البث المباشر
اشتكى سائقو السيارات في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية - قسد" بمحافظة الحسكة، من تلقّيهم مخالفات مرورية مرتفعة القيمة، وأُخرى تعسفية وغير منسجمة مع واقع البنية التحتية للطرق في المنطقة.
وقال سائقون في مدينة الحسكة لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ "دوريات شرطة المرور التابعة للإدارة الذاتية (ترافيك) وسّعت من انتشارها، منذ أيام، في شوارع المدينة، وبدأت بفرض مخالفات مرور تعسفية بحق السائقين والسيارات".
وأضاف السائقون، أنّ "حالة فرض المخالفات غالباً ما تكون مزاجية، وقيمتها المرتفعة لا تنسجم أبداً مع الوضع الاقتصادي للسكّان أو مع البنية التحتية السيئة للطرق في المنطقة".
من جانبه، قال "أبو سلمان" - أحد تجّار السيارات في مدينة القامشلي بريف الحسكة - إنّه اضطر إلى دفع أكثر من 200 ألف ليرة سوريّة قيمة مخالفات مرورية غيابية، خلال عام، تنوّعت بين تجاوز إشارات المرور (المعطلة أصلاً) والوقوف في أماكن مخالفة، رغم أنّه لم يفعل ذلك".
وأضاف "أبو سليمان" أنّ "العديد من السائقين وأصحاب السيارات والتجّار، تلقّوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مخالفات لا يعرفون بالضبط تاريخ وسبب حصولهم عليها، كمخالفة بعض السائقين لاستخدام الهاتف خلال القيادة من دون وجود صور أو تاريخ يؤكّدها".
وبحسب مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا فإنّ "الإدارة الذاتية" وضعت إشارات مرور ضوئية في مدينتي الحسكة والقامشلي، عام 2020، ولكثرة توقّف هذه الإشارات عن العمل وتعطلها المستمر لم يعد يلتزم بها السائقون.
وتعرّضت حينها "الإدارة الذاتية" لانتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكثرة الأعطال في هذه الإشارات وتسبّبها بحوادث وأزمات مرورية، ما دفع البعض إلى وصفها بصفقة "فساد"، نتيجة الكلفة المرتفعة لمشروع تركيب الإشارات، والتي تعطّلت بعد أيام قليلة فقط.
"ربط رواتب موظفي الترافيك بقيمة المخالفات الشهرية"
مصدر من شرطة المرور (ترافيك) التابعة لـ"الإدارة الذاتية" كشف لـ موقع تلفزيون سوريا، أنّ مسؤولي الإدارة أصدروا قراراً داخلياً "ينص على ربط رواتب موظفي وعناصر الترافيك وعموم الدوريات بميزانية المؤسسة وقيمة المخالفات المرورية الشهرية".
وأشار المصدر إلى وجود توجيهات من "الإدارة الذاتية" تصدر نهاية كل شهر، لزيادة نسبة الدوريات في المنطقة، وتوجيه المخالفات المرورية للسائقين والسيارات.
ويهدف هذا القرار إلى دفع عناصر "الترافيك" والدوريات لتحصيل أكبر قدر من المخالفات لضمان حصولهم على مرتباتهم الشهرية، التي يتم تأخيرها بشكل متعمّد من قبل مسؤولي المالية في "الإدارة الذاتية"، وفق المصدر.
وقال عنصر من "الترافيك" لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ "التوجيهات الحالية تنص على إيقاف كل سيارة مارّة بالحواجز، مع تكثيف الحواجز الطيّارة في الشوارع المزدحمة والبحث عن أي سبب يمكن من خلاله توجيه غرامة مالية للسائق أو السيارة".
وأكّد العنصر، توجيه دوريات "الترافيك" مخالفات مفاجئة للسائقين، خاصّة مخالفات عدم ارتداء حزام الأمان داخل الأحياء أو التوقّف لدقائق في الأسواق، وهذا يزيد من نسبة المخالفات بشكل كبير، باعتبار أنّ ارتداء الحزام نادر داخل المدن التي تكون فيها السرعة بطيئة، بسبب الازدحام ورداءة الطرق.
"مخالفات مرتفعة وبنية تحتية مهترئة"
بشير سليم (اسم مستعار)، سائق سيارة مغلقة تقل موظفين يومياً بين مدينة الحسكة ومخيم الهول، يقول لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ "المخالفات المرورية المرتفعة تُفرض في إطار تحسين البنية التحتية للطرق وزيادة نسبة الأمان خلال القيادة، وهذا مفقود في مناطقنا".
ويشتكي "سليم" من سوء الطرق وانتشار الحفر والمطبات والانكسارات فيها، الأمر الذي تسبّب مراراً بحدوث حوادث مرورية قاتلة بين مدن وبلدات محافظة الحسكة، ورغم ذلك تجد الدوريات منتشرة هناك وتفرض غرامات ومخالفات مجحفة بحق السائقين.
وبحسب "سليم" فإنّ أحد السائقين تعرّض لمخالفة بسبب عدم امتلاكه بطاقة ليزرية وانتهاء المؤقتة لديه منذ أيام، رغم أن المشكلة عائدة لعدم توفّر طابعة لدى مرور "الإدارة الذاتية" واعتمادها على بطاقات مؤقتة تجدّد كل شهرين للسائقين.
يشار إلى أنّ العديد من الموظفين والعاملين في مؤسسات "الإدارة الذاتية" شمال شرقي سوريا اشتكوا، شهر تشرين الأوّل الماضي، من تأخّر تسليمهم لرواتبهم، والذي يتكرّر باستمرار، في ظل عجز مالي كبير تعاني منه الإدارة، منذ أشهر، من جرّاء تراجع الواردات المالية من النفط والضرائب والاستثمارات المحلية.
