بدأت محكمة ألمانية، أمس الأربعاء، بمحاكمة مواطنة يشتبه بانتمائها لـ"تنظيم الدولة" (داعش)، بتهمة "اضطهاد أيزيدية واستعبادها".
وتحاكم المحكمة الإقليمية العليا في كوبلنز المدعوة "نادين. ك" (37 عاماً) الموضوعة في الحبس الاحتياطي منذ عودتها إلى ألمانيا في آذار 2022 بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية واستعباد شخص والتواطؤ في ارتكاب إبادة وجرائم حرب، وفقاً لوكالة الصحافة الألمانية.
وبحسب المحكمة، فإن المشتبه بها لم تعلق بعد على هذه الاتهامات، ومع ذلك، أعلن الدفاع أمس الأربعاء عن أنها ستتكلم في المستقبل أمام المحكمة.
كيف حدثت القصة؟
وبحسب لائحة الاتهام فإن الألمانية "نادين. ك" سافرت مع زوجها السوري إلى سوريا في عام 2014 للانضمام إلى "تنظيم الدولة"، وفي عام 2015 انتقل الزوجان إلى الموصل في العراق؛ حيث عمل الزوج كطبيب يعالج عناصر التنظيم، بينما دعمته زوجته في إدارة المنزل وتربية ابنتيهما.
وكان الزوجان يعيشان في منزل مسروق، حيث كانا يخزّنان أسلحة ومتفجرات، وفقاً للائحة الاتهام.
واعتباراً من ربيع 2016، أحضر الزوج فتاة أيزيدية تبلغ من العمر 22 عاماً إلى المنزل كـ"عبدة له ولزوجته"، ووفقاً للادعاء، فقد قام مقاتلو التنظيم بأسرها في أثناء اقتحام قريتها في عام 2014، ويقول الادعاء إن الشابة أُجبرت على الطهي والتنظيف والاعتناء بأطفال الزوجين.
وأصدرت النيابة الاتحادية في ألمانيا في أيلول الماضي لائحة اتهام بحق "نادين. ك" جاء فيها أن "الزوج كان يغتصب ويضرب المرأة باستمرار، وكانت زوجته تعرف ذلك"، موضحة أن هذه الأخيرة "كانت تراقب بنفسها الأسيرة لكي لا تتمكن من الهرب".
القبض على "نادين. ك"
وانتقل الزوجان والأسيرة إلى سوريا في نهاية 2016 ومكثوا هناك حتى مطلع آذار 2019، حين تمكنت الشابة الأيزيدية من استعادة حريتها، في أعقاب هزيمة "تنظيم الدولة" على أيدي قوات التحالف و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وبحسب المدعي الاتحادي، فإن "قسد" اعتقلت العائلة في أثناء فرارها من الباغوز في سوريا.
واحتُجزت "نادين. ك" في مخيم لـ"قسد" في شمال شرقي سوريا، وخلال حملة العودة التي قامت بها الحكومة الألمانية، وجرى إحضارها إلى ألمانيا في آذار 2022 مع تسعة آخرين من أنصار "تنظيم الدولة" المشتبه بهم و27 طفلاً. وأصدر المدعي العام الاتحادي أوامر باعتقالها هي وثلاث نساء أخريات مباشرة في مطار فرانكفورت. ومنذ ذلك الحين وهي رهن الاحتجاز.