اتفقت "هيئة تحرير الشام" والجبهة الوطنية للتحرير التابعة لـ الجيش السوري الحر، اليوم الأربعاء، على وقف إطلاق النار، بعد توتر واقتتال بينهما شمال حلب، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهما.
وأكّد الطرفان في بيان، على وقف فوري لـ إطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين مِن الطرفين، إضافةً لـ تشكيل لجنة للتحقيق في قضية مقتل القياديين (أبو تراب، وأكرم خطاب) التابعين لـ"تحرير الشام" وتسليم المشتبه بهم في قتلهما، مع وجوب متابعة القضية مِن قبلِ طرف ثالث.
وتضمّن الاتفاق الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إبقاء قرية تقاد غربي حلب "حيادية" وخالية مِن المقار والحواجز والدوريات الأمنية، وعدم التدخل في مجلسها المحلي، في حين تبقى قرية "مغارة تقاد" القريبة خاضعة لـ سيطرة "هيئة تحرير الشام".
كذلك ينص الاتفاق، على انسحاب "الجبهة الوطنية" مِن "تلة الشيخ خضر" قرب بلدة عندان شمال حلب وعودة "تحرير الشام" إليها، مع بقاء بلدة كفرحمرة خالية مِن مقار حركتي "أحرار الشام، ونور الدين زنكي" (المندمجتين في الجبهة الوطنية للتحرير)، ويحق لـ"أحرار الشام" إنشاء غرفة عمليات مِن جهة منطقة "الليرمون - إكثار البذار" المجاورة للبلدة.
وقبل الاتفاق، استهدفت "هيئة تحرير الشام" بالرشاشات الثقيلة بلدة دارة عزة غربي حلب، أمس الثلاثاء، ما أسفر عن جرح طفلين، وذلك تزامناً مع محاولة تقدّمها مِن قرية "تديل" إلى قرية "تقاد" القريبة، حسب ما ذكر ناشطون.
وكان "مجلس الشورى" و"المجلس المحلي" في بلدة الأبزمو بريف حلب الغربي أعلن، أمس، تحييد البلدة عن المواجهات الدائرة بين "تحرير الشام" و"أحرار الشام"، مشددين على عدم تبعية البلدة لـ أي فصيل، وخلوها من المقار العسكرية، وذلك قبل توصّل الطرفين إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وسيطرت "هيئة تحرير الشام"، أمس، على بلدة كفرحمرة شمالي حلب، باشتباكات اندلعت مع "حركة أحرار الشام" التي انسحبت مِن البلدة إلى مناطق سيطرة "حركة نور الدين زنكي"، منعاً لـ تطور الأمور بين الجانبين، عقب سقوط قتلى لـ"تحرير الشام".
وقالت وكالة "إباء" المقرّبة مِن "هيئة تحرير الشام" على معرّفاتها الرسمية إن "حركة أحرار الشام" في بلدة كفرحمرة قتلت عنصرين مِن "تحرير الشام" هما (شرعي قاطع عندان "أبو تراب"، ونائب مسؤول قاطع الشمال "أبو محمد أكرم")، دون توضيح أسباب مقتلهما، لـ تصدر "الهيئة" بياناً اتهمت فيه "أحرار الشام، والزنكي" باغتيال القياديين بعملية "تصفية مدبّرة".
وردّت "الجبهة الوطنية للتحرير" على بيان "هيئة تحرير الشام" وأصدرت بياناً أوضحت فيه الخلاف الحاصل مع "الهيئة" في بلدة كفرحمرة، وقالت "إن ما ورد في بيان هيئة تحرير الشام، مِن أنّ حادثة قتل مَن وصفتهم بـ القياديين فيها، اغتيالٌ دُبّرَ له مسبقاً، لـ هو تحريف للحقائق وتشويه للوقائع",
وسبق أن توصّلت "هيئة تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير"، منتصف شهر آب الماضي، إلى اتفاق حول نقاط سيطرتهما وآلية توزيع الحواجز بينهما في ريف حلب الغربي المجاور لـ محافظة إدلب، وذلك بعد مشكلات بين الطرفين في المنطقة.
وشهدت أرياف حلب وإدلب، بين شهري شباط ونيسان الماضيين، اشتباكات بين "جبهة تحرير سوريا" (قبل أن تندمج بـ"الجبهة الوطنية") و"تحرير الشام"، أسفرت عن وقوع ضحايا مدنيين، وقطع الطرقات وشل الحركة المرورية والتجارية، وسط مظاهرات للأهالي ودعوات لـ تحييد المدن والبلدات عن الاقتتال.
يشار إلى أن فصائل بارزة في الشمال السوري اندمجت تحت اسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، نهاية أيار الفائت، والتي ضمّت "فيلق الشام، الفرقة الساحلية الأولى والثانية، الفرقة الأولى/ مشاة، جيش إدلب الحر، الجيش الثاني، جيش النخبة، جيش النصر، لواء شهداء الإسلام/ داريا، لواء الحرية، الفرقة 23"، لـ تنضم إليها لاحقاً فصائل "جبهة تحرير سوريا، ألوية صقور الشام، جيش الأحرار، تجمع دمشق".