أعادت السعودية طائرتي ركاب إلى النظام السوري، بعد احتجاز دام 13 عاماً، وذلك على خلفية تحسّن العلاقات بين الجانبين وعودتها إلى طبيعتها.
وبحسب مصدر أمني يعمل في أحد المطارات التابعة للنظام، فإن السعودية أعادت طائرتي ركاب من نوع "بوينغ 747" اللتين كانتا محجوزتين على أراضيها، منذ عام 2011.
ووصلت الطائرتان إلى مطار حلب، قبل أيام، بعد إجراء الصيانة اللازمة لهما، حيث حملت إحداهما دفعة من الركاب إلى السعودية، وفق ما نقل موقع "نورث برس" عن المصدر.
ما قصة الطائرتين السوريتين المحتجزتين في السعودية؟
تعود قصة الطائرتين إلى العام 2010 حين وقّعت شركة "السلام" السعودية عقداً بقيمة 50 مليون دولار مع "الشركة السورية للطيران"، لصيانة طائرتي "بوينغ 747" في الرياض.
وعقب اندلاع الثورة السورية، عام 2011، وتوتر العلاقات بين السعودية والنظام السوري قرّرت المملكة احتجاز الطائرتين، ولم تفلح جهود النظام خلال فترة ما قبل التطبيع بإعادتهما.
وفي آذار 2017، أشار وزير النقل في حكومة النظام آنذاك، علي حمود، إلى إجراء الوزارة مراسلات مع الحكومة السعودية لاستعادة الطائرتين ولكن دون جدوى.
ومع بدء المحادثات بين الطرفين العام الماضي، تمت إعادة فتح ملف الطائرتين، حيث أكدت مصادر مقربة من النظام في نيسان 2023 أن السعودية أبلغت النظام بأنها ستجري الصيانة اللازمة لهما وستعيدهما.
السعودية تزود النظام السوري بقطع تبديل ومعدات لصيانة الطائرات
قدمت السعودية في شهر أيار الماضي، قطع تبديل ومعدات لصيانة الطائرات المدنية للنظام السوري، بعد أيام من لقاء بين بشار الأسد وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على هامش القمة العربية في المنامة، وإعلان المملكة استئناف الرحلات الجوية إلى سوريا.
وبحسب موقع "هاشتاغ سوريا"، فإنّ تلك الهبة "في غاية الأهمية" لعدم تمكّن النظام من استيرادها من الخارج بسبب العقوبات.
ومنذ وصول بشار الأسد إلى الحكم، عام 2000، عانى النظام السوري من موضوع تجديد الأسطول الجوي سواء بشراء طائرات جديدة أو شراء قطع تبديل للطائرات التي يملكها بسبب العقوبات الأميركية المفروضة عليه.
التطبيع السعودي مع النظام السوري
قرّرت السعودية في نيسان 2023، إعادة علاقاتها مع النظام، حيث أجرى آنذاك وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان زيارة إلى دمشق للمرة الأولى منذ 12 عاماً، والتقى مع بشار الأسد.
وساهم الموقف السعودي في إعادة النظام إلى الجامعة العربية، كما دعت السعودية بشار الأسد لحضور القمة العربية التي استضافتها في مدينة جدة، شهر أيار 2023، لتكون المرة الأولى التي يشارك فيها، منذ قمة 2010.
الجدير بالذكر أن النظام عيّن أيمن سوسان سفيراً له في الرياض، فيما أعلنت السعودية لاحقاً تعيين فيصل بن سعود المجفل سفيراً لها في دمشق.