زعمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) تشارك في "أنشطة تخريبية" في سوريا، معتبرة أن "المنظمة تظل عنصراً خطيراً من عناصر عدم الاستقرار في المنطقة".
وقالت زاخاروفا في إحاطة قدمتها أمس الأربعاء: "الآن نسمع أقل عن الخوذ البيضاء، ولكن لسوء الحظ، بأموال من يسمون الرعاة، وهؤلاء هم في الغالب دافعو الضرائب البريطانيون والأميركيون، ما تزال الخوذ البيضاء منخرطة في أنشطة تخريبية في سوريا، فما تزال الخوذ البيضاء عنصراً خطيراً جداً من عناصر عدم الاستقرار على الأراضي السورية"، بحسب وصفها.
وادعت أن "وقف أنشطة هذه المنظمة وقفاً كاملاً على الأراضي السورية، مع الكشف لاحقاً عن جرائم الماضي، هو أحد ضرورات استقرار الوضع في سوريا التي طالت معاناتها وفي المنطقة ككل".
ادعاءات متكررة
على مدى السنوات الماضية، دأبت روسيا على تكرار اتهاماتها لأطراف مختلفة في إدلب، زاعمةً أن هذه الأطراف تحضر لهجمات باستخدام مواد كيميائية، وتأتي هذه الاتهامات غالباً قبيل أو بعد تصعيد عسكري في المنطقة، مما يثير تساؤلات عن توقيت هذه الادعاءات وصدقيتها.
ورغم تكرار المزاعم الروسية، فإن تقارير وشهادات ميدانية أكدت أن القصف الروسي المستمر على مناطق متفرقة في إدلب تسبب في مقتل وإصابة مئات المدنيين، إضافة إلى تدمير منشآت حيوية، كما تشير المنظمات الحقوقية إلى أن هذه العمليات العسكرية تمثل خرقاً واضحاً لاتفاقات وقف التصعيد.
ويُنظر إلى الاتهامات الروسية على أنها محاولات للتغطية على تصعيدها المتكرر في المحافظة وتبرير استخدامها للقوة المفرطة.
تأسيس الدفاع المدني السوري
بدأ الدفاع المدني عمله في نهاية عام 2012 وبداية 2013، في مدينة حلب، من خلال مجموعة من الشبان، كانوا يعملون بمهن مختلفة كالخياطة والحدادة والتجارة وغيرها، إلى حين الوصول لمرحلة خروج مناطق عن سيطرة النظام السوري عام 2012، وانعدام الخدمات الإسعافية والطبية المنظمة، حينئذ بدأ النظام باستخدام الطائرات والمدفعية، مستبيحاً كل شيء، وهنا كان لا بد من اللجوء إلى مرحلة التأسيس لمنظمة شاملة متكاملة تنظم عمل المتطوعين الذين كانوا قد شكلوا أنفسهم في عدة محافظات سورية، وبدؤوا بملاحقة أماكن سقوط صواريخ الأسد لاستخراج المدنيين من تحت الأنقاض.
وشهد تاريخ 25 من تشرين الأول عام 2014، الاجتماع التأسيسي الأول للمنظمة في مدينة أضنة التركية، وحضره نحو 70 من قادة فرق الدفاع المدني في "المناطق المحررة" بسوريا، ووضعوا ميثاقاً للمبادئ الخاصة بالمنظمة، واتفقوا على تأسيس مظلة وطنية لخدمة السوريين، سموها الدفاع المدني السوري.
ونسبة إلى الخوذ التي يرتديها المتطوعون في أثناء عمليات البحث والإنقاذ اكتسبت المنظمة مطلع عام 2015 لقب "الخوذ البيضاء"، واليوم باتوا بالآلاف بينهم مئات المتطوعات، ويمشون وفق مدونة سلوك عنوانها العريض "حياديون، غير منحازين، لكل السوريين".
عقد من العمل
في الذكرى العاشرة لتأسيس الدفاع المدني، قال مدير المؤسسة رائد الصالح، في تغريدة على منصة "إكس"، إنّ "الدفاع المدني السوري هو مؤسسة لكل السوريين، تمثل كل إنسان مؤمن بحماية الأرواح وقيم الخير والعدالة والسلام".
وأضاف: "أشكر جميع السوريين وكل من وقف معنا ودعمنا وساعدنا ونجدد العهد على الالتزام بقيم ومبادئ العمل الإنساني".
وأشاد أهالي الشمال السوري عبر شاشة تلفزيون سوريا بالدفاع المدني، قائلين إنه يُعتبر من أفضل المؤسسات الإنسانية في الشمال السوري، فالمؤسسة كانت حاضرة في جميع الأزمات، سواء خلال الزلازل أو القصف أو الحرائق، وكانت دائماً في المقدمة لإنقاذ الأرواح، وفي أحلك الظروف، كانوا أول من استجاب، وخاصة خلال الزلازل، حيث قدموا جهوداً كبيرة لإخراج المدنيين من تحت الأنقاض.