تجددت الاشتباكات في شمال غرب سوريا، بعد فترة هدوء استمرت قرابة الشهرين، عقب إعلان روسيا في الحادي والثلاثين من شهر آب / أغسطس الفائت عن وقف إطلاق النار.
وأفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن قوات الأسد حاولت التوغل في منطقة "كبانة" بريف اللاذقية، التي تمتاز بموقعها الاستراتيجي المرتفع والحاكم لمساحة واسعة تشمل جسر الشغور وسهل الغاب، حيث نفذت القوات البرية هجوماً بعد ظهر اليوم الخميس، تحت غطاء الطيران الحربي الروسي وسلاح المدفعية.
وأكدت المصادر أن الفصائل العسكرية الموجودة في "كبانة"، أحبطت الهجوم الذي وصفته بـ "الأعنف" منذ انطلاق العمليات العسكرية شهر أيار / مايو من العام الحالي، ونتج عن الهجوم خسائر بشرية ومادية في صفوف قوات الأسد، تمثلت بمقتل 12 عنصراً وجرح عدد آخر، بالإضافة إلى تدمير دبابة تم استهدافها بصاروخ موجه.
عملية واسعة أم محدودة؟
رجح قيادي عسكري في الجيش الوطني السوري التابع للجيش الحر أن تشهد منطقة شمال غرب سوريا (إدلب ومحيطها) عملية عسكرية روسية محدودة لكنها ستستهدف تلالاً حاكمة تشرف على مساحات واسعة.
وأكد القيادي في تصريح لموقع تلفزيون سوريا – شريطة عدم ذكر اسمه- أن روسيا ترغب في السيطرة على تلة "كبانة" بريف اللاذقية، ومنطقة "كفرسجنة" جنوب محافظة إدلب، حيث تشرف هاتين المنطقتين على مساحة جغرافية كبيرة في ريف حماة الغربي، وفي ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وبحسب المعطيات المتوفرة لدى القيادي فإن الغارات الجوية الروسية لن تمتد بشكل واسع وستقتصر على جبهات القتال في الوقت الحالي، وذلك رغبة من روسيا في عدم التأثير على تفاهماتها مع تركيا والتي تطورت مؤخراً لتشمل منطقة شمال شرق سوريا ( شرق الفرات).
الحرس الثوري الإيراني يستعد للمشاركة في معارك "كبانة"
أفاد مصدر أمني لموقع تلفزيون سوريا أن هناك توجه روسي لإشراك الحرس الثوري الإيراني في معارك "كبانة" ، بعد فشل الفيلق الخامس وقوات "النمر" و الفرقة الرابعة، وكذلك القوات الخاصة الروسية بتحقيق تقدم ميداني في المنطقة.
وأشار المصدر إلى أن روسيا ستحاول في الفترة الأولى كسر عقدة هذه المنطقة من خلال نفس القوات التي عملت على اقتحامها قبل شهرين، لكنها ستلجأ لخيار مشاركة كتيبة من الحرس الثوري الإيراني في الهجوم، رغبةً منها بضخ دماء جديدة للمعارك ورفد هذه الجبهة المهمة بالنسبة لها بمقاتلين عقائديين.
وقد توافق إيران على الزج بثقل عسكري كبير في معارك شمال غرب سوريا، في ظل عدم حصولها على نفوذ واضح بموجب مذكرة تفاهم "سوتشي" الجديدة الخاصة بمنطقة "شرق الفرات"، خاصة وأن الأيام الماضية شهدت انتقاداً متبادلاً بين طهران وأنقرة، حيث رفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "عباس موسوي" إنشاء تركيا لقواعد عسكرية في سوريا بما فيها منطقة شمال شرق البلاد، ليطالب بعدها الرئيس التركي "أردوغان" نظيره الإيراني "حسن روحاني" بإسكات الأصوات الصادرة عن بعض المسؤولين الإيرانيين، التي وصفها بأنها "مزعجة لتركيا".
ورغم أن المعطيات المتوفرة تشير إلى محدودية العملية الحالية، إلا أن احتمالية توسعها واردة، خاصة في حال تعثر التفاهمات بين تركيا وروسيا بخصوص "شرق الفرات"، أو محاولة موسكو توفير الغطاء لـ "وحدات الحماية" الكردية دون الإيفاء بتعهداتها بإبعادها عن الشريط الحدودي، الأمر الذي سيؤدي إلى توتر الأجواء مجدداً بين الطرفين وسينعكس على الميدان بطبيعة الحال.