قدم رئيس النظام السوري بشار الأسد، أمس الإثنين، التعازي للعماد المتقاعد علي أصلان، الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة، بوفاة زوجته ألماظة كامل حسن.
وأفادت وكالة أنباء النظام "سانا"، بأنّ بشار الأسد كلّف محافظ اللاذقية عامر هلال بتقديم التعازي لـ"أصلان"، مضيفةً أن الأخير أعرب عن شكره لرئيس النظام وزوجته على هذه اللفتة.
من هو العماد علي أصلان؟
ينحدر علي أصلان من مدينة جبلة بريف اللاذقية، وهو من مواليد عام 1932، التحق بالكلية الحربية في حمص عام 1952، ومن ثم خرج ببعثة تدريبية إلى الاتحاد السوفييتي سابقاً، وبعد عودته إلى سوريا تم تعيينه قائداً للواء الثامن مشاة عام 1966.
وحظي "أصلان" بمكانة كبيرة لدى نظام حافظ الأسد بعد دعمه للانقلاب الذي نفذه الأخير، عام 1970، ومساهمته بتمكين الأسد الأب من الاستيلاء على مفاصل الدولة.
ولاء "أصلان" لـ حافظ الأسد جعله من المقربين منه وساعده في تولي المناصب، حيث عيّنه قائداً للفرقة الأولى والخامسة، ومن ثم رئيساً لمكتب العمليات في الأركان العامة، بعد ذلك عيّنه قائداً للقوات السورية في لبنان، بين عامي 1976 و1979.
ومن ثم كُلّف "أصلان" بمنصب نائب رئيس الأركان إلى جانب رئاسته لمكتب العمليات، حيث لعب دوراً كبيراً في مجزرة حماة عام 1982، وكمكافأة له عُيّن قائداً للفيلق الثاني، مع ترقيته إلى رتبة فريق أول، عام 1984.
وفي العام 1998، تمت ترقية "أصلان" وتكليفه بمنصب رئاسة الأركان، خلفاً لـ(حكمت الشهابي)، الذي خرج إلى التقاعد آنذاك، بعد أن شغل المنصب، منذ عام 1973.
وبعد ذلك أصبح "أصلان" المفاوض الرئيسي لتوريد الأسلحة من روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران إلى النظام السوري، كما كان مهندس العديد من المعاهدات العسكرية مع اليابان وبعض دول أوروبا الشرقية.
علي أصلان وتسليم الحكم لبشار الأسد
كان أصلان عضواً في لجنة مؤلفة من 9 أعضاء شٌكّلت بعد موت حافظ الأسد، عام 2000، لنقل السلطة إلى بشار الأسد، وبعد استلام الأخير مقاليد الحكم، استمر "أصلان" بدوره القيادي وضمن الدائرة المقربة من رئيس النظام.
وبعد أشهر قليلة من تولي بشار الأسد السلطة، أصبح "أصلان" عضواً في اللجنة المركزية لـ"حزب البعث"، إلا أنّ بشار أصدر، عام 2002، قراراً بإقالته من رئاسة الأركان وتعيين نائبه حسن تركماني بدلاً عنه.
عقب ذلك عُيّن "أصلان" بمنصب المستشار العسكري الخاص، وفي عام 2005، عُزل من اللجنة المركزية لـ"حزب البعث"، وأحيل إلى التقاعد واعتزل الحياة السياسية.
وفي حزيران 2021، استقبل بشار الأسد العماد علي أصلان في دمشق، وقلّده وسام "الاستحقاق السوري" من الدرجة الممتازة، وذلك "تقديراً لدوره كقائد عسكري وبطولاته كمقاتل مقدام وضابط بارع في ساحات المواجهة وعطائه المتواصل لوطنه على مدى سبعة عقود من الزمن"، بحسب وكالة "سانا".
أوس علي أصلان على خطا والده
يعد أوس نجل العماد علي أصلان، المولود عام 1958، خليفة والده في النظام السوري، حيث يقود حالياً الفيلق الثاني، منذ عام 2016، وكان نائباً لقائد "الفرقة الرابعة"، حتى عام 2015، كما أنه يتمتع بنفوذ كبير في المؤسسة العسكرية.
وبعد اندلاع الثورة السورية، عام 2011، كان العميد أوس أصلان قائداً لـ"اللواء 40/ دبابات" في "الفرقة الرابعة"، وشاركت قواته في اقتحام درعا ومدينة بانياس في ريف طرطوس، ومدن معضمية الشام وداريا والزبداني والغوطة الشرقية وضاحية قدسيا والهامة ووادي بردى في ريف دمشق، وحيي برزة وتشرين في مدينة دمشق، حيث ارتكبت العديد من الانتهاكات خلال تلك الاقتحامات.
وبحسب موقع "مع العدالة"، فإنّه فقد فُرضت عقوبات أميركية وبريطانية وأوروبية على أوس أصلان، وذلك بسبب دوره الرئيسي في عمليات القتل وارتكاب الانتهاكات المروعة بحق المدنيين السوريين.