اتسعت رقعة الاحتجاجات، اليوم الإثنين، ضد قرار "الإدارة الذاتية" برفع أسعار المازوت في مناطق شمال شرقي سوريا، لتشمل عدة مدن في محافظة الحسكة وحلب.
والسبت، رفعت "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا سعر لتر المازوت بنسبة تجاوزت 300 في المئة، للمرة الثانية خلال شهرين، من دون أن تصدر قراراً رسمياً بالزيادة.
وشهدت مدن المالكية (ديرك) والقامشلي في محافظة الحسكة وعين العرب (كوباني) بريف حلب إضراباً في الأسواق، وإغلاقاً للمحال التجارية، بالتزامن مع خروج مظاهرات مناهضة لسياسات "الإدارة الذاتية".
وشارك ناشطون وصفحات محلية مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر أسواق بلدة المالكية وعين العرب وهي مغلقة بشكل كامل، في حين خرج مئات المتظاهرين في مدينتي القامشلي وعين العرب، منددين بقرار رفع أسعار الوقود وعدم توفره في المحطات.
ورفع ناشطون خلال الوقفة الاحتجاجية والمظاهرات في مدينة القامشلي وعين العرب شعارات تطالب بإلغاء قرار رفع أسعار المحروقات، و"مكافحة الفساد" و"وإيقاف تجار الحروب والأزمات".
الاحتجاجات مستمرة حتى تحقيق المطالب
وقال سيروان حسو (اسم مستعار) من مدينة القامشلي لموقع "تلفزيون سوريا"، إن "أهالي المدينة سوف يستمرون بالاعتصام بشكل يومي لغاية إلغاء الإدارة الذاتية قرار رفع أسعار المحروقات".
وبحسب حسو، فإن القرار تسبب بارتفاع أسعار الخبز والمواصلات والمواد الغذائية والبضائع بشكل مباشر، بالرغم من ادعاء مسؤولي "الإدارة الذاتية" بأن أصناف المازوت التي شهدت زيادة في الأسعار لن تأثر على الخدمات الأساسية وأسعار المواد.
إضراب شامل في المالكية وعين العرب
شهدت مدينتا المالكية وعين العرب، اليوم الإثنين، إضراباً شاملاً في الأسواق، وإغلاقاً لجميع المحال، احتجاجاً على قرار رفع أسعار المازوت، في حين خرج مئات المتظاهرين في عين العرب تنديداً بالقرار.
وقال الناشط الإعلامي يلماز بوزان لموقع "تلفزيون سوريا" إن "مدينة كوباني تعاني من نقص حاد في المحروقات، وسوء في الخدمات والبنية التحتية وتهميش على جميع الأصعدة من قبل الإدارة الذاتية، ما دفع مئات الأشخاص للهجرة من المنطقة خلال العام الجاري".
وأشار بوزان إلى أن "رفع أسعار المحروقات سوف يسهم في زيادة نسبة الهجرة والفقر وانتشار البطالة في المدينة وريفها ويزيد من تكاليف الزراعة وسوف يكون للقرار نتائج كارثية على الوضع المعيشي والاقتصادي لعموم المنطقة".
ارتفاع أسعار الخبز ومواد غذائية
وتسبب رفع أسعار المازوت بارتفاع أسعار الخبز والمواد الغذائية والبضائع وأجور الشحن والنقل في مناطق شمال شرقي سوريا.
وقال صاحب أحد الأفران الخاصة في مدينة القامشلي لموقع "تلفزيون سوريا" إنهم رفعوا سعر ربطة الخبز السياحي من 3500 ليرة إلى 4500 ليرة، من جراء رفع سعر المازوت المخصص للأفران إلى 2300، بعد أن كان 600 ليرة، فضلاً عن أجور النقل التي تسببت في زيادة تكاليف الإنتاج.
وأوضح تاجر مواد غذائية أن أسعار جميع المواد ارتفعت بشكل فوري بنسبة 10 في المئة من جراء ارتفاع تكاليف الشحن ونقل البضائع في مناطق "الإدارة الذاتية".
وبين تاجر خضراوات وفواكه في سوق الحسكة لموقع "تلفزيون سوريا" أن أجرة شحن المنتجات الزراعية بين مدن محافظة الحسكة ارتفعت بنسبة 100 في المئة من جراء قرار "الإدارة الذاتية".
رفع الأسعار بنسبة 300 في المئة
وأمس الأحد، أعلنت "الإدارة الذاتية" رسمياً رفع سعر لتر المازوت المخصص للمنشآت الصناعية والسيارات والآليات الثقيلة وشركات النقل من 525 ليرة للتر إلى 15 سنتاً أميركياً (2050 ليرة).
وحددت "الإدارة الذاتية" سعر لتر المازوت الحر بـ 30 سنتاً أميركياً ما يعادل (4100 ليرة) بعد أن كان سعره 1750 ليرة.
ومنذ أشهر، تشهد عموم مناطق "الإدارة الذاتية" أزمة محروقات كبيرة خاصة في مادة المازوت، حيث نشر العديد من الناشطين صوراً ومشاهد لطوابير تضم عشرات السيارات أمام محطات الوقود في محافظة الحسكة.
ويعاني السوريون في مناطق شمال شرقي سوريا من نقص في المحروقات، خاصة مادة المازوت سواء المخصّص للسيارات والآليات أو للمشاريع الزراعية والصناعية والتدفئة