تقترب فرصة إمام أوغلو، عضو الهيئة التنفيذية المركزية في حزب الشعب الجمهوري، ورئيس بلدية إسطنبول الكبرى، من تولي منصب رئاسة الحزب، وذلك بعد إيصاله رسالة "التغيير" وسط تراكم المؤشرات التي تذهب إلى هذا الاتجاه.
ويعتزم أكرم إمام أوغلو اتخاذ خطوات حاسمة خلال المؤتمرات الإقليمية والولائية للحزب في الفترة المقبلة، وذلك وفق معلومات حصل عليها موقع (DW) التركي.
وجاء توجه إمام أوغلو للترشح بعد فشل الإدارة في تحقيق النتائج المتوقعة للحزب والمرشحين في الانتخابات البرلمانية وانتخابات الرئاسة، وهو ما دفع أيضاً زعيم الحزب الحالي كمال كليتشدار أوغلو للاحتفاظ بصمته بشأن نتائج الانتخابات وإحداث تغيير جذري في الهيئة التنفيذية المركزية الجديدة للحزب.
وأثار فشل كليتشدار أوغلو في تحقيق النتائج المرجوة جدلاً داخل حزب الشعب الجمهوري حول مصيره كزعيم، حيث أكد وفي ليلة 28 أيار الفائت، أن "نضالنا سيستمر"، مشيراً إلى أهمية انتخابات البلدية القادمة معطياً إشارة إلى بقائه في قيادة الحزب.
وترى بعض الشخصيات داخل حزب الشعب الجمهوري أنه من الأفضل لكليتشدار أوغلو أن يستمر في منصبه بدلاً من الاستقالة، بينما تتجه أنظار البقية نحو أكرم إمام أوغلو، بكونه المرشح المحتمل لتولي القيادة في المستقبل، وذلك تزامناً مع التطور السريع للأوضاع داخل الحزب.
رسائل إمام أوغلو إلى كليتشدار أوغلو
جاءت رسائل "التغيير" اللافتة من أكرم إمام أوغلو، قبل وبعد التغييرات التي أجراها كمال كليتشدار أوغلو في إدارة الحزب، حيث تشير المعلومات التي حصل عليها موقع (DW Türkçe) إلى أن إمام أوغلو "مصمم" على ترشيح نفسه لمنصب رئاسة الحزب، وبدأ العمل على ذلك.
أشار إمام أوغلو في تصريحات له إلى أهمية إجراء تقييم ذاتي ومحاسبة لنتائج الانتخابات السابقة، حيث خسر الشعب الجمهوري الانتخابات الرئاسية ثلاث مرات متتالية. وأكد على ضرورة تجنب تكرار الأخطاء والسير في طريق التغيير، ملمحاً إلى أن الحزب فقد "ارتفاعه" لدى الناس.
وعلق إمام أوغلو على تصريحات كليتشدار أوغلو حول التغيير القوي في الحزب والتعديلات في الهيئة التنفيذية المركزية، قائلاً: "تحدثت بوضوح عن تغيير قوي جدًا، تغيير شامل، تغيير في الفكر، تغيير جذري، تغيير مفصلي. لذا، ما زلت على موقفي، وما زلت أطالب بقوة هذا النهج التغييري. نحن جميعاً نعلم أن التغيير لن يكون فقط من خلال تغيير هيئة أو مجلس".
وكشف الموقع عن أن المقر العام لحزب الشعب الجمهوري أصدر تعليمات بعدم الدخول في جدل مباشر بشأن هذا الخطاب وعدم الرد عليه.
الحظر السياسي والترشح للزعامة
وتشير المعلومات التي حصل عليها موقع (DW Türkçe) إلى أن فريق إمام أوغلو يعتبر تصريحات قيادة حزب الشعب الجمهوري التي عارضت ترشحه إلى منصب رئاسة الجمهورية، أو منصب قيادة الحزب "رسالة ضمنية" حاولوا تمريرها بدلاً من القول "لا نريد ترشحه" بشكل واضح.
ويوضح المقربون من إمام أوغلو أنه "لن يترشح" إلا أنهم يتابعون التطورات الحالية بعناية، في حين تشير المصادر إلى أنه ينوي الترشح لمنصب رئاسة الحزب، وبأنه تقدم بطلب لعقد مؤتمر عام واستثنائي للحزب، إلا أن طلبه تم تأجيله "مؤقتاً" ريثما تبدأ إجراءات تحديد تواريخ المؤتمر، والذي من المتوقع أن يعقد في نهاية تشرين الأول أو تشرين الثاني.
وتُؤكد المصادر أيضاً أن إمام أوغلو لا يرغب في أن يظهر كمنافس لكمال كليتشدار أوغلو، ومن المتوقع أن يستمر الحوار والاتصال بين الطرفين حتى موعد المؤتمر، وذلك في إطار علاقة "أب وابن" التي أكد عليها الطرفان في مناسبات عدة.