تشهد كناكر بريف دمشق بشكل متكرر توترات بين أبناء البلدة وقوات النظام السوري، التي دعت إلى "تسوية" جديدة في محاولة منها لضبط الأمور بشكل دائم.
ونشرت صفحات إخبارية محلية تنقل أخبار كناكر، شروط ما أطلقت عليها "التسوية الشاملة"، قائلةً إنها خاصة بأبناء البلدة فقط، وتبدأ من صباح اليوم السبت، في مقر "اللواء 121" في قوات النظام السوري.
وأضافت أن التسوية تشمل كل من: حالات الفرار والتخلف عن الخدمة العسكرية سواء الإلزامية أو الاحتياطية، وأصحاب المشاكل الأمنية والمشاكل الجنائية بشرط عدم وجود ادعاء شخصي، ومن أجرى تسوية سابقة.
وتابعت أنه من تمت تسوية أوضاعهم من الفارين والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية سوف يلتحقون بالخدمة في "الفيلق الأول" أو في "الفرقة السابعة" أو "اللواء 90".
وأشارت إلى أن التسوية تستثني حالات الادعاء الشخصي، وطلبت من الراغبين في تسوية أوضاعهم، اصطحاب الهوية الشخصية ودفتر الخدمة العسكرية في حال كان موجوداً.
وسبق أن طلبت "الفرقة السابعة" إلى وجهاء البلدة خلال اجتماعهم مع ممثلين من النظام في مقر "اللواء 121" بإجراء "تسوية" أمنية لكل المطلوبين والمتخلفين عن تأدية الخدمة العسكرية وتسليم الأسلحة والذخائر التي بحوزة أبناء البلدة.
ووقتئذ، قبل أهالي البلدة طلبات الفرقة السابعة تحت ضغط التهديد بشن عملية عسكرية واقتحامها، واستطاع الأهالي لاحقاً تحصيل بعض المكاسب خلال المفاوضات، منها عدم تهجير أي من المطلوبين، وعدم إنشاء أي نقاط عسكرية أو أمنية في محيط البلدة أو داخلها.
ويضاف إلى ذلك إطلاق سراح المعتقلين لدى النظام السوري وهو ما أدى لتعليق المفاوضات، إذ أعد الأهالي قائمة تتضمن أسماء كل المعتقلين من أبناء البلدة في حين تحفظ النظام على بعض الأسماء ورفض مناقشة أوضاعهم.
وأوضح مراسل تلفزيون سوريا أن أهالي البلدة متمسكون بشرط عدم تسليم الأسلحة الفردية للنظام ما لم يلتزم بإطلاق سراح كل المعتقلين من أبناء كناكر، وتقديم ضمانات بعدم إنشاء أي نقاط عسكرية جديدة أو مفارز أمنية داخل البلدة.
ما أسباب التصعيد في كناكر؟
وكان مصدر خاص من البلدة أكد لموقع تلفزيون سوريا، أن بعض الشبان في البلدة ممن سبق وأجروا اتفاقات "تسوية" مع النظام، إلا أنهم ما زالوا مطلوبين له، مشيراً إلى أن الفروع الأمنية تتخذ المطلوبين ذريعة للتصعيد في المنطقة.
وحول أسباب التصعيد المتكررة في البلدة، أكد المصدر أن أيادي إيرانية تقف خلفها، حيث تحاول الميليشيات الإيرانية فرض السيطرة على كناكر في إطار ترتيبات تجريها جنوبي سوريا.
وتعتبر إيران أن البلدة الواقعة على رأس مثلث الموت بين ثلاث محافظات (ريف دمشق، درعا، القنيطرة) تعتبر خارج التفاهمات الدولية الخاصة بالجنوب السوري، وتحاول توسيع نفوذها فيها لتأمين ظهرها في حال اندلاع مواجهات على جبهة الجولان.
ونجحت الميليشيات الإيرانية في اختراق البلدة عبر أشخاص يتبعون للفرقة الرابعة والمخابرات الجوية، واعتقال الأشخاص المحسوبين على روسيا في كناكر.
تسوية جديدة في تلبيسة بحمص
ويبدو أن النظام السوري يسعى لاتفاقات تسوية جديدة في العديد من المناطق، فقبل يومين أفادت شبكات إخبارية محليّة بأنّ رئيس المخابرات العامة في النظام السوري اللواء حسام لوقا ترأس اجتماعاً أمنياً في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي.
يأتي هذا الاجتماع -وفق المصادر- بعد أن تسلّم فرع "المخابرات الجوية" ملف مدينة تلبيسة، بعد أن كان سابقاً في عهدة فرع "الأمن العسكري" في حمص، برئاسة العميد محمد سليمان قنا.
وتداول ناشطون وشبكات إخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي، ما قالوا إنها أربعة بنود تجري المباحثات بشأنها وتتمحور حولها وهي: (تسوية خاصة بمدينة تلبيسة وعموم مناطق ريف حمص الشمالي، تسليم السلاح، مهلة للمنشقين أو المطلوبين للخدمة الإلزامية، تسهيل خروج غير الراغبين في التسوية خارج سوريا)، ولكن مصادر عديدة شكّكت بصحتها، خاصة البند الرابع.