قال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إن "نجاح برنامج جريح الوطن هو انعكاس واستمرار للنجاح في القتال والميدان"، معتبراً أن جرحى جيش النظام هم "أنموذج للأمل والتحدي وللإنسان الذي قهر المستحيل".
تصريحات الأسد جاءت خلال حضوره، مع زوجته، مباراة بكرة السلة ضمن منافسات اليوم الثاني لدورة ألعاب "جريح الوطن" البارالمبية الثانية في العاصمة دمشق.
وأوضح رئيس النظام أن "برنامج جريح الوطن يهدف للوصول إلى جريح قادر ومتمكن، ولكن لم نر اليوم شعاراً، رأينا تطبيقاً على الواقع، وهذا الشيء أرجعنا بالذاكرة أنا وزوجتي أسماء للقاءاتنا المختلفة مع الجرحى خلال زياراتنا"، مشيراً إلى أن مشاركة جرحى جيش النظام في هذه المباراة "قصة نجاحات متعددة في مختلف المجالات، وحضور اجتماعي متميز".
وزعم بشار الأسد أن "نجاح الجرحى في مختلف المجالات هو انعكاس واستمرار لنجاحهم في القتال وفي الميدان وفي الدفاع عن الوطن"، مضيفاً أنه "مهما اشتدت الحرب أو خبت، يبقى الجريح هو العنوان الأهم لنا والأولوية الأولى".
واعتبر رئيس النظام أن جرحى جيش النظام هم "أنموذج للإنسان الذي قهر المستحيل، وأنموذج يقدم نوراً وضياء لأشخاص نفوسهم أظلمت من الداخل، وأنموذج بالأمل لأناس تمكن منهم اليأس، وأنموذج من التحدي لأناس سيطرت عليهم الهزيمة النفسية الداخلية".
وأكد بشار الأسد على دعم النظام لمشروع "جريح الوطن"، مشيراً إلى أنه "سينعكس على الجرحى بمختلف الجوانب، ودعم المشروع هو شيء أساسي لدفع تقدم الجرحى في مختلف المجالات، وليس بهدف أن يكون الجريح مواطناً فاعلاً وناجحاً".
مشروع "جريح الوطن"
يشار إلى أن مشروع "جريح الوطن" أنشأ لأول مرة من قبل "الأمانة السورية للتنمية"، التابعة بشكل مباشر لزوجة رئيس النظام، أسماء الأسد، بهدف توفير الرعاية اللازمة وإعادة التأهيل لجرحى جيش النظام السوري.
ويشتمل المشروع على برنامج إعادة تأهيل لشريحة واسعة من الإصابات في صفوف قوات النظام السوري، بما فيها فقدان السمع والبصر والتشوهات، وفقدان الأطراف والشلل، في حين توفر برامج الرعاية المنزلية الدعم الاجتماعي والنفسي والتأهيل الفيزيائي لاستعادة القدرة على الحركة وتعزيز الاعتماد على النفس، وفق موقع "الأمانة السورية للتنمية".
مصابو قوات النظام السوري
وعادة ما يسعى النظام السوري إلى إظهار الاهتمام بجرحى قواته، من خلال زيارات يجريها رئيس النظام وزوجته إلى منازل الجرحى، وتقديم الهدايا والمنح لهم، بهدف امتصاص غضب واستياء مواليه الناجم عن تدهور الأوضاع المعيشية.
وخلال السنوات الماضية، أصدر النظام عدة قرارات ومراسيم تمنح جرحى قواته وعائلاتهم قروضاً ومنحاً وامتيازات في مختلف المؤسسات والوزارات والدوائر الحكومية، بما في ذلك امتيازات في التعليم والصحة والخدمات الأساسية الأخرى.
ولا تتوافر إحصائيات دقيقة عن عدد الجرحى والمصابين بين قوات النظام السوري، إلا أن إحصائيات غير رسمية تشير إلى أن العمليات العسكرية وعمليات القصف والتفجيرات أسفرت عن إصابة نحو مليوني سوري بإصابات وإعاقات مختلفة، في حين لا يشمل مشروع "جريح الوطن" من تصل نسبة إصابتهم أو إعاقتهم أقل من 40 %.