ملخص:
- دُفن فتى سوري يُدعى أحمد الصالح، 15 عاماً، بعد وفاته في غابات بلغاريا في أثناء رحلة لجوء.
- البحث عن جثته استمر قرابة شهر بعد تلقي بلاغ من عائلته في 16 آب.
- الفتى كان غير مصحوب بذويه، وصعوبة إعادة الجثة أدت إلى دفنه في بلغاريا.
- مؤسسة "Mission wings" البلغارية أكدت تزايد المآسي اليومية لطالبي اللجوء، خصوصاً الأطفال غير المصحوبين.
- مخاطر اللجوء تشمل الظروف القاسية، العنف، وحوادث الغرق، مما يزيد من معاناة السوريين الفارين من أوضاع بلادهم.
دُفن يوم أمس الثلاثاء، فتى سوري فقد حياته قبل شهر في غابات بلغاريا، في أثناء محاولته الوصول إلى أوروبا في رحلة لجوء محفوفة بالمخاطر.
وأفادت مؤسسة "Mission wings" البلغارية أنها تمكنت بعد بحث طويل من العثور على الفتى السوري أحمد الصالح، البالغ من العمر 15 عاماً، الذي توفي في شهر آب الماضي في منطقة حراجية بمدينة فيدين شمال غربي بلغاريا، والمنحدر من محافظة دير الزور.
وأوضحت المؤسسة في منشور على صفحتها على موقع "فيسبوك" أنها تلقت في 16 آب الماضي بلاغاً من عائلته يفيد بأنه توفي في إحدى الغابات، وتمكنت بعد الحصول على آخر موقع له وبعد تحليل مقاطع الفيديو من توجيه السلطات للبحث عن الجثة.
واستغرق البحث قرابة شهر، وجرى دفن الصالح في مدينة فيدين لصعوبة إعادة الجثة إلى سوريا. وبحسب المؤسسة، لم يكن الفتى يرافقه أحد من ذويه.
وأشارت المؤسسة إلى أن كثيرا من طالبي اللجوء يفارقون الحياة في أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، والعديد منهم من الأطفال غير المصحوبين بذويهم، مؤكدة أن هذه المآسي المروعة باتت حدثاً يومياً في بلغاريا.
وأكدت أنها تواجه بشكل يومي العديد من الانتهاكات على طريق المهاجرين الترابي "لدرجة أنه يمكن تأليف كتاب عنها"، منتقدة صمت وتقاعس الناشطين البلغاريين والمنظمات والشبكات غير الحكومية عن هذا الموضوع "الصادم".
وأضافت: "لم نتخيل أبداً أنه سيتعين علينا هذا الصيف الاستجابة للكثير من نداءات الأطفال والبالغين المنكوبين أو الموتى، أو تنظيم العديد من عمليات الإنقاذ وإجراءات البحث، أو أننا سنقضي الكثير من الوقت في مراكز الشرطة والمشارح ودور الجنازات والمقابر، أو ترتيب إعادة العديد من الضحايا، وتنظيم جنازات للأطفال والبالغين الذين لا يستطيع أقاربهم اصطحابهم إلى وطنهم أو القدوم إلى بلغاريا".
البحث عن الحياة على طريق الموت
تشهد رحلة اللجوء إلى أوروبا مخاطر جمة تواجه السوريين الفارين من وطنهم بسبب الأوضاع الأمنية المتردية والانهيار الاقتصادي.
وبشكل دوري، تنتشر قصص المعاناة التي تحدث في غابات اليونان وبلغاريا وغيرها، إذ يواجه اللاجئون ظروفاً قاسية من البرد ونقص الموارد، فضلاً عن خطر التعرض للعنف من قبل قوات الحدود أو من قطاع الطرق.
وإلى جانب المخاطر البرية، تمثل الرحلات البحرية تحدياً خطيراً آخر يواجه السوريين في رحلتهم نحو الأمان، فالعديد منهم يجدون أنفسهم مضطرين للإبحار في قوارب مكتظة وغير مؤهلة، مما يؤدي إلى حوادث غرق مأساوية.
وفي السنوات الماضية، تكررت حوادث غرق القوارب التي تقل لاجئين سوريين في البحر المتوسط، في رحلات يائسة نحو حياة أفضل، وهو ما يسلط الضوء على اليأس الذي يعتريهم.
وتعتبر الأوضاع الأمنية والانتهاكات المستمرة التي ترتكبها قوات النظام السوري من الأسباب الرئيسية لهذه الرحلات الخطيرة، والتي تشمل التعذيب، والاعتقال التعسفي، والقتل.
وفي ظل هذه الظروف، تستمر مأساة اللاجئين السوريين في كشف العديد من الجوانب المأساوية في سوريا وتأثير الحرب المستمرة على المدنيين، وهو ما يتطلب تحركاً دولياً أكثر فاعلية وإنسانية لإيجاد حل في سوريا، أو دعم هؤلاء اللاجئين وتوفير ممرات آمنة وشرعية لهم.