رفعت "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا سعر لتر المازوت بنسبة تجاوزت 300 في المئة للمرة الثانية خلال شهرين، من دون أن تصدر قراراً رسمياً بالزيادة.
ومنذ نحو شهر تشهد مناطق شمال شرقي سوريا نقصاً حاداً في توفر الوقود بأنواعه من جراء خفض "الإدارة الذاتية" الكمية المخصصة لبيع الوقود للمركبات والمعامل الصناعية والمشاريع الزراعية.
وقال مصدر من مديرية المحروقات التابعة "للإدارة" لموقع تلفزيون سوريا إن "الإدارة الذاتية رفعت سعر لتر المازوت المخصص للمنشآت الصناعية والسيارات والآليات الثقيلة وشركات النقل من 525 ل.س للتر إلى 15 سنتاً أميركياً (2300 ل.س) بالإضافة إلى ربح المحطة خمسين ليرة.
ووفق المصدر، حددت "الإدارة الذاتية" سعر لتر المازوت الحر بـ 30 سنتاً أميركياً مضافاً إليها 100 ليرة ربح المحطة (4600 ل.س) بعد أن كان سعره 1750 ل.س.
ولن يشمل السعر الجديد المحروقات المخصصة للأفران ومولدات الكهرباء (الأمبير) والمخصصة للتدفئة، بحسب المصدر.
تسعير جديدة من دون قرار رسمي
وقال فراس يونس (مستعار) وهو موظف في محطة محروقات بمدينة الحسكة إنهم تلقوا الأسعار الجديدة عبر تطبيق واتساب ليلة أمس الجمعة وطلب منهم عدم الإدلاء بأية معلومات للإعلام.
وأضاف، في تصريح لموقع تلفزيون سوريا، إن "الإدارة الذاتية" وجّهت ببيع المازوت بالسعر الجديد بدءاً من اليوم السبت على أن تبدأ بتزويد المحطات بالمازوت بكميات جيدة.
وأشار يونس إلى "لجوء الإدارة الذاتية لقطع الوقود عن المحطات لمدة لا تقل عن أسبوعين قبل كل عملية زيادة جديدة في الأسعار وذلك لدفع السكان المحليين لقبول الأسعار الجديدة مقابل توفير الوقود في المحطات".
وتداول ناشطون صباح اليوم صوراً للتسعيرة الجديدة لمادة المازوت (2300 ل.س) من داخل محطات في محافظة الحسكة.
ورفعت "الإدارة الذاتية" في شهر تموز الفائت أسعار المحروقات من دون إصدار قرار رسمي وبشكل جزئي بعد أن قطعت الوقود والغاز لقرابة أسبوع عن كل مناطقها.
وفي شهر حزيران من العام الفائت، بدأت محطات وقود في محافظة الحسكة ببيع مادة المازوت غير المدعوم "الحر" بسعر 1200 ليرة سوريّة، بنسبة زيادة بلغت 300 بالمئة عن سعرها الرسمي الذي كان يبلغ 410 ليرات.
وبحسب مراقبين، فإنّ "تخوّف الإدارة الذاتية من خروج السكّان بمظاهرات واحتجاجات شعبية على قرارات رفع أسعار المحروقات، دفعها إلى اتباع سياسة رفع الأسعار بشكل تدريجي وخلق أزمات حادة قبل رفع الأسعار".
أزمة محروقات شمال شرقي سوريا
ومنذ أشهر، تشهد عموم مناطق "الإدارة الذاتية" أزمة محروقات كبيرة خاصة في مادة المازوت، حيث نشر العديد من الناشطين صوراً ومشاهد لطوابير تضم عشرات السيارات أمام محطات الوقود في محافظة الحسكة.
ويعاني السوريون في مناطق شمال شرقي سوريا من نقص في المحروقات، خاصة مادة المازوت سواء المخصّص للسيارات والآليات أو للمشاريع الزراعية والصناعية والتدفئة.