تعاني دمشق من أزمة مواصلات عامة بسبب نقص عدد السرافيس العاملة، لعدم حصولها على مخصّصاتها من مادة المازوت، منذ أسبوع تقريباً، إضافةً إلى أزمة في عدم توفّر الغاز المنزلي المتوقّف، منذ نحو أسبوعين، مع تأخّر رسائل وصول مادة البنزين لأكثر من 11 يوماً.
وتزامن ذلك مع تطبيق حكومة النظام السورية لـ سياسة رفع الدعم عن شريحة واسعة من السوريين، مع بداية شهر شباط الجاري.
وقال بعض أصحاب "السرافيس" لموقع تلفزيون سوريا إنّهم "لم يتمكّنوا من الحصول على مخصّصاتهم اليومية من المازوت، منذ إعلان الحكومة عن عطلة مدة 5 أيام، الأسبوع الفائت، بسبب سوء الأحوال الجوية".
وبحسب مصدر في وزارة النفط التابعة لـ"حكومة النظام" فإنّه جرى تخفيض مخصّصات السرافيس من مادة المازوت مقابل توزيع ما يمكن توفيره من تلك الكميات كدفعة ثانية من مازوت التدفئة.
وأشار موزّعو المازوت إلى أنّ توزيع الدفعة الثانية من مازوت التدفئة بدأ خلال العطلة، الأسبوع الفائت، وبوتيرة سريعة وغير معتادة بعد توقّف لأشهر، لكنها باتت أبطأ مع بداية الأسبوع الجاري، ويأتي ذلك مع شبه توقّف لتوزيع مازوت التدفئة بالسعر الحر من محطات الوقود.
وكانت "حكومة النظام" قد أعلنت عن عطلة رسمية لمدة 5 أيام، الأسبوع الفائت، بسبب نقص وسائل التدفئة وسوء الأحوال الجوية السائدة، وقالت الحكومة عبر صفحتها الرسمية على "فيس بوك" إنّه "تقرّر تعطيل الجهات العامة خلال المدة الممتدة من يوم الأحد (23 كانون الثاني 2022) وحتى يوم الخميس (27 كانون الثاني 2022)".
اقرأ أيضاً.. بيع مخصصات المازوت في السوق السوداء.. أزمة المواصلات تتفاقم في دمشق
وأضافت أن هذه العطلة تأتي "في ضوء الأوضاع الجوية السائدة، وفي ظل واقع الكميات المتوفرة من وسائل التدفئة والذي قيّدته العقوبات الاقتصادية الجائرة، وحرصاً على اتخاذ الإجراءات الممكنة لضمان الاستجابة المناسبة للظروف الجوية وحرصاً على توفير أكبر كمية ممكنة من حوامل الطاقة المتوفرة وتخصيصها لخدمة المواطنين"، وفقاً لتعبيرها.
ورغم تأكيد "حكومة النظام" على أنّ العطلة هي لتأمين حوامل الطاقة فإن ذلك لم يتم، إذ لم تستطع تأمين الكهرباء بشكل أفضل مما كانت عليه قبل العطلة، بل قال مواطنون في دمشق إنّ التقنين ازداد سوءاً خلال العطلة وبعض المناطق لم ترَ التيار لأكثر من 24 ساعة متواصلة.
وأشار المواطنون إلى أن توزيع الغاز متوقّف، منذ أسبوعين على أقل تقدير، إضافة إلى تأخّر رسائل البنزين المدعوم لأكثر من 11 يوماً ولأسباب غير معروفة.
ولم يصدر أي تصريح من "الحكومة" حول ذلك سوى حديث معاون وزير النفط عبد الله خطاب قال فيه: "توزيع الغاز تأخّر بسبب تأخر الاستيراد لسوء الأحوال الجوية"، من دون توضيح العلاقة بين الجو والتوزيع وتوقّف الاستيراد فجأة.
يرى أحد أصحاب محطات الوقود في دمشق - فضّل عدم ذكر اسمه - أنّ "سبب تأخر الرسائل والعطلة السابقة من أساسها، هو نية الحكومة رفع الدعم عن شريحة كبيرة من السوريين، وبالتالي كانت تنتظر تطبيق القرار لتوفير الكميات الموزعة بالسعر المدعوم وبيعها بالسعر الحر لاحقاً، وهذا ما ينطبق أيضاً على توزيع الغاز المنزلي المتوقف".
ومنذ منتصف ليل الإثنين الفائت (31 كانون الثاني 2022) بدأت حكومة النظام بتطبيق قرار رفع الدعم عن أكثر من نصف مليون عائلة، وفق معايير لاقت اعتراضاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي لم تراعِها الحكومة، خاصة معيار رفع الدعم عن العائلات التي تمتلك سيارة (موديل 2008 سعة محركها 1500 سي سي) وما فوق.
يشار إلى أنّ العديد من العائلات المُستبعدة من الدعم - وفق القرار الجديد - ستضطر لشراء الخبز بأكثر من 1300 ليرة سوريّة، والسكر بـ2200 ليرة، والمازوت بـ1700 ليرة، والبنزين بـ2500، وجرة الغاز بـ31 ألف ليرة.