منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن "جدري القرود / جدري القردة" يشكل "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً"، انتشرت أخباره بسرعة كبيرة في وسائل الإعلام والمواقع الصحية.
وأصبح جدري القرود حديث الناس على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تراوحت ردود الفعل بين التحذير وإثارة القلق، وحتى توقعات بأن يكون الجائحة القادمة بعد كورونا.
ومع تسجيل إصابات في العديد من الدول الأوروبية والعربية مثل الأردن والنمسا والبحرين، تزايدت المخاوف بشكل كبير، فهل جدري القردة خطر حقاً؟ وهل سيكون جائحة مثل كورونا؟
هل جدري القرود خطير حقاً؟
رغم تصدره المشهد الإعلامي، فإن جدري القرود أقل خطراً من الكثير من الأمراض الأخرى كالملاريا والإيبولا، فعلى سبيل المثال، لم يتم تحديد عدد الوفيات من إجمالي المصابين بمرض جدري القرود، فيما كان معدل الوفيات الناتج عن الإيبولا يتفاوت بين 25% و90% حسب نوع الفيروس وسلالته.
أما جدري القرود فهو أقل فتكاً مقارنة بالإيبولا، فقد تراوحت معدلات الوفيات 1% و10%، حسب السلالة وظروف الرعاية الصحية.
هل سيتحول جدري القرود لجائحة مثل كورونا؟
حتى اللحظة؛ يعتبر انتشار جدري القردة محدوداً رغم التضخيم الإعلامي له، ولم يتحول ولن يتحول لجائحة في المدى المنظور، وقد أكدت مختصة الأمراض المُعدية في جامعة تكساس الدكتورة تريش بيرل، أن الخطر في الوقت الحالي غير مرتفع على الإطلاق، ولكن مع ذلك يجب الانتباه والبقاء على حذر.
لماذا أعلنت الصحة العالمية حالة الطوارئ بسببه؟
أعلنت الصحة العالمية حالة الطوارئ بسبب أن المرض انتشر في العديد من البلدان الإفريقية، وأيضاً لازدياد حالات الإصابة به، في ظل مخاوف من انتشاره خارج الحدود وتسبُّبه في تفشّ أكبر.
ويعد إعلان المنظمة هو تنبيه للهيئات الطبية في كل دول العالم لمتابعة التقصي عن إصابات جدري القرود والتبليغ عنها، والاستعداد لاتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية منه إذا انتشر.
ما الذي يعنيه مصطلح "حالة صحية طارئة"؟
تفسير مصطلح "حالة صحية طارئة" الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية هو حث الخبراء الطبيين للعمل على تسريع الوصول إلى الاختبارات واللقاحات والأدوية العلاجية في المناطق المتضررة، وبدء حملات للحد من الوصمة المحيطة بالفيروس. بمعنى آخر، كان التحذير والإعلان موجهاً للجهات الرسمية والخبراء الطبيين ليكونوا على دراية وحذر.
كيف ينتشر جدري القرود؟
نشر موقعنا مقالة طويلة مفصلة عن هذا الموضوع، ولكن باختصار، ينتشر جدري القرود من خلال الاتصال المباشر بالمواد الآتية من الحيوانات أو البشر المصابين بالعدوى:
- الدم.
- سوائل الجسم.
- الآفات الجلدية أو المخاطية.
- قطرات الجهاز التنفسي.
- لدغات وخدوش الحيوانات المصابة.
- أكل لحم حيوان مصاب.
- ملامسة سطح ملوث، مثل الفراش.
- الناقل الرئيسي للمرض غير معروف، لكن يُعتقد أن القوارض الإفريقية، مثل الجرذان والفئران والسناجب، متورطة في ذلك.
- لمس المنتجات الأخرى من الحيوانات المصابة، مثل جلد الحيوان أو الفراء.
- الاتصال الجنسي الشاذ.
ومن غير المحتمل أن تصاب بجدري القرود إذا لم تكن لديك أي أعراض، ولم تسافر مؤخراً إلى غرب أو وسط إفريقيا، ولم تكن على اتصال وثيق بشخص مصاب بجدري القرود.
المصدر: هل جدري القرود خطر لهذه الدرجة؟ أم مجرد فرقعة إعلامية؟ (صحتك)