بعد انتشاره منذ سنتين تقريباً في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا وكندا، يعود جدري القرود لينتشر بشكل أوسع في عدد من الدول الإفريقية، الأمر الذي دفع منظمة الصحة العالمية للإعلان عن اعتباره "حالة طوارئ صحية عالمية"، بنفس الطريقة التي أعلنت عنها مسبقاً عندما تفشى الإيبولا وكوفيد-19.
ويهدف وصف منظمة الصحة لمرض جدري القرود بأنه "حالة طوارئ صحية عامة ذات اهتمام دولي" إلى دق ناقوس الخطر بأن هناك حاجة إلى تعامل دولي منسق بين الهيئات الصحية وتحضير الاستعدادات اللازمة إذا وصل انتشار هذا المرض لمرحلة الوباء.
ما هو جدري القرود؟
جدري القرود "Monkeypox" مرض نادر يسببه فيروس. يتميز المرض بأعراض مثل الحمى وتضخم الغدد الليمفاوية والطفح الجلدي الواسع الانتشار. يسبب الطفح الجلدي ظهور العديد من البثور على الوجه والأطراف بشكل خاص.
تحدث معظم حالات الإصابة بجدري القرود حالياً في وسط وغرب إفريقيا. يعد مرض جدري القرود في الولايات المتحدة نادراً، على الرغم من تسجيل وجود عدد قليل من الحالات المؤكدة في عام 2021.
جدري القرود هو أيضاً مرض حيواني المصدر. هذا يعني أنه يمكن أن ينتقل من الحيوانات إلى البشر، والعكس صحيح. ويمكن أيضاً أن ينتقل من إنسان إلى آخر عبر الاتصال المباشر أو الاتصال الجنسي.
أعراض جدري القرود
تتشابه أعراض جدري القرود مع أعراض الجدري. لكن أعراض جدري القرود عادة ما تكون أقل شدة.
بعد الإصابة بفيروس جدري القرود، قد يستغرق ظهور الأعراض الأولى من 5 إلى 21 يوماً. ويستغرق الأمر من 7 إلى 14 يوماً في كثير من الحالات. تشمل الأعراض المبكرة ما يأتي:
- الحمى، وهي العَرَض الأول عادةً.
- صداع في الرأس.
- آلام العضلات.
- آلام الظهر.
- إعياء.
- قشعريرة.
- تضخم الغدد الليمفاوية، المعروف أيضًا باسم تضخم العقد اللمفية.
وبعد تطور الحمى، يظهر الطفح الجلدي عادة بعد يوم إلى ثلاثة أيام. يؤثر الطفح الجلدي عادةً على:
الوجه، وهو الموقع الأكثر شيوعًا.
- راحتي اليدين.
- أخمص القدمين.
- الفم.
- الأعضاء التناسلية.
- العيون، بما في ذلك الملتحمة والقرنية.
وقد يتكون الطفح الجلدي من آفات تتطور بالترتيب التالي:
- لطاخات مسطحة متغيرة اللون.
- حُطاطات مرتفعة قليلاً.
- حويصلات أو نتوءات مليئة بسائل صافٍ.
- فقاعات، أو نتوءات بسائل مصفر.
- قشور.
- بعد أن تجف الآفات وتتقشر، تسقط وتزول.
تستمر أعراض جدري القرود بشكل عام من أسبوعين إلى أربعة أسابيع وتختفي من دون علاج في معظم الحالات.
كيف ينتشر جدري القرود؟
ينتشر جدري القرود من خلال الاتصال المباشر بالمواد الآتية من الحيوانات أو البشر المصابين بالعدوى:
- الدم.
- سوائل الجسم.
- الآفات الجلدية أو المخاطية.
- قطرات الجهاز التنفسي.
يمكن لهذه المواد أن تدخل الجسم عن طريق التنفس أو الأغشية المخاطية أو الجلد المشقوق.
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إن الانتشار من شخص لآخر منخفض للغاية. وعندما يحدث، يكون ذلك عادةً من خلال الاتصال المباشر وجهاً لوجه مع انتقال الفيروس في قطرات الجهاز التنفسي الكبيرة. قد يحدث هذا إذا كنت ضمن دائرة نصف قطرها (180 سنتيمتر) مع شخص مصاب، وأن تبقى كذلك لمدة 3 ساعات أو أكثر.
