كشفت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا عن بدء مكتب أمن الفرقة الرابعة بتشكيل خلية أمنية داخل بلدة زاكية بريف دمشق لتصفية المعارضين للنظام السوري، بعد أنّ طرد أهالي البلدة كافة الميليشيات المحلية التابعة للفرقة الرابعة منها.
وأوكل مكتب أمن الفرقة الرابعة مهمة تشكيل الخلية إلى قادة الميليشيات التي طردها أهالي البلدة في وقت سابق، من بينهم "عوض مطر" الذي طرده أهالي البلدة منها في أيلول الفائت بعد اشتباكات مع إحدى الميليشيات المحلية إثر ثبوت تورطه بتنفيذ عدة اغتيالات راح ضحيتها ما لا يقل عن خمسة مدنيين.
وإلى جانب مطر، يشرف على تنسيق عمل الخلية "حسن غدير" المقرب من قيادة الفرقة الرابعة والأفرع الأمنية وهو تاجر كبتاغون طرده الأهالي أواخر حزيران الفائت بعد اشتباكات مسلحة مع أفراد مجموعته استمرت لمدة يومين، بالإضافة إلى "جمال نور الدين" القيادي في إحدى الميليشيات والمتورط أيضاً بعمليات اغتيال داخل البلدة.
ويدير عمليات التجنيد من داخل بلدة زاكية كلاً من "جميل الفهاد" وهو عنصر سابق في إحدى الميليشيات التابعة للفرقة الرابعة، و"محمد الشيخ" المقرب أيضاً من الفرقة الرابعة ومالك محل لبيع أجهزة الموبايل واكسسواراتها في البلدة.
وأضافت المصادر لموقع تلفزيون سوريا أنّ عمليات التجنيد استهدفت بعض الشبان العاطلين عن العمل وأصحاب سوابق جنائية وقد عُرِف منهم الشقيقان ضياء ومحمد حجازي وحسين رمضان ودعاس نور الدين وعمار الخطيب وعدد من أقاربه بينهم المدعو "أبو الخير" المسؤول عن ملف الدراسات الأمنية لصالح مكتب أمن الفرقة الرابعة، بالإضافة لشبان من خارج بلدة زاكية بعضهم يقيم فيها وآخرون بدأوا خلال الأسابيع الماضية بإجراء زيارات شبه يومية إلى منازل أعضاء الخلية.
ولفتت المصادر إلى أنّ جميع المُجندين للعمل ضمن صفوف الخلية الأمنية من خارج بلدة زاكية هم من المقربين من حسن غدير ومتورطون معه في أنشطة بيع وتجارة وترويج الكبتاغون في ريف دمشق الغربي والجنوبي.
خلية اغتيالات
حصل موقع تلفزيون سوريا على مكالمة سربّها نشطاء بعد أن تمكنوا من الاستحواذ على هاتف محمول لأحد أفراد الخلية يطلب فيه صاحب المحمول من عوض مطر الإذن لتصفية أحد أبناء البلدة.
ويهدف قادة الميليشيات المحلية من خلال تشكيل الخلية إلى تصفية واغتيال المناهضين للنظام السوري والرافضين لتواجد الميليشيات المحلية داخل البلدة على وجه الخصوص.
وحصل موقع تلفزيون سوريا أيضاً على قائمة مسربة أعدها قادة ميليشيات الفرقة الرابعة لتوكيل عناصر الخلية الأمنية باغتيالهم.
وضمّت القائمة أسماء "يوسف الفهاد، محمد خير طعمة، محمد نور الدين، محمد شعبان، أنس إدريس، أنور الخطيب، مؤيد العراقي، محمد الشيخ، أنس جيهم، مجد نور الدين، قصي شعبان، نجم شعبان، أحمد طعمة" بالإضافة لأشخاص آخرين لم يتدخلوا في الاقتتالات الأخيرة بين أهالي البلدة والميليشيات المحلية.
تهديدات باقتحام البلدة
وصلت تعزيزات عسكرية تتبع للفرقة الرابعة وميليشيات تتبع لمكتب أمن الفرقة من عدة بلدات في المنطقة إلى محيط بلدة زاكية يوم الجمعة الفائت عقب اكتشاف الأهالي لعناصر الخلية.
وهددت الفرقة الرابعة بقصف البلدة واقتحامها في حال وقوع أي اشتباكات بين الأهالي وعناصر يتبعون للفرقة، فيما أصرّ الأهالي على تطبيق الاتفاق المبرم أواخر العام الفائت والذي ينص على عدم وجود أي نشاط لمجموعات تابعة للفرق العسكرية والفروع الأمنية داخل البلدة.
ورعت المخابرات الجوية المسؤولة عن الملف الأمني لبلدة زاكية في تشرين الثاني الفائت تسوية أمنية لكافة المشاركين من أهالي البلدة في طرد مجموعتين محليتين تتبعان للفرقة الرابعة.
وانتهى وجود الفرقة الرابعة داخل بلدة زاكية بشكل نهائي منتصف حزيران الفائت بعد قيام الأهالي بطرد المجموعة الثالثة بقيادة تاجر الكبتاغون "حسن غدير" وإحراق مقرات المجموعة ومستودع لتخزين المخدرات ومنازل متزعميها.
وعاقبت حكومة النظام السوري أهالي بلدة زاكية بشكل جماعي على خلفية طرد مجموعات الفرقة الرابعة وإحراق مقارها، إذ أصدرت وزارة المالية قراراً بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة والغير منقولة لنحو 900 شخص من أبناء البلدة وفق القانون رقم 63 للعام 2012 أو ما يعرف بـ"قانون مكافحة الإرهاب"، والذي يتيح للنظام السوري مصادرة أملاك المعارضين.