أعلنت السلطات في بلغاريا بأن هناك زيادة كبيرة ملحوظة في أعداد المهاجرين الذين يعبرون حدودها مع تركيا بطريقة غير شرعية، إذ تعتبر هذه الدولة البلقانية بوابة أوروبا بالنسبة للمهاجرين القادمين من دول الشرق الأوسط، إلا أن التوتر على الحدود بلغ ذروته، حيث أخذت السلطات تقمع مهربي البشر الذين يخاطرون بأرواح الناس أثناء تهريبهم المهاجرين عبر الحدود.
وإلى جانب السياج الذي يمتد لمسافة 259 كلم بين بلغاريا وتركيا، يقوم حرس الحدود باعتراض المهاجرين في أغلب الأحيان، ما يبدد آمالهم بتقديم طلب لجوء في هذا البلد.
ولذلك قامت منظمة محلية تقدم المساعدات برفع مجموعة من القضايا ضد الحكومة البلغارية، ادعت فيها بأن حرس الحدود يمارسون أساليب عنيفة في صد المهاجرين.
وحول ذلك يعلق أحد المهاجرين السوريين بالقول: "أخذني الحرس لمقر عسكري داخل بلغاريا، يبعد مسافة 3 كيلومترات عن نقطة التفتيش الحدودية، وبمجرد أن وصلنا، أخرجونا من السيارات وشرعوا بضربنا".
ولهذا تسعى ثلة من المهاجرين السوريين لتحقيق العدالة عبر المحكمة.
وتعلق على ذلك ديانا رادوسلافوفا، المديرة التنفيذية لمركز صوت المعونة القانونية في بلغاريا، فتقول: "إنهم أناس مستضعفون هربوا من سلطة ارتكبت انتهاكات بحقهم، والآن ما تزال لديهم الشجاعة حتى يقفوا ويرفعوا صوتهم من جديد أمام سلطة أخرى".
وتخبرنا المنظمة بأن بعض الانتهاكات وقعت بالقرب من الحدود أو في مخيمات اللاجئين التي أقيمت لهم داخل البلد، إذ يقول مهاجر سوري آخر: "في المخيم أمرونا أن نخرج كل مافي جيوبنا من هواتف وأموال وكل شيء، ثم فتحوا سيارات دورياتهم ودفعوا كلابهم لتهاجمنا، فأصيب أحد أصدقائنا بعضة كلب.. كان الوضع مريعاً".
ديانا رادوسلافوفا تتحدث حول بعض القضايا
بيد أن الحكومة البلغارية وشرطة الحدود في بلغاريا لم تعلقا على تلك المزاعم، وذكرتا بأن سياستهما لا تسمح لهما بالتصريح حول أي قضية قانونية معلقة.
في حين أصرت الحكومة البلغارية على التزامها بحماية الحدود البلغارية والأوروبية، وذكرت بأنها منذ شهر كانون الثاني 2022 رحّلت أو منعت دخول أكثر من 160 ألف مهاجر، أي أكثر من ثلاثة أضعاف عدد الأشخاص الذين تم صدهم ومنعهم من الدخول خلال الفترة نفسها من العام الذي سبقه.
في حين قالت رادوسلافوفا: "99% من السوريين يحصلون على وضع لاجئ بمجرد تمكنهم من تسجيل طلب، إلا أن منعهم من دخول البلد يعني منعهم من الوصول لتقديم طلب لجوء".
الحكومة البلغارية أمام القضاء..ماذا ارتكبت بحق المهاجرين؟
— تلفزيون سوريا (@syr_television) May 6, 2023
تقرير: منى الرنتيسي#تلفزيون_سوريا #لم_الشمل pic.twitter.com/qkPMQT07J5
الاعتقال والترحيل
خلال شهر آذار، أطلقت المفوضية الأوروبية برنامجين تجريبيين لتعزيز المراقبة على الحدود التركية، وذلك عبر نشر المزيد من الدوريات والكاميرات وأبراج المراقبة، كما أعلنت المفوضية بأنها ستسرع إجراءات معالجة طلبات اللجوء.
بيد أن منظمات حقوقية أعربت عن قلقها إزاء قضية أخرى تحدث في مخيمات اللجوء، إذ بمجرد وصول اللاجئ إلى هناك، وبدلاً من تسجيله تبدأ عملية تقديمه لطلب لجوء، يتم اعتقال اللاجئين وترحيلهم.
ثم إن تشديد القيود على الحدود يعني بأن مهربي البشر سيخوضون مغامرات أشد خطورة حتى يساعدوا المهاجرين على دخول البلد، إذ خلال شهر شباط الماضي، تم حشر 34 مهاجراً داخل شاحنة تعمل على نقل الأخشاب، فتوفي منهم 18 خنقاً، بينهم خمسة أطفال، وحول ذلك يعلق أحد المهاجرين السوريين: "إن الأمر لصعب، فقد عانينا كثيراً، إذ خلنا أننا سنذهب لمكان آمن سنحظى فيه بعناية واهتمام كوننا لاجئين، ولكنا كنا مخطئين".
هذا وتخبرنا محامية المهاجرين بأنها تتوقع معركة حامية الوطيس في المحكمة، ولكنها مع ذلك تتمنى للعدالة أن تسود في نهاية المطاف.
المصدر: CGTN