ويمكن أن يحدث الانتقال أيضاً من خلال:
- لدغات وخدوش الحيوانات المصابة.
- أكل لحم حيوان مصاب.
- ملامسة سطح ملوث، مثل الفراش.
- الناقل الرئيسي للمرض غير معروف، لكن يُعتقد أن القوارض الإفريقية (مثل الجرذان والفئران والسناجب) متورطة في ذلك.
- لمس المنتجات الأخرى من الحيوانات المصابة (مثل جلد الحيوان أو الفراء).
- الاتصال الجنسي الشاذ.
هل جدري القرود مميت؟
وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن حالة واحدة من كل 10 حالات من جدري القرود ستؤدي إلى الوفاة.
من المرجح أن تتسبب الحالات الشديدة في الوفاة. تشمل عوامل الخطر للحالات الشديدة ما يأتي:
- أن تكون أصغر سناً.
- التعرض للفيروس لفترات طويلة.
- ضعف الصحة العامة.
- حدوث مضاعفات.
كيف يُعالج جدري القرود؟
لا يوجد حالياً علاج لجدري القرود. ومع ذلك، فإن جدري القرود يمكن أن يتحسن من دون علاج.
يمكن استخدام بعض الأدوية للسيطرة على تفشي المرض ومنع انتشاره، وتشمل:
- اللقاح (لقاح الجدري).
- الغلوبولين المناعي (VIG).
- الأدوية المضادة للفيروسات (في الحيوانات).
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن لقاح الجدري فعال بنسبة 85% تقريباً في منع انتشار وتطور جدري القرود. إذا تلقيت لقاح الجدري عندما كنت طفلاً وأصبت بفيروس جدري القرود، فقد تكون الأعراض خفيفة.
في عام 2019، تمت الموافقة على لقاح للوقاية من كل من الجدري وجدري القرود. لكنه لا يزال غير متاح على نطاق واسع للجمهور.
الأشياء التي يمكنك القيام بها لتجنب الإصابة بجدري القرود
على الرغم من ندرة جدري القرود، إلا أن هناك أشياء يمكنك القيام بها لتقليل خطر إصابتك به أثناء السفر إلى غرب ووسط إفريقيا.
افعل:
- اغسل يديك بالماء والصابون بانتظام أو استخدم معقم اليدين الذي يحتوي على الكحول.
- تناول اللحوم المطبوخة جيداً فقط.
لا تفعل:
- لا تقترب من الحيوانات البرية أو الضالة، بما في ذلك الحيوانات النافقة.
- لا تقترب من أي حيوانات تبدو مريضة.
- لا تأكل أو تلمس لحوم الحيوانات البرية (لحوم الطرائد).
- لا تشارك الفراش أو المناشف مع أشخاص مرضى قد يكونون مصابين بجدري القرود.
- لا تقم بأي اتصال وثيق مع الأشخاص الذين قد يكون لديهم جدري القرود.
الخلاصة: يُعد جدري القرود مرضاً فيروسياً نادراً. إنه حالة حيوانية المصدر، ما يعني أنه ينتقل من الحيوانات إلى البشر. كما يمكن أن ينتشر بين البشر.
تشمل الأعراض الأولى الحمى وآلام العضلات وتضخم الغدد الليمفاوية. مع تقدم المرض، فإنه يسبب طفحاً جلدياً على الوجه والأطراف. يتكون الطفح الجلدي من آفات تتحول إلى بثور مملوءة بالسوائل، ثم تجف وتسقط. يبدأ الطفح الجلدي عادةً على الوجه ثم يتقدم إلى أسفل، عادةً إلى الذراعين والساقين. ومع ذلك، يمكن أن يحدث في أجزاء أخرى من الجسم أيضًا.
يحدث جدري القرود بشكل رئيسي في المناطق الاستوائية في وسط وغرب إفريقيا. وإذا كنت قد سافرت مؤخراً إلى هذه المناطق، فمن المهم أن يجرى لك فحص جدري القرود.
المصدر: صحتك