انتشرت مشروبات الطاقة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وخاصة بين المراهقين، إذ يستهلك أكثر من 30% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً هذه المشروبات بشكل منتظم، ولكن ما تأثير مشروبات الطاقة على الصحة؟
هناك العديد من الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة للإفراط في تناول مشروبات الطاقة. وفي مراجعة منهجية جديدة، تفحّص الباحثون 57 دراسة حول تأثيرات مشروبات الطاقة على الأطفال والشباب حتى سن 21 عاماً، ونظروا في البيانات من كانون الثاني 2016 إلى تموز 2022.
ما تأثير مشروبات الطاقة على الصحة؟
أظهرت النتائج التي نشرت في 15 من كانون الثاني من 2024، أن المراهقين الذكور يستهلكون مشروبات الطاقة أكثر من الإناث، واكتشف الباحثون أيضاً وجود صلة بين مشروبات الطاقة والسلوكيات الضارة، مثل التدخين والكحول وتعاطي المخدرات.
تشمل التأثيرات الإضافية لتناول مشروبات الطاقة لدى المراهقين الذكور والإناث ما يلي:
- مدة نوم قصيرة.
- نوعية نوم سيئة.
- انخفاض الأداء الأكاديمي.
- زيادة الميول الانتحارية.
- الضائقة النفسية.
- أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
- الاكتئاب.
- اضطرابات الهلع والقلق.
الآثار الصحية والجسدية وتأثير مشروبات الطاقة
مشروبات الطاقة مليئة بالكافيين بكميات تتجاوز بكثير الجرعات اليومية الموصى بها للبالغين، وغالبًا ما يتم تسويقها للشباب.
في تموز 2023، قامت إدارة الغذاء والدواء (FDA) بمراجعة المخاوف بشأن Prime Energy، وهو مشروب طاقة شائع بين الأطفال والمراهقين يحتوي على كمية من الكافيين تعادل ما تحتويه 6 علب من الكولا، لذا فإن تأثير مشروبات الطاقة على الصحة العقلية والجسدية للشباب كبير، خاصة عند تناولها بكميات زائدة.
يقول بعض الخبراء إن المراهقين قد يلجؤون إلى شرب مشروبات الطاقة كآلية للتكيف.
ترمز مشروبات الطاقة في هذه الحالة لدى الشباب إلى البحث عن شيء خارج الذات لملء الفراغ الملحوظ، والنتيجة الطويلة المدى التي تُتَرجم إلى الاعتماد عليه.
قد يستهلك بعض المراهقين مشروبات الطاقة لتحسين الأداء في الاختبارات، بينما قد ينخرط آخرون في ذلك بسبب القبول الاجتماعي وضغط الأقران.
وبحسب الخبراء؛ تؤدي مشروبات الطاقة إلى اضطرابات في النوم، مما قد يؤثر على تعكير الحالة المزاجية والأداء الإدراكي.
ونظراً إلى أن مشروبات الطاقة تحتوي على كميات عالية من الكافيين، فإنها يمكن أن تؤثر سلباً على النوم، وقد يواجه الشباب الذين يأخذون مشروبات الطاقة صعوبة أكبر في النوم، ويعانون من ضَعف جودة النوم بشكل عام، خاصة عند تناولها في فترة ما بعد الظهر أو في المساء.
ترتبط نوعية النوم السيئة والحصول على كمية غير كافية من النوم بضَعف القدرة على تنظيم المشاعر، وصعوبة الانتباه والقلق، وأعراض الحالة المزاجية، مما قد يؤدي إلى انخفاض الأداء الأكاديمي، وصعوبة في تكوين الصداقات والحفاظ على العلاقات في المنزل.
هل تساعد مشروبات الطاقة على الدراسة؟
يلجأ العديد من الشباب إلى مشروبات الطاقة لزيادة التركيز أثناء دراسة مقرراتهم الدراسية، وقد لوحظت زيادة في استهلاك مشروبات الطاقة بين الطلاب، بغض النظر عن البيئة المنزلية والثقافية التي ينتمون لها، وتبين تأثير مشروبات الطاقة التي كان يُنظر إليها بينهم على أنها أداة لمنح الطلاب دفعة إضافية للدراسة.
استخدم المتفوقون دراسياً مشروبات الطاقة لمجابهة إرهاقهم والتغلب عليه، والذي كان سببه إجهاد أدمغتهم من أجل أن يكونوا جيدين بما يكفي ليتميزوا، ويحظوا بحب واحترام من قِبَل الآباء أو المعلمين، أو الحصول على برامج دراسية، أو الحصول على المنح المحتملة بعد التخرج من الثانوية.
لذا؛ يقول الخبراء إن أحد الأساليب للتخلص من عادة تناول مشروبات الطاقة يمكن أن تكون من خلال تعليم الأطفال كيفية إدارة عواطفهم، واكتساب قدر أكبر من الوعي الذاتي في سن أصغر، لذا فإن تأثير مشروبات الطاقة عليهم كان كبيراً.
ما أعراض الإكثار من تناول مشروبات الطاقة؟
هناك العديد من الآثار الجانبية المحتملة لاستهلاك مشروبات الطاقة. فيما يلي بعض الأشياء التي يجب البحث عنها:
- الجفاف.
- مضاعفات القلب، مثل عدم انتظام ضربات القلب وفشل القلب.
- القلق.
- الأرق.
العلامات التي تشير إلى أنّ الطفل أو المراهق يتأثر سلباً بمشروبات الطاقة هي انخفاض كمية النوم التي يتلقاها طوال الليل، وتغييرات في أدائه الأساسي عندما يتعلق الأمر بالأداء الأكاديمي والعلاقات مع الآخرين، وقدرته على التعامل مع المواقف والتحكم بعواطفه.
إذا كان طفلك أو ابنك يتناول ويشرب الكافيين بشكل يومي، فقد يكون من المفيد تشجيعه على ممارسات صحية قبل النوم، مثل الحد من التعرض للإلكترونيات (الهواتف، وأجهزة التلفزيون، والأجهزة اللوحية، وأجهزة الحاسوب المحمولة، وما إلى ذلك) قبل ساعة من النوم.
كما يجب أن يحصل الشباب في سن المدرسة الابتدائية والمتوسطة على نحو 10 ساعات من النوم كل ليلة، ويجب أن يهدف طلاب المدارس الثانوية إلى الحصول على نحو 9 ساعات، ويساعد في ذلك الحفاظ على موعد استيقاظ وموعد نوم ثابت.
الخلاصة: أظهرت المراجعة البحثية الجديدة هذه العواقب الصحية السلبية لاستهلاك مشروبات الطاقة بين الأطفال والمراهقين، حيث يمكن لها أن تعطل نوعية النوم السيئة، وتؤثر سلباً على الحالة المزاجية، وتؤدي إلى مشكلات في الصحة العقلية، مثل القلق والاكتئاب.
وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي الاستهلاك الزائد لمشروبات الطاقة أيضاً إلى حدوث مضاعفات في القلب، ويوصي خبراء الصحة بتجنب مشروبات الطاقة تماماً، لعدم وجود أي قيمة غذائية لها.