أصدرت "الإدارة الذاتية" قراراً برفع أجور النقل بين مدن وبلدات شمال شرقي سوريا، بنسبة زيادة بلغت 25 في المئة، وذلك للمرة الثانية خلال نحو شهرين.
وحصل موقع "تلفزيون سوريا" على صورة عن تعميم صادر عن "بلدية الشعب" في "الإدارة الذاتية"، صادر بتاريخ التاسع من تشرين الثاني الجاري، وينص على رفع أسعار أجور النقل بين مدينة الحسكة وبقية المناطق.
ووفق التعميم الجديد، فإن أسعار تعرفة الراكب الواحد بين مدينتي الحسكة والقامشلي ارتفعت من 8000 إلى 10 آلاف ليرة سورية، ومن الحسكة إلى الرقة ارتفعت من 16500 إلى 21 ألف ليرة.
وكانت "الإدارة الذاتية" رفعت، في 24 من آب الماضي، أسعار وأجور النقل بنسبة وصلت إلى 30 في المئة، وذلك بعد رفع أسعار المازوت.
"الإدارة الذاتية" توقع تزويد شركات النقل بالمازوت المدعوم
مصدر إداري في شركة نقل داخلية بين القامشلي والحسكة قال لموقع "تلفزيون سوريا"، إن "الإدارة الذاتية" لم تسلم مخصصات الشركات والسيارات من الوقود بسعر مخفض منذ نحو شهر، ما دفع الشركات لشراء المازوت بالسعر الحر وهو أعلى بنسبة ستة أضعاف.
وتخصص "الإدارة الذاتية" كمية مازوت شهرية لشركات وسيارات النقل الداخلي بسعر 525 ليرة للتر الواحد، بينما يباع المازوت الحر بسعر 4300 ليرة للتر الواحد.
وأضاف المصدر أن "العديد من شركات النقل خفضت عدد رحلاتها لكون السعر المحدد حالياً من قبل الإدارة الذاتية لا ينسجم مع سعر المازوت المرتفع، ولا يغطي تكاليف التشغيل ورواتب الموظفين والسائقين".
ارتفاع أجور النقل يحرم الطلاب من إكمال تعليمهم
بشرى سليمان (اسم مستعار)، وهي طالبة في كلية التربية بمدينة الحسكة، قالت لموقع "تلفزيون سوريا"، إن ارتفاع أجور النقل تسبب بغيابها بشكل متكرر عن الدوام في الجامعة كونها من سكان القامشلي.
وتحتاج بشرى يومياً لمبلغ 50 ألف ليرة لتغطية نفقات المواصلات ومصاريف الوصول من منزلها إلى كليتها الواقعة في الطرف الجنوبي لمدينة الحسكة.
ويسيطر النظام على الأحياء الوسطى لمدينة الحسكة، ما يتسبب بمعاناة كبيرة للطلاب للوصول إلى الكليات الواقعة في الأحياء الجنوبية والشمالية والشرقية بمناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وسط شبه غياب لوسائل النقل الداخلي ما يجبر الطلاب على الاعتماد على سيارات الأجرة "التكسي".
وقبل نحو شهرين احتج أهالٍ وذوو طلاب في كراج السياحي بمدينة القامشلي من جراء رفع أجور النقل حينها حيث خفضت "الإدارة الذاتية" تعرفة النقل قبل أن تعود وترفعه مجدداً قبل أيام.
"أم شيرين" من مدينة عامودا، أوضحت لموقع "تلفزيون سوريا"، أن ابنتها طالبة في كلية الحقوق قررت دراسة مقررات كليتها هذا العام بشكل ذاتي بدلاً من حضور المحاضرات في جامعتها، لعدم قدرتهم على توفير مصاريف ذهابها للحسكة يومياً أو الإقامة فيها بسبب ارتفاع أسعار أجرة المنازل الذي يتراوح بين 75 و100 دولار شهرياً.
وأكدت عدة مصادر من "الإدارة الذاتية" وشركات النقل أنه في ظل ارتفاع أسعار الوقود وعدم حصول الشركات والسائقين على مخصصاتهم الشهرية سترتفع أجور النقل مجدداً خلال الأيام القادمة.
أزمة محروقات شمال شرقي سوريا
وفي أيلول الفائت، رفعت "الإدارة الذاتية" سعر لتر المازوت بنسبة تجاوزت 300 في المئة، للمرة الثانية خلال شهرين، من دون أن تصدر قراراً رسمياً بالزيادة.
ومنذ مطلع العام الجاري تشهد عموم مناطق "الإدارة الذاتية" أزمة محروقات كبيرة خاصة في مادة المازوت، حيث نشر العديد من الناشطين صوراً ومشاهد لطوابير تضم عشرات السيارات أمام محطات الوقود في محافظة الحسكة.
ويعاني السوريون في مناطق شمال شرقي سوريا من نقص في المحروقات، خاصة مادة المازوت سواء المخصّص للسيارات والآليات أو للمشاريع الزراعية والصناعية والتدفئة.