
واتخذ قرار تصفية الزعبي ومجموعته قبل نهاية الاجتماع الأمني، وفق ما نقل "تجمع أحرار حوران" عن مصادر محلية، رجحت أن الأوامر صدرت من العلي، لأن مجموعة الزعبي ترفض الانضمام للنظام، وتحاول التوصل إلى اتفاق من دون تسليم السلاح والخروج من المنطقة.
وتعرض وفد الزعبي، المكون من ثلاث سيارات، لقذيفة "آر بي جي" (ROG)، تلاها اشتباكات وإطلاق نار استمر نحو نصف ساعة، في منطقة تخضع بالكامل لسيطرة النظام، في منطقة المفطرة الواقعة بين بلدة اليادودة وحي الضاحية في مدخل مدينة درعا.
من هو خلدون الزعبي؟
قال الباحث السوري أحمد أبازيد إن خلدون الزعبي من قادة الجيش الحر في الجنوب، وممثل طفس في المفاوضات الأخيرة مع النظام، وكانت مجموعته "الحاجز الأقوى ضد تمدد النظام والميليشيات الإيرانية في ريف درعا الغربي".
وأشار أبازيد إلى أن لؤي العلي أصدر قراراً بتتبع الزعبي ومجموعته وقتلهم في عودتهم، وأن هذه الحادثة تكررت تماماً مع القيادي أدهم الكراد سابقًا في الـ 14 من تشرين الأول عام 2020، وقبله اللجنة المركزية في الريف الغربي في الـ 27 من أيار عام 2020، وكلاهما أثناء عودتهم من جلسة تفاوض أشبه بالفخ.
اغتيال خلدون الزعبي، من قادة الجيش الحر في الجنوب، وممثل طفس في المفاوضات الأخيرة مع النظام، كانت مجموعته الحاجز الأقوى ضد تمدد النظام والميليشيات الإيرانية في ريف #درعا الغربي
— أحمد أبازيد (@abazeid89) August 25, 2022
قُتل برصاص حاجز النظام قرب المفطرة، بعد عودته من جلسة تفاوض مع لؤي العلي، في كمين معدّ مسبقاً
رحمه الله pic.twitter.com/yerKrOt9Mj
وقال أبازيد: "خلدون الزعبي هو الشهيد السادس بين إخوانه، استشهدوا جميعًا في القتال ضد نظام الأسد أو برصاصه وقصفه. منيف بديوي الزعبي 27-9-2011 أدهم بديوي الزعبي 12-8-2012 يوسف بديوي الزعبي 1-10-2012 محمود بديوي الزعبي 3-8-2020 زيدان بديوي الزعبي 30-7-2021 خلدون بديوي الزعبي 25-8-2022".
ماذا يجري في طفس؟
وفي 7 من آب الجاري، توصلت لجنة التفاوض عن مدينة طفس إلى اتفاق مع النظام يقضي بخروج المطلوبين من مدينة طفس مقابل انسحاب الجيش من النقاط التي تقدم إليها جنوبي المدينة، إلا أن قوات النظام حافظت على نقاطها وواصلت حصار طفس واستهدافها بالمدفعية في ظل استمرار العمليات العسكرية واستقدام التعزيزات.
وتحاصر قوات النظام مدعومة بميليشيات "لواء العرين 313" البساتين الزراعية جنوبي مدينة طفس في ريف درعا الغربي وتمنع المزارعين من الوصول إليها ما تسبب بضرر المحاصيل الزراعية بشكل كبير حيث بلغت خسارة الفلاحين عشرات الملايين.
وقبل هذا الاتفاق، كثّفت قوات النظام السوري تصعيدها العسكري على مدينة طفس، حيث قصفت بقذائف الدبابات والمدفعية والهاون أطراف المدينة، مستهدفة المزارع الجنوبية، بما فيها منازل المدنيين، وقطعت طريق طفس - درعا الرئيسي بشكل كامل.
اغتيالات سابقة.. الزعبي ليس حالة استثنائية
وكان الشيخ فادي العاسمي أحد مؤسسي المجلس العسكري في درعا، قد اغتيل أيضاً في منتصف شهر آب الجاري، بإطلاق الرصاص عليه من قبل مجهولين على الطريق العام في مدينة داعل بريف درعا الأوسط، ما أدى إلى مقتله على الفور.
ونشط العاسمي كذلك في بعض جولات التفاوض التي أجرتها اللجان المركزية وأعيان ووجهاء محافظة درعا مع النظام السوري والجانب الروسي منذ خروجه من المعتقل.
كما أحصى مكتب توثيق الانتهاكات في "تجمع أحرار حوران"، خلال شهر تموز الفائت، 32 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 30 شخصاً، وإصابة 17 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 5 من محاولات الاغتيال.
وعادة لا تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال التي تحدث في محافظة درعا، لتسجّل تلك العمليات تحت اسم مجهول، في وقتٍ يتهم فيه أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية، من خلال تجنيدها لميليشيات محلّية بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال والتي تطول في غالب الأحيان معارضين للنظام ولمشروع التمدد الإيراني في المنطقة.