البث المباشر
تشهد مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في شمال شرقي سوريا، منذ عدة أيام، أزمة وقود خانقة، وذلك بعد استهداف الجيش التركي لكبرى حقول النفط في محافظة الحسكة.
واستهدفت القوات التركية، خلال الأيام القليلة الماضية، نحو 50 منشأة، بينها حقول نفط ومواقع عسكرية وبنية تحتية وشركات ومعامل تجارية وصناعية في مناطق سيطرة "قسد" شمال شرقي سوريا.
مواطنون من أهالي محافظة الحسكة، قالوا لموقع "تلفزيون سوريا"، إن المنطقة تعاني من نقص كبير في الوقود بعد شن تركيا ضربات جوية استهدفت "مركز السادكوب" وحقول نفط رئيسية تسيطر عليها "قسد" في ريف الحسكة.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو لتجمع مئات الاشخاص أمام محطة وقود في مدينة القامشلي، من أجل الحصول على مادتي المازوت والكاز اللتين تستخدمان للتدفئة والطبخ.
موظف في محطة وقود بمدينة القامشلي، أكد لموقع "تلفزيون سوريا"، أن "غالبية محطات الوقود في المدينة لم تستلم مخصصاتها من البنزين والمازوت والكاز منذ أيام ما تسبب بأزمة وضغط كبير على محطتين وزعتا كمية محدودة من الوقود صباح اليوم الخميس".
وارتفع سعر لتر المازوت والكاز والبنزين في السوق السوداء إلى أكثر من 5 آلاف ليرة سورية من جراء عدم توفرها في محطات الوقود بالمنطقة.
تعليق توزيع مازوت التدفئة حتى إشعار آخر
وقال أبو سليمان (اسم مستعار)، وهو رئيس كومين (لجنة الحي تتبع الإدارة الذاتية) في مدينة الحسكة، إن عملية توزيع مادة المازوت المخصصة للتدفئة علقت حتى إشعار آخر في المنطقة من جراء عدم توفر المحروقات.
وأضاف أن عملية التوزيع كانت في الأساس تعاني من نقص وبطء من جراء نقص الوقود عموماً، وأدت الضربات التركية الأخير إلى توقف عملية التوزيع بشكل كامل باستثناء بعض المدن التي لم تتعرض لهجمات.
خروج كبرى محطات النفط عن الخدمة في الحسكة
بدوره، أكد مهندس في حقول نفط رميلان بريف الحسكة خروج محطات "عودة" عن الخدمة بشكل كامل، وهي أكبر محطات النفط والغاز في محافظة الحسكة.
وأوضح المهندس (الذي اشترط عدم الكشف عن هويته)، أن استهداف تركيا لمركز "سادكوب القامشلي" بقرابة عشرة صواريخ على مدار ثلاثة أيام، ما تسبب بتوقف العمل في المركز وإخلائه بشكل كامل.
ويعد "سادكوب القامشلي" المركز الرئيسي لتزويد المحطات بالوقود والمعامل والمنشآت الصناعية والمزارعين ومولدات الكهرباء بمادة المازوت، وفق المصدر.
تركيا تعلن تدمير 50 منشأة شمال شرقي سوريا
ومساء الثلاثاء، أعلنت الاستخبارات التركية تدمير نحو 50 منشأة لـ"حزب العمال الكردستاني - بي كي كي" في مدن وبلدات عين العرب (كوباني) والقامشلي وعامودا الخاضعة لسيطرة "قسد" في شمال شرقي سوريا.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر أمنية تركية، أن الاستخبارات التركية استهدفت البنية التحتية لـ "بي كي كي" الذي تصنفه أنقرة إرهابياً في سوريا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرّح، السبت الفائت، أنّ تركيا "لن تسمح بأي كيان إرهابي في شمالي العراق أو سوريا مهما كان الثمن".
وأضاف أردوغان، تعليقاً على مقتل جنود أتراك في إقليم كردستان العراق، أنّ "تركيا ستواصل بكل حزم تنفيذ استراتيجيتها في اجتثاث الإرهاب من جذوره حتى القضاء على آخر إرهابي".
يشار إلى أنّه، خلال شهر تشرين الأوّل الفائت، قُتل ما لا يقل عن 40 عنصراً من "قسد" بسلسلة غارات مكثّفة للمسيّرات التركية على مواقع عسكرية وبنية تحتية ومحطات نفط وكهرباء لـ"قسد"، شمال شرقي سوريا.